صوت ألعمال في إسرائيل
menu
يوم الجمعة 26 نيسان 2024
histadrut
Created by rgb media Powered by Salamandra
ألأخبار

عمود الضيف / عندما يلتقي أعضاء الكنيست بنظام التعليم البدوي في النقب

كانت الجولة التي أجرتها لجنة التعليم مليئة بالابتسامات والثناء، وكشفت عن مشاكل عميقة: ارتفاع معدلات الانقطاع عن الدراسة، الصعوبات اللغوية، والاعتماد الكبير للمؤسسات التعليمية على السياسة المحلية | لقد سُمعت الكلمات الجميلة هنا من قبل، ونأمل أن تدعمها الأفعال

أعضاء لجنة التعليم في الكنيست في جولة في المؤسسات التعليمية في كسيفة (الصورة: أيالا ميلو)
أعضاء لجنة التعليم في الكنيست في جولة في المؤسسات التعليمية في كسيفة (الصورة: أيالا ميلو)
بقلم أيالا ميلو

قال خالد أبو عجاج، نائب رئيس المجلس المحلي للكسيفة، خلال جولة لجنة التعليم في الكنيست في القرى البدوية في الجنوب، "هذه هي المرة الأولى التي تزور فيها لجنة التعليم كسيفة". قدم أبو عجاج أعضاء اللجنة بكل فخر إلى ثانوية أبو وادي، التي كانت محطتهم الأولى في الجولة، "إنها مدرسة ممتازة. يوجد فائض من المعلمين الأكاديميين، ولدينا مجلس جيد جدًا، بل ممتاز".
بدأ جميع المسؤولين الحاضرين في الجولة أقوالهم بطريقة مماثلة: فخر ورغبة قوية في إبراز إيجابيات الأطر التربوية التي تقع تحت مسؤوليتهم. لكن عرض الإيجابيات لم يكن سوى مقدمة إيجابية لمناقشة المشاكل والصعوبات التي لم تتأخر بالظهور.
تابع أبو عجاج، "أود أن أشير إلى بضع نقاط، بدءًا بمطلبنا أن يتم انتخاب مدير المدرسة من قبل محترفين، وأن يكون المدير بدون خلفية سياسية. نحن أيضًا نطالب بميزانية لمدرسة جديدة … وحان الوقت لاتخاذ قرار بشأن كلية عربية في الجنوب. أمر ليس منطقي أن يدرس أطفالنا في الخليل وجنين وبيت لحم ونابلس والأردن".
عندما كان مدير المنطقة الجنوبية في وزارة التربية والتعليم، رام زهافي، في الغرفة، قال أبو عجاج "لقد حان الوقت أيضًا لتوظيف نائب مدير منطقة بدوي، بالإضافة إلى مدير منطقة".

تأخرت الوزيرة، ولم يصل رئيس حزب القائمة العربية الموحدة

في وسط الغرفة، حيث تمت معالجة الطلبات، جلست رئيسة اللجنة، عضوة الكنيست شارين هاسكل (الأمل الجديد)، وزيرة التربية والتعليم يفعات شاشا-بيتون، عضوة حزب العقل، ورئيس حزب القائمة العربية الموحدة، عضو الكنيست منصور عباس، تغيبوا، رغم تأكيدهم وصولهم للجولة. تأخرت الوزيرة، وعباس … لم يصل.
على الرغم من غياب كبار المسؤولين، أدارت هاسكل المناقشة بطريقة واقعية. هذه هي المرة الثانية التي تقود فيها جولة في البلدات البدوية في النقب: قبل ثلاثة أشهر، قامت بزيارة أولية إلى اللقية، من أجل فهم الواقع الذي يواجه الطلاب البدو في المنطقة.

فصل التعليم عن السياسة المحلية

خلال تلك الزيارة التي حضرتُها كواحدة من ممثلي منتدى تعزيز النقب، تم عرض تحديات مماثلة على هاسكل: طالب الأسد، مدير قسم التربية والتعليم في اللقية، عرض عليها موضوع نقص إطارات التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة في اللقية. وسببه نقص الأراضي، والذي حسب رأيه نشأ بسبب الخلافات حول مطالبات الملكية. كما حذر موظفو مدرسة اللقية متعددة التخصصات من الخلط بين التعليم والسياسة في البلدات البدوية.
بينما طالب أبو عجاج بأن يتم تعيين مدير المدرسة من قبل متخصصين فقط، أثار موظفو مدرسة اللقية الحاجة إلى تغيير طريقة تحويل الميزانيات إلى المدارس حتى لا يتم تمريرها من خلال البلدية والسياسيين المحليين. يشير هذا الطلب إلى عيوب عميقة في إدارة السياسة المحلية في هذه المناطق، والتي يجب على الدولة معالجتها بشكل عاجل.

ضابط دوام منتظم واحد في مواجهة أعلى معدل انقطاع عن التعليم في الدولة

وبحسب مدير المنطقة، رام زهافي، فإن المجتمع البدوي في النقب يبلغ 300 ألف نسمة، من بينهم 103 ألف طفل. يعتبر نظام التعليم البدوي أكبر جهة توظيف للمعلمين في الجنوب – حوالي 15,000 موظف. ولكن على الرغم من الأعداد الكبيرة، من المعلمين والأطفال على حد سواء، فإن الفجوات بينهم وبين السكان اليهود في الجنوب كبيرة بشكل مُقلق.
واحدة من الأمور المنافية للعقل هي النقص الحاد في ضباط الدوام المنتظم، المسؤولين عن ضمان وصول الطلاب المطلوب منهم الالتحاق بالتعليم الإلزامي إلى المؤسسات التعليمية. جميع السكان البدو في النقب لديهم حاليًا ضابط دوام منتظم واحد، ويعمل بنسبة دوام 80٪. هذا على الرغم من حقيقة أن معدل التسرب من نظام التعليم بين السكان البدو مرتفع جدًا مقارنة بالمجموعات الأخرى في المجتمع الإسرائيلي: وفقًا لتقرير مركز الأبحاث والمعلومات في الكنيست، فإن معدل التسرب من الشباب البدو في 2006/2007 كان 23.5 في المئة، مقابل 10 في المئة بين العرب الإسرائيليين (باستثناء البدو والدروز)، و7.4 في المئة من السكان اليهود (باستثناء الأرثوذكس المتشددين).

تحدي القبليّة

وأثنى زهافي على نظام التعليم في كسيفة الذي يمتلك أفضل البيانات عن التعليم من كافة المجالس البدوية المحلية والإقليمية. قال زهافي، "العصبية القبلية تمثل مشكلة، هي تخلق توترات حول من يلتحق بالمؤسسات التعليمية ومن لا يلتحق… [لكن] توجد في الكسيفة مؤسسات تعليمية غير متعصبة قبلياً".

الفخر بما هو موجود، ومعالجة ما ينقص

ومن كسيفة، تابع أعضاء اللجنة طريقهم إلى اللقية وراهط، وزاروا مع وزير التربية والتعليم، الذي وصل لاحقًا، أطر تعليم الطفولة المبكرة والمدارس الثانوية. في كل مؤسسة، كان في انتظارهم أشخاص مبتسمون، بمناصب فخرية، وأولاد وبنات أعدوا الصفوف لزيارة أعضاء الكنيست المحترمين.
وسط كل عروض الأطفال والكلمات الجميلة والابتسامات الدافئة للسياسيين تجاه الأطفال وهيئة التدريس، سألت نفسي ما إذا كان أعضاء اللجنة قد اهتموا بالنظر حولهم بعين ناقدة، ولاحظوا أيضًا ما لم يقال خلال الجولة.
هل لاحظ أعضاء اللجنة المحترمون عدم قدرة الطلاب، وحتى جزء كبير من أعضاء هيئة التدريس، على التعبير عن أنفسهم باللغة العبرية؟ هل لاحظوا أنه جنبًا إلى جنب مع مدير المنطقة، مسؤولي السلطة المحلية ومديري المؤسسات، حضر أيضاً ممثلين عن اللجنة الوطنية لأولياء الأمور، الذين حاولوا مرارًا وتكرارًا ذكر تحدياتهم كآباء للطلاب، ولكن دون جدوى؟
هل يخططون أيضًا لزيارة القرى غير الخاضعة للتنظيم، ويرون بأم عينهم الواقع المعقد الذي لا وجود له في المدن المتطورة نسبيًا التي زاروها؟ وهل سيصاحب إيجاد حلول لهذه المشاكل باحثون ومهنيون لا يحاولون فقط الافتخار بما هو موجود، ولكن الاهتمام بالنواقص، ومعالجة المشكلة من الجذور؟
السؤال الكبير هو متى سنرى أخيرًا، نحن أهل الجنوب، الترويج لجميع القضايا التي تثار مرارًا وتكرارًا على أنها المشاكل الرئيسية للمجتمع البدوي. في ظاهر الأمر، يبدو أن المعنيين بالأمر لديهم الكثير من النوايا الحسنة. لكن الكلمات الجميلة والنوايا الحسنة سُمعت من قبل، ونأمل أن تدعمها الأفعال هذه المرة.

***

أيالا ميلو ناشطة في منتدى تعزيز النقب

اشترك في النشرة الإخبارية الشهرية
من خلال التسجيل، أقرّ بقبول شروط استخدام الموقع