صوت ألعمال في إسرائيل
menu
يوم السبت 27 نيسان 2024
histadrut
Created by rgb media Powered by Salamandra
ألأخبار

"ما نستمد منه القوة، حين تقرر النساء ويعملن ما هو مهم بنظرهن"

تدير نائلة عوّاد جمعية "نساء ضد العنف" التي تشغّل مأويين وشقق انتقالية وخط مساعدة للنساء ضحايا العنف | "إننا نفعل ذلك لأجلنا أيضًا لأننا نريد العيش في مجتمع عادل"

نائلة عواد المديرة التنفيذية لجمعية نساء ضد العنف (الصورة: عصام سكران)
نائلة عواد المديرة التنفيذية لجمعية نساء ضد العنف (الصورة: عصام سكران)

"في كل مرة أخرج للتظاهر وأسمع عن حادثة قتل أشعر بالانزعاج. هذه تناقضات. فمع كل هذا الإجرام وتعامل الدولة والعنف والعنصرية فقد تنهار قواك أحياناً. لكن هذه هي قوتنا نحن في "نساء ضد العنف"، هناك شيء ما يجعلنا متماسكات وصامدات" تقول نائلة عوّاد، مديرة جمعية "نساء ضد العنف" التي تشغّل مأويين وشقق انتقالية ومركز لتقديم المساعدة للنساء ضحايا العنف. "نحن مجموعة نساء لا تتنازل ولا تتراجع. نحن نعمل ليس فقط من أجل المرأة التي تتلقى الصفعات، إننا نفعل ذلك لأجلنا نحن ولأجل أولادنا وبناتنا لأننا نريد العيش في مجتمع عادل. نحن نتطلع إلى تحقيق العدالة الاجتماعية، ولهذا فإننا لا نفقد الثقة والعقيدة".

25 عاما من محاربة العنف

عواد ، أخصائية اجتماعية من خلال تدريبها ومقيمة في رينا في الجليل ، تشارك في حماية المرأة العربية من  العنف في الأسرة لمدة 25 عامًا. بدأت مسيرتها المهنية عام 1996 ، في تركز تحالف "البديل"، وهو ائتلاف من المنظمات والناشطين في محاربة الجريمة على خلفية "شرف العائلة". بعد عام ، بدأت العمل في مركز مساعدة ضحايا الاعتداء الجنسي والجسدي في الناصرة ، الذي يدير جمعية النساء ضد العنف ، ونسق مشروعًا لجمعية مرافقة ضحايا الاعتداء الجنسي في الإجراءات الجنائية ، وقادت مجموعات التمكين المرأة. من عام 2007 إلى عام 2015 ، عملت مديرة مشروع الجمعية ومنسقة لوحدة الضغط ، حتى تعيينها كرئيس تنفيذي.

تأسست جمعية "نساء ضد العنف" في عام 1992 على إثر سن قانون منع العنف في الأسرة (1991). وكما قالت نائلة عوّاد، مديرة الجمعية فإن "مؤسسات الجمعية هن من طلائعيات الحركة النسوية وكنّ على علم بانتشار ظاهرة العنف وكانت معظم ملابساتها مخفية. وفي عام 1993 تم إنشاء أول مأوى للنساء العربيات، حيث قمن بكسر الطابو. ولم يكن التمرد على الأعراف وعلى نظام المجتمع الأبوي أموراً مفروغ منها. لم يكن من السهل الحصول على موافقات من رؤساء سلطات محلية لاستضافة المأوى في بلدانهم، وقد ساهم هذا الإنجاز في تعزيز قوة الناشطات النسويات وكذلك النساء المُعّنفات"
واليوم تقوم الجمعية بتشغيل مأويين، أحدهما عربي والثاني مختلط (بداية من عام 2021). وفي ظل أزمة الكورونا بدأت الجمعية بتشغيل مركز لتقديم المساعدة يعمل على مدار 24 ساعة ويتم تيسير الحصول على الخدمة عبر تقنية الدردشة (تشات) باللغة العربية وهناك أيضاً تطبيق باللغة العربية مرتبط مباشرة بخط المساعدة.
كما وتدير الجمعية شقتين انتقاليتين للنساء اللاتي تتعرض حياتهن للخطر ويحتجن إلى مرافقة لمدة سنة أو سنة ونصف السنة إلى أن يتم تمكينهن من إدارة حياتهن بمفردهن. تتسع كل شقة لامرأتين. تمكث المرأة مع أولادها في المأوى لمدة ثلاثة شهور حتى سنة.

الحياة في المأوى: "المرأة في مركز العلاج ويمنح فريق المأوى للمرأة الشعور بالأمان"

ما الذي يحدث في المأوى؟
"حين تصل المرأة فإنها تدخل إلى مكان مُغلق ومحكوم بقواعد، ولن تكون لوحدها، حيث ستكون مع 11 امرأة أخرى في المأوى. وستسكن في غرفة مع حمّام مشترك. لا توجد لدينا وحدات سكنية لأننا نفتقر للميزانيات. ويا حبذا لو كانت لدينا وحدات سكنية ويا حبذا لو تم إخراج المعتدين من البيوت بدل إخراج النساء".
"في اليوم الأول تقوم المُشرفة على المأوى باستيعاب المرأة وتسلمها مجموعة معدات كاملة. تصل النساء أحياناً وليس معهن أي أغراض. تحصل المرأة على غرفة لها ولأولادها وتلتقي مع الأخصائية الاجتماعية ويتحدثن عن حالة المرأة وعن الصدمة التي تعرضت لها. ويمنح فريق المأوى للمرأة الشعور بالأمان. هناك نساء يأتين من بيوت مساحتهن 150 متر مربع ويسكنن في غرفة واحدة. وأحياناً تشعر النساء أنهن محبوسات. وهناك قواعد لاستخدام الهواتف، حيث لا يجوز تشغيل إمكانية معرفة موقع الهاتف ولا يجوز نشر صور لكيلا يتم الكشف عن موقع المكان الذي تتواجد فيه"
"بوسع المرأة أن تخرج من المأوى بحسب تقديرات الخطورة التي قد تتعرض لها. هناك مديرة للمأوى تلتقي بالمرأة وتحتويها وتحتضنها وهناك امرأة تقدم الرعاية لها ولأولادها. نحن نبني خطة عمل بحسب احتياجاتها. وهناك محامي لتقديم المساعدة القضائية، فأحياناً تأتي المرأة بدون أولادها ويجب استصدار قرار من المحكمة لنقل الأولاد فوراً إلى حضانتها، وهذا إجراء طويل".
"مسار العناية بالمرأة يراعي الصدمة ومعالجة الصدمة ووضع برنامج للمستقبل. الغاية هي استنهاض كافة طاقات المرأة وهذه دائرة تعزيزية علاجية. والمرأة هي قلب هذه العملية العلاجية وهي من تقرر ما هي الطريقة وكيف ترغب بمواجهة الوضع والتعاطي معه. أحياناً يتبين من الأحاديث وجود حالات سفاح محارم وحالات اغتصاب وحالات اغتصاب يرتكبها الأزواج. وهذا يستدعي معالجة أخرى وتدخل أطراف أخرى، فهناك أخصائيين نفسانيين وأطباء نفسانيين إذا لزم الأمر".
"أتت امرأة مع أربعة أطفال بدون أسرتها. كانت امرأة متدينة وقررت عدم نزع كساء شعرها. وبعد فترة معينة تجدد التواصل مع والدتها. تجديد العلاقة والتواصل مع الأسرة هو جزء من العلاج. واليوم قد تطلقت وتسكن في شقة انتقالية وترافقها أخصائية اجتماعية ومُشرفة وتتلقى التدريب".

شقق انتقالية: تأهيل وتدريب مهني

الشقة الانتقالية مخصصة للنساء اللاتي تعرضن للأذى لكن حياهن ليست معرضة للخطر ويحتجن إلى متسع لمدة سنة حتى سنة ونصف لأجل استعادة التأهيل واكتساب مهنة.
كما قالت السيدة عوّاد: "تصل النساء إلى الشقة الانتقالية عن طريق مكتب الشؤون الاجتماعية ويصلن إلى المأوى عن طريق الشرطة أو المستشفى أو مراكز الإعانة والخدمات الاجتماعية. وهذه الخدمة تموّلها بالكامل وزارة الشؤون الاجتماعية لكنها تحتاج إلى استثمار مبالغ كبيرة من جانب الجمعية". وعلى حد أقوال السيدة عوّاد فإن تكلفة استئجار الشقة تبلغ حوالي 139000 شيكل في السنة وتقوم الوزارة بتمويل سكن امرأة وطفلين بمبلغ 19600 شيكل.
"قمنا بجمع منح مالية لتمويل عمليات التدريب. غالباً ما تكون تلك النساء نساء بسيطات ولا يملكن مهنة. وفي زمن الكورونا ليس هناك عمل في تنظيف البيوت وليس هناك عمل منتظم. وهذا ما أدى في بعض الأحيان بالزج بالنساء مرة أخرى إلى دائرة العنف. قمنا ببناء مشروع لتدريب النساء وإكسابهن مهنة معترف بها. اليوم لدينا 4 خريجات يحملن شهادات من الكليات وقد كان هذا خيارهن".
"بعد جلسة نتعرف فيها على قدرات كل امرأة نقوم بعرض بعض المقترحات الموجودة. إحدى النساء قالت "إن هذه هي أول مرة أحصل على شهادة ما، فقد منعوني من التعليم". وهذا ما نستمد منه القوة، حين تقرر النساء ويعملن ما هو مهم بنظرهن وهن معتزّات بأنفسهن.

خط المساعدة: "يجب أن تعرف كل امرأة أن هناك عنون تلجأ إليه"

وأضافت السيدة عوّاد قائلة "نحن في مركز المساعدة لا نُجبر المرأة على تقديم شكوى، إنما نعرض أمامها كافة الإمكانيات. والأهم هنا هو أن تجد المرأة آذان صاغية وتلاقي التشجيع وأن نقول لها "أنت على حق، ونحن نصدق ما تقولين". وإذا قدمت شكوى فسنقف إلى جانبها، وإذا كان سن المرأة فوق 18 سنة ولم تقدم شكوى، فهذه مسؤوليتها. المصير معروف، فقد كانت هناك نساء خرجن من المأوى بعد مكوث يوم واحد، لكن ليس هناك مفر، فمع كل هذه الأجهزة ليس بوسع أحد أن يُجبرهن على شيء. وكانت هناك حالات قالت فيها الشرطة بصراحة أن ليس بمقدورها حماية المرأة وأخرجتها من البلاد. ليس هناك إمكانية لحماية حياة تلك المرأة وهناك نساء شابات أقدمن بمفردهن على مغادرة البلاد. إنهن لا يثقن بما تقوله الشرطة، فقد قُتلت أخواتهن ولم يتم سجن أي متهم، وهذا أمر مُحبط ومُرعب. أنا أفكر بكل النساء اللاتي خرجن من المأوى. نحن نتألم على كل امرأة تُقتل، ويكون الأمر أكثر صعوبة إذا كنت تعرفين المرأة. هناك نساء يقررن الخروج من المأوى برغم جميع المؤشرات التي تنذر بسوء المصير ويمكثن في محيط الرجل المعتدي. لكن على الأقل يجب أن تعرف كل امرأة أن هناك عنون تلجأ إليه. ففي أي وقت تجدينه مناسباً وحين تشعرين بحاجة لشخص يصغي إليك فلديك عنوان. ولهذا فإن خط المساعدة هذا مهم ونحن على الأقل نقوم بهذه الخدمة"

****

"نساء ضد العنف"

هاتف:   6566813-04

تطبيق: https://play.google.com/store/apps/details?id=com.wedevops.wavo

 

 

 

اشترك في النشرة الإخبارية الشهرية
من خلال التسجيل، أقرّ بقبول شروط استخدام الموقع