صوت ألعمال في إسرائيل
menu
يوم الأحد 5 أيار 2024
histadrut
Created by rgb media Powered by Salamandra
ألأخبار

قتيلا كارثة "بارك بابلي": أحمد الصياد كان ينتظر طفلة، غازي أبو سبيتان كان يرغب في شراء بيت

أفراد عائلتي عاملي البناء اللذين لقيا مصرعهما بالسقوط عن الطابق الـ - 42، يتحدثون عن حياة وأحلام الشابين، عن العمل الخطر، الذي أدخل لهما 350 شيقل في اليوم (35 شيقل في الساعة) | "مقاولون يتعاملون مع العمال في البناء وكأنهم رقم، وكأنهم ليسوا اشخاصا ولديهم عائلات، مع آمال، مع أحلام"

أحمد زياد الصياد (من اليمين) وغازي ابو سبيتان. لقيا مصرعهما بعد أن سقطا عن الطابق الـ - 42 خلال عملهما في برج بابلي في تل أبيب (تصوير: ألبومات خاصة)
أحمد زياد الصياد (من اليمين) وغازي ابو سبيتان. لقيا مصرعهما بعد أن سقطا عن الطابق الـ - 42 خلال عملهما في برج بابلي في تل أبيب (تصوير: ألبومات خاصة)
بقلم هداس يوم طوف

خرج أحمد زياد الصياد وغازي أبو سبيتان يوم الأربعاء (09/02) في الصباح ليوم عمل آخر في مشروع "بارك بابلي" في تل أبيب. في ساعات الظهر لقيا مصرعهما بعد أن سقطا عن الطابق الـ – 42 من البرج، عندما انهارت السقالة التي عملا عليها.

ترعرع الإثنان في حي الطور في شرقي القدس، تعلما في نفس المدرسة الثانوية، بفارق 6 سنوات، وعملا في السنتين الأخيرتين في المشروع التل أبيبي. كلاهما خرج من البيت في كل صباح في الساعة 05:00 وعملا حتى الساعة 17:00 مقابل 350 شيقل في اليوم، 35 شيقل في الساعة. هذا الصباح تم دفنهما في المقبرة في الطور. ويجلس اقرباؤهما وأصدقاؤهما ثلاثة أيام العزاء في مسجد سلمان الفارسي في الطور.

"كان من المهم بالنسبة له أن يدعم تعليم زوجته"

زياد الصياد الذي يبلغ من العمر (26 عاما) كان متزوجا من إسراء، وانتظر الزوجان ولادة إبنتهما البكر. "لقد كان مسرورا جدا لسماعه عن الحمل"، يتحدث لـ ‘دفار‘ محمد الصياد، عم الصياد. "لقد كان سعيدا، راضيا بسماعه أنها بنت، لقد رغب كثيرا في أن تكون لديه إبنة".
الصياد، يقول العم، كان طفلا مبتسما وشابا متسامحا ومحبّا، الذي حلم بإقامة بيت. وبسبب عدم وجود خيار آخر واصل العمل في العمل الخطر. "زوجته تتعلم، وكان من المهم جدا بالنسبة له أن يدعم تعليمها"، يقول العم. "وهو رغب في أن يمنح مستقبلا جيد لابنته التي ستولد في المستقبل. فكر أن يتوقف، لكن العمل في البناء هذا هو الموجود، الكورونا صعّبت عليهم، والآن ستولد طفلة، لذلك هو واصل العمل".

غازي أبو سبيتان وأحمد زياد الصياد على السقالة التي سقطا عنها ولقيا مصرعهما (تصوير: ألبوم خاص)
غازي أبو سبيتان وأحمد زياد الصياد على السقالة التي سقطا عنها ولقيا مصرعهما (تصوير: ألبوم خاص)

منذ أن علم أن إسراء حامل، حاول، وفقا لأقواله، العم أن يقنع ابن أخيه بأن يتوقف عن العمل الخطر. "أجابني قائلا: ‘أنا راضٍ، يهتمون بي‘"، يقول صياد والدموع في عينيه، ويقول أنه فقط قبل عدة أشهر، أُصيب الصياد خلال العمل. "لقد تزحلق في الطابق الأول وأُصيب، ليس أمرا جديا. وقد حصل على إجازة مرضية لمدة شهر. بعد أسبوع قال لي: ‘أشعر بالملل، سوف أعود إلى العمل‘".
في يوم السبت، كان من المفروض أن يتزوج ابن عم الصياد. "الصياد كان مسرورا جدا، وكأن أخاه الصغير يتزوج"، يقول صياد. "هو وابني كانا مثل الاخوة. طوال الأسابيع الأخيرة كانا يعملان في التحضيرات، فقط قبل عدة ايام أنهى أحمد توزيع جميع الدعوات. فهو كان مسؤولا عن القوائم، وهو تأثر جدا. في الأيام الأخيرة كان يعمل في هذا الأمر حتى منتصف الليل، في كل يوم. الآن، تم إلغاء الزفاف، ويجلس ابني إلى جانب قبره، في المطر، لمدة ساعات طويلة".

"حلم بأن يتزوج، أن يفتتح مصلحة تجارية وأن يشتري بيتا، كان هذا كل عالمه"

غازي أبو سبيتان الذي يبلغ من العمر (20 عاما) كان الأصغر في عائلة مكونة من ستة أولاد. وقد ترك خلفه أربع أخوات وأخا. قبل ثمانية أشهر التقى بحبيبة حياته، وقبل شهر بشّر عائلته بأنه ينوي عرض الزواج عليها. قبل الزواج خطط أن يشتري، بمساعدة والده واخيه، شقة صغيرة في حي جبل الزيتون. "كل المراسلات في الواتس اب معه مليئة بصور بيوت، ‘هذا يبدو هكذا‘، ‘هذا يكلف كذا‘. أحلام كبيرة، تخطيطات للمستقبل"، يتحدث لـ ‘دفار‘ أخوه، خالد أبو سبيتان.

"كان هو صغيرا، فقط يبلغ من العمر 20 عاما، أنهى دراسته الثانوية قبل سنتين. كانت لديه الكثير من الاحلام. رغب هو في إنشاء أسرة"، يقول الأخ، ويبدأ في البكاء. "أراد أن يفتتح مصلحة تجارية خاصة به لأعمال الزجاج. أن يتزوج وأن يكون لديه بيت، كان هذا كل عالمه. أراد أن يجمع القليل من المال لهذا الأمر، لذلك فقد عمل في البناء. لم يكن لديه مجال آخر لجلب المال".

لمدة عام وثمانية أشهر عمل أبو سبيتان في المبنى الذي سقط منه ولقي مصرعه. "هو أقام كل شيء له، هو وأحمد، من البداية"، يقول الاخ. "عندما كان يعود من العمل، كانت والدتي تتوسل أمامه بأن يتوقف، لأن هذا خطر. من أجل أن يهدئها أرسل لها صورا جميلة عن السقالة وكتب: ‘أنا في الأعلى، مع الأصدقاء، انظري ما أجمل المنظر الذي عندي‘. الآن والدتي تجلس على الكنبة، ولا تستطيع التحدث مع أي شخص".

"هو كان ابن والدته. شاب الذي يبتسم طوال الوقت، يضحك طوال الوقت. الجميع أحبوه. كانت له جنازة رئيس حكومة، كل القرية كانت معه في طريقه الاخيرة".

"أين هذا المقاول؟ أنا أريد أن ألتقي به"

يتحدث أبو سبيتان أنه عندما حضر لتشخيص هوية أخيه في موقع البناء، أُصيب بالصدمة: "عندما اتصلوا بي كنت في تل أبيب. عندما رأيته سقطت بكل بساطة. لم يبق أي عضو في جسمه كاملا. لم أكن قادرا أن يأتي والدي وأخواتي ليروا كيف يدفنوه. أردت أن يتذكروه كما كان، ولد جميل وشاب. خشيت أن يقترب والدي، وأن لا يصاب بنوبة قلبية".

أسئلة كثيرة ظلت مفتوحة وطلب هو إجابة عليها: "كيف يمكن أن تسقط سقالة على الرغم من أنه كان مربوطا وكل شيء؟ أين هو هذا المقاول؟ أنا أريد أن ألتقي به. هل إلى هذا الحد هذا العامل شيء رخيص بالنسبة لكم؟ كيف تضعون عاملا في الطابق 42 من أجل 350 شيقل في اليوم من الصباح حتى المساء كل يوم؟ أنا أريد أن أرى هذا الكلب الذي يشغّل بهذا الشكل. هل هو مستعد أن يعمل في مثل هذا المكان المرتفع وأن يحصل على 30 شيقل في الساعة؟ ماذا سأقول لمن كانت من المفروض أن تكون زوجة أخي ولم يتسنّ لها ذلك؟ عندما تولد إبنة أحمد ماذا سنقول لها؟ أنه ليس لديها أب لأن السقالة لم تكن على ما يرام؟".

حصلت العائلات، حسب قولها، على وعد بأن تقوم وحدة لاهف 433 التابعة للشرطة بالتحقيق في الحادث وايجاد المذنبين. "يوجد هناك الكثير من المقاولين الذين يتعاملون مع العمال في البناء وكأنهم رقم. كأنهم ليسوا أشخاصا لديهم عائلات، مع آمال، مع احلام ورغبات للمستقبل. مجرد عامل الذي يأخذ ماله ويذهب. هذا غير معقول"، يقول بألم. "منذ بداية العام 7 شباب ذهبوا، خرجوا إلى العمل ولم يعودوا. لماذا لا يهم هذا أحدا؟".

اشترك في النشرة الإخبارية الشهرية
من خلال التسجيل، أقرّ بقبول شروط استخدام الموقع