صوت ألعمال في إسرائيل
menu
يوم السبت 18 أيار 2024
histadrut
Created by rgb media Powered by Salamandra
ألأخبار

الآن حان وقته "برلمان للسلام الديمقراطي في الشرق الأوسط "

محمد سعد خيرالله ، ناشط ديمقراطي مصري ، يدعو الجمهور الإسرائيلي للحوار حول إقامة "سلام شعبي حقيقي ينشر الأمل والنور والرفاهية لجميع سكان المنطقة" | تم كتابة الخطط بالفعل قبل عقدين من الزمن ، والاتفاقيات الإبراهيمية هي نموذج للإلهام

حنظلة للفنان المصري ناجي العلي وسروليك لرسام الكاريكاتير الإسرائيلي دوش ، عمل الشارع ليوناتان كيس ليف (الصورة: علم النفس للأبد / ويكيميديا)
حنظلة للفنان المصري ناجي العلي وسروليك لرسام الكاريكاتير الإسرائيلي دوش ، عمل الشارع ليوناتان كيس ليف (الصورة: علم النفس للأبد / ويكيميديا)
بقلم محمد سعد خيرالله

" لكي يعرف الإنسان السلام يجب أن يجرب الصراع عليه يجب أن يمر بالمرحلة البطولية قبل أن يتمكن من التصرف كحكيم، يجب أن يصبح ضحية انفعالاته قبل أن يتمكن من التعالي عليها ،مقولة رائعة صادقة ومعبرة كتبها الروائي والرسام الأمريكي المبدع "هنري ميلر " كما لو كان كتبها خصيصا من أجل "الشرق الأوسط " حيث يتم ضخ جرعات بركانية هائلة وحصرية لأدرنالين الكراهية من قبل مؤسسي قلاعه الذين يحكمون عدة دول في المنطقة ويستخدمون الجماعات الإسلاموية للتخديم على مآرب مشبوهة ضد الشعوب والمجتمعات لكي تبقى الاستباحة قائمة لكي يظل السحق بلا رحمة ولا هوادة لكي تكون الكراهية هي المنهج والحقد هو عنوان.

أشفق كثيرا على الأجيال القادمة التي تعيش في منطقة الشرق الأوسط أجيال يريدون لها أن تتوارث الأحقاد وعشق اراقة الدماء والعنصرية والتفرقة والتمييز. ولكن ما الحل ؟ هل سنقف مكتوفي الأيدي ومؤسسي قلاع الكراهية يدمرون حاضرنا وينتقمون من مستقبل أولادنا وأحفادنا؟ وهل ما نقوم به نحن كل أنصار السلام كاف في تلك المواجهة؟ هل نحن حقا نقدم حلول تتناسب وتصلح للمجابهة مع تروس تعمل بلا هوادة لكي يسود الظلام مرة بنكهة "وطنية واهمة مزيفة ومرات باوهام وهذيانات دينية ؟؟

أشعر بمسئولية كبيرة كوني من أنصار السلام، ،أشعر بأنني يتعين علي أن أفعل شيء ما لكي نقيم حائط صد ووضع ركائز وصياغة تصورات لكي تكون عامل مساعد لتغيير الوضع برمته . من أجل الوصول الى شرق أوسط "إنساني " الكل يتعايش فيه مع بعضه البعض بلا احقاد ولا كراهية و بلا دماء. احلم بافاق أكثر رحابة وانسانية الكل يعيش فيها بسلام ومن أجل هذا الحلم أرى أن الوقت قد حان لكي اقدم لحضراتكم حلم أحد أهم دعاة السلام في الشرق الأوسط المفكر الحر المستقل "أمين المهدي " الذي غيبه الاغتيال العام الماضي وللمفارقة تحل الذكرى الأولى لرحيله 11 أكتوبر 2021.

***

 للتسجيل سبق أن تحدثت عن اغتيال المعلم والصديق المهدي باسهاب وسنظل نتحدث إلى أن يتم محاسبة قتلته في يومآ ما أتمنى أن يكون قريبآ.

***

كان الحلم الأكبر لداعية السلام الراحل " برلمان للسلام الديمقراطي في الشرق الأوسط" هذا الحلم كتب عنه بالتفصيل في كتابة الشهير الصراع العربي الإسرائيلي أزمة الديمقراطية والسلام الذي صدر عام ١٩٩٩ أي منذ أثنين وعشرين عاما وفي السطور التالية استعرض بعض مما جاء بالفصل السادس بالكتاب وعنونه بأنها "ورقة للحوار ".

يقول المهدي " تفتقر قضية الشرق الأوسط بشكل واضح إلى وجود قوة أخلاقية ثقافية وسياسية تصنع حضوراً دائما للشعوب من داخل المنطقة بجوار حلقات الأحداث المتدفقة وبقوة طوال تاريخ الصراع ولسنا هنا بصدد بحث الأسباب كما أن وجود هذه القوة في وقت المواجهات العسكرية ليس شاغلنا الآن ولكن عدم وجودها الآن في ظل تعقيدات متضايقة وغموض مفاهيم الحوار والسلام ،فضلاً عن كونها مفاهيم متحركة وغير ثابتة وتتغير بتغير الأطراف وتتعدد بتعددهم كل ذلك دل أكثر من أى وقت مضى على الحاجة الماسة إلى وجود تلك القوة،حيث تناقش داخلها وبحرية تلك المفاهيم بهدف تحديدها وجعلها ضمن الذهنية العامة لشعوب المنطقة والعالم بالإضافة إلى ذهنية صناع القرار حتى مستوى الضغط أن أمكن. وإذا كانت الحرب أخطر من أن تترك العسكريين فإن السلام أهم من أن يترك للحكومات. (ص ٢٥٣)

وفي فقرة أخرى وفي اعتقادي كما سبق التوضيح أن أحد الملامح الأساسية في معارك الحرب والسلام حتى الآن يكمن في تغييب أصحاب المصالح الحقيقيين والقوى الشعبية الديمقراطية وأنصار التقدم والسلام عن تلك المعارك وهم من اصطلحنا على تسميتهم بأنصار الرأي الآخر، خاصة على الجانب العربي.( ص ٢٥٤)

يعمل البرلمان على تنمية المشتركات الثقافية بين دول المنطقة لرسم خريطة ثقافية جديدة تغذي قوة الضمير وتخدم السلام حتى لو اقتضى الأمر عودة الجنسية لكل اليهود الذين تم تهجيرهم من العالم العربي باعتبار أنهم جسد مشترك وأن يحمل عرب إسرائيل جنسية مزدوجة مع الدولة الفلسطينية وهذا كله على سبيل تخيل آفاق للسلام الديمقراطي (ص ٢٥٦).

وعن الوسائل التنفيذية لشكل البرلمان كتب الآتي. ١٩ فقرة.

١/ برلمان للسلام الديمقراطي هو أول محفل شعبي حقيقي في منطقة الشرق الأوسط، ويجب الحفاظ على الصيغة الديمقراطية في تأسيسه ويتم اختيار لجنته التحضيرية بعد التوصل إلى أتفاق الحد الأدنى، ويصبح هو نفسه بيان تأسيسه.

٢/ تجتمع قوى السلام داخل هذا البرلمان بقواعد التصويت وإعطاء الكلمة طبقا لقواعد التصويت المرعية في المؤسسات المشابهة.

٣/ يكون هذا البرلمان في مكان يتيح حرية الحركة لاعضائه ويفضل أن يكون في بيت الشرق في القدس وإذا لم يتيسر ذلك يمكن أن يقام في رام الله.

٤/ يكون أعضاء البرلمان من النشطين في حركات وروابط السلام وممن لهم نشاط عملي أو فكري في تشجيع الحوار وبشرط الاعتماد على المثقفين والشخصيات المستقلة، التي لا تعمل بوظائف رسمية أو حكومية، ويستثني من ذلك الأكاديميين والباحثين وجزء أساسي من العضوية للمبدعين والفنانين الذين ثبت أنهم من أنصار ألسلام على الجانبين ويتم الأتفاق على نسب التمثيل في بيان التأسيس.

٥/يمكن العمل على أن تشمل البرلمان حماية دولية عن طريق الأمم المتحدة وبرلمان الاتحاد الأوروبي، والمؤسسات الشعبية في بلاد العالم المؤثرة.

٦/ يمكن أن تدار حسابات هذا البرلمان عن طريق إدارة من إدارات الأمم المتحدة أو مؤسسة دولية أخرى، ويمكن أن يتلقى تبرعات علنيه باسمه.

٧/ يكون لهذا البرلمان نشرة دورية باللغة الإنجليزية تترجم إلى العربية والعبرية، وإلى لغات أخرى إن أمكن.

٨/ يجتمع البرلمان اجتماعا دوريا شهريا أو موسميا، على أن يدعى للاجتماع فور حدوث طارىء يؤثر على مسيرة السلام أو يمس حقوق تعبير هذه القوى.

٩/ تصدر بيانات البرلمان في مؤتمر صحفي وعن طريق لجنة ،يتم تحديدها في بيان التأسيس.

١٠/ يصدر البرلمان سنويا صحيفة بيضاء وأخرى سوداء تتضمن الأولى أسماء من قاموا بأعمال تخدم السلام سواء في المنطقة أو خارجها والعكس بالنسبة للثانية.

١١/ تقام سنوياً مناسبة لإحياء ذكرى ضحايا السلام وأنصار السلام الذين لم يعودوا على قيد الحياة ،ويتم تحديد اليوم بالإتفاق بين كل الأطراف.

١٢/ يعتبر عضوا فخرياً كل الشخصيات التي ساهمت في إرساء أسس السلام من خارج المنطقة ،وأن تشكل منهم لجنة حكماء ويمكن أن تضاف إليهم شخصيات عالمية ذات وزن ،مرشحة للعب دور في خدمة السلام الديمقراطي في المنطقة وخدمة السلام العالمي.

١٣/ توضع ضمن وثائق المجلس كل مواثيق حقوق الإنسان والمرأة والطفل والبيئة وأسرى الحرب وكل ما يخدم الاتجاه إلى السلام الإقليمي والعالمى.

١٤ / توضع في ملفات البرلمان كل المعاهدات والاتفاقيات ومشاريع الاتفاقيات الخاصة بالسلام في الشرق الأوسط.

١٥/ يسمح للهيئات الشعبية والديمقراطية من كافة أنحاء العالم بالتمثيل والحضور كمراقبين دون حق التصويت.

١٦/ يتم اختيار قضية سنوية ( أو عدة قضايا) للتركيز عليها ،مثل الإفراج عن المعتقلين والمساجين الفلسطينيين، أو الإفراج عن "فانونو " ( تم بالطبع إطلاق سراحه منذ فترة طويلة ولكنني أنقل المكتوب نصاً ) وإعادة الاعتبار لانصار السلام القدامى ،أو مصادرة الأراضي.

١٧/ تتشكل داخل البرلمان لجنة للحقيقية "سياسية وقانونية " متنوعة التشكيل ،ويمكن أن تقوم بتكليف أعضاء البرلمان للتحقيق الشعبي في وقائع تمس أهداف البرلمان في أى من البلاد المعنية بالصراع.

١٨/ لابد أن يتضمن بيان التأسيس إدانة واضحة لأحداث الهولوكوست والشواح التى تعرض لها اليهود، وفي نفس الوقت إدانة واضحة لعمليات إرهاب الدولة التي ارتكبنها أطراف صهيونية أو دولة إسرائيل مثل قبية ودير ياسين وكفر قاسم وقانا، واغتيال اللورد موين والكونت برنادوت،وغير ذلك من أعمال الإرهاب.

١٩/ يمكن إصدار مجلة أو كتاب موسمى أو شهري ،كعمل من أعمال التحضير يتضمن الكتابات السابقة والحالية والمستقبيلة، لكل من عبر عن أفكار تخدم السلام في الدول المعنية ،ويمكن الأتفاق على صدوره بالعربية والعبرية ولغات أخرى أن أمكن بين مؤسسات خاصة أو شعبية .( الفقرات السابقة ص ٢٥٦ ،٢٥٧، ٢٥٨ )

إلى هنا أنتهى مقترح المهدي وأوردت نصاً بعض الفقرات كما جاءت بالفصل السادس و عرضت الوسائل التنفيذية كاملة .

وأعلم بالتأكيد أن مياه كثيرة في النهر تغيرت وحدث تطورات من الممكن أن تكون ومضة ضوء حال حمايتها "بمأسسة سلام شعبي " ما أتحدث عنه خاص بالإتفاقات الابراهمية التي تم توقيعها بين إسرائيل والإمارات والبحرين والمغرب والسودان .

اطرح مشروع أستاذي ومعلمي المهدي "ويا لها من مسئولية كبيرة " على كل الأصدقاء داخل دولة إسرائيل على كل أنصار السلام على المراكز الأكاديمية على كل المهتمين والمهمومين من نشطاء السلام لكي يتم فتح حوار ونقاش حوله يساهم في خروجه للنور ودخوله حيز التنفيذ ،لكي يتم مأسسة سلام شعبي حقيقي ينقل المنطقة ويحولها لكي تكون جزء من العالم الحر يشع أمل ونور ورخاء لكل قاطنيه، سؤال أطرحه وبعلو الصوت وأنا على أتم الاستعداد لكل المناقشات والمناظرات التي تساعد في خروجه للنور أمد يدي لكل أنصار السلام من أجل تنفيذ حلم متيقن تمامآ أنه يعبر عن الكثيرين فمن سيمد يده لي ويلبي النداء ؟؟

اشترك في النشرة الإخبارية الشهرية
من خلال التسجيل، أقرّ بقبول شروط استخدام الموقع