صوت ألعمال في إسرائيل
menu
يوم الأحد 5 أيار 2024
histadrut
Created by rgb media Powered by Salamandra
ألأخبار

استنتاجات دراسة: كلما كانت البلدة أكثر فقراً كلما ازدادت فيها أعداد وفيات الكورونا

وجد فريق من الباحثين من معهد التخنيون ومن مستشفى رمبام أن هناك علاقة طردية منذ انتشار الوباء بين المؤشر الاقتصادي-الاجتماعي المنخفض وبين نسبة الموت من مرض الكورونا |د. أورن كاسبي: "ينبغي للحكومة أن تعمل كل ما بوسعها لسد الفجوات في مجال الصحة"

فريق طبي ينقل مريضاً مصاب بالكورونا إلى المستشفى (صورة تشبيهية: ناتي شوحاط / فلاش 90)
فريق طبي ينقل مريضاً مصاب بالكورونا إلى المستشفى (صورة تشبيهية: ناتي شوحاط / فلاش 90)
بقلم دافنا آيزنبروخ

أعداد الموتى بسبب مرض الكورونا في البلدات الفقيرة أكثر منها في البلدات الغنية. هذا ما تم التوصل إليه من تحليل معطيات دراسة أجراها فريق باحثين من معهد التخنيون ومن مستشفى رمبام في حيفا.

تألف الفريق من أطباء وعلماء من مجالات مختلفة، حيث قاموا بفحص العلاقة بين مجموع حالات الوفاة بسبب الكورونا في كل بلدة في إسرائيل حتى شباط 2021 وبين عدد السكان البالغة أعمارهم ما فوق 60 سنة في كل بلدة. ومن ثم تمت مقارنة تلك المعطيات مع تصنيف تلك البلدات على المؤشر الاجتماعي الاقتصادي لمركز الإحصائيات المركزي، حيث يعكس هذا المؤشر التركيبة السكانية في كل بلدة ونسبة التعليم والتربة ومستوى المعيشة وأوضاع العمل.

تبين من النتائج أن مؤشر الوفيات في أوساط السكان من البلدات المصنفة في مراتب منخفضة على سلم التصنيف الاجتماعي-الاقتصادي كان أعلى بأكثر من 20 ضعفاً منه في البلدات ذات التصنيف العالي. مثلاً: في مدينة موديعين-مكابيم-رعوت، وهي بلدة تصنيفها الاقتصادي – الاجتماعي عالي (238 من 255) كانت نسبة الوفيات المحسوبة 0.05%، أما في مدينة موديعين عيليت، وهي مدينة تصنيفها منخفض (مرتبة 5) فقد بلغت نسبة الوفيات 2.3%.

الفقراء يموتون من الكورونا أكثر من غيرهم. على محور X في الرسم البياني: تصنيف البلدة على المؤشر الاجتماعي-الاقتصادي لمكتب الإحصائيات المركزي، 2017 (1=تصنيف منخفض، 255=أعلى تصنيف). على محور Y: العلاقة بين عدد الوفيات من الكورونا في البلدة منذ انتشار الكورونا وحتى 29.1.2022 وبين عدد السكان بأعمار 60 سنة وما فوق في البلدة. حجم الدائرة – عدد الوفيات في البلدة. (المصدر: د. أورن كاسبي)
الفقراء يموتون من الكورونا أكثر من غيرهم. على محور X في الرسم البياني: تصنيف البلدة على المؤشر الاجتماعي-الاقتصادي لمكتب الإحصائيات المركزي، 2017 (1=تصنيف منخفض، 255=أعلى تصنيف). على محور Y: العلاقة بين عدد الوفيات من الكورونا في البلدة منذ انتشار الكورونا وحتى 29.1.2022 وبين عدد السكان بأعمار 60 سنة وما فوق في البلدة. حجم الدائرة – عدد الوفيات في البلدة. (المصدر: د. أورن كاسبي)

وجد الباحثون أن نسبة الوفيات في البلدات المُصنفة فوق درجة 100 على المؤشر الاقتصادي-الاجتماعي كانت منخفضة ومستقرة نسبياً، أما في البلدات المصنفة دون تلك الدرجة فقد لوحظت علاقة وثيقة: فكلما كان سكان البلدة أضعف من الناحية الاقتصادية-الاجتماعية فقد كانت نسبة الوفيات من الكورونا أعلى.

تُضاف هذه المعطيات إلى تحليلات سابقة أجراها فريق الباحثين، حيث تبين منها أن هناك علاقة بين الوضع الاقتصادي-الاجتماعي المتدني وبين نسبة الإصابات العالية بالكورونا، بل وتبين وجود علاقة طردية بين المؤشر الاجتماعي-الاقتصادي وبين نسبة أخذ تطعيم الكورونا. وقد تم نشر هذه المعطيات في النشرات العلمية قبل حوالي سنة.
الدكتور أورن كاسبي، مدير قسم الفشل القلبي في المركز الطبي رمبام في حيفا ورئيس مركز الدراسات والابتكارات القلبية الوعائية، وعضو مشارك في فريق البحث، قال لصحيفة "دافار": "من الصعب الإشارة بشكل واضح وقطعي إلى أسباب هذه العلاقة، لكن يمكنني القول بالتأكيد أن تدني نسبة الإقبال على تلقي التطعيم هو عامل جوهري. كما أن هناك فجوة عميقة في الخدمات الطبية المتوفرة للشرائح السكانية المستضعفة سواء في المجتمع أو في المستشفيات. ونعتقد أيضاً أن هناك جانب الحذر والانضباط والامتثال للتعليمات. وهناك عامل مهم آخر وهو توفر الفحوصات وتوزيع محطات الفحص والقدرة على شراء فحوصات "أنتيجن" (مُستَضِدّ) وكمّامات من نوعية جيدة".

الدكتور كاسبي يطالب الحكومة بأن تكون فعّالة أكثر في استباقها للأحداث وأن توفر خدمات صحية بمتناول اليد بشكل متساو. "يجب أن يعملوا كل ما هو ممكن لسد الفجوات الاقتصادية – الاجتماعية في الجهاز الصحي. وإذا لم نفعل ذلك فكل حدث طبي يقع على المستوى القطري سيؤذي الشرائح السكانية المستضعفة أكثر من غيرها. إنه حدث ومسار عالمي وهذا الفيروس أو غيره "سيستغل" هذه الفجوة الطبية الاجتماعية وهكذا سيعود إلى حياتنا مرة تلو المرة".

اشترك في النشرة الإخبارية الشهرية
من خلال التسجيل، أقرّ بقبول شروط استخدام الموقع