صوت ألعمال في إسرائيل
menu
يوم الخميس 18 نيسان 2024
histadrut
Created by rgb media Powered by Salamandra
ألأخبار

سكان قرية شرطي حرس الحدود يزن فلاح يصعب عليهم فراقه: "كل الناس أحبوه، نحن مصدومين"

فلاح ابن قرية كسرى سميع الدرزية الواقعة في الجليل قُتل يوم الأحد في العملية في مدينة الخضيرة | محمد نصر الدين: "لقد كان موهوباً وتبرع كثيراً وتطوّع" | محمد رباح: "كان شاباً متواضعاً واختار الالتحاق بوحدة قتالية على الرغم من كونه الابن الوحيد لأسرته"

شرطي حرس الحدود يزن فلاح الذي قُتل في العملية في مدينة الخضيرة (تصوير: شبكات تواصل اجتماعية. البند 27(أ) من قانون الملكية الفكرية)
شرطي حرس الحدود يزن فلاح الذي قُتل في العملية في مدينة الخضيرة (تصوير: شبكات تواصل اجتماعية. البند 27(أ) من قانون الملكية الفكرية)
بقلم ينيف شرون

شُيعت جنازة شرطي حرس الحدود يزن فلاح الذي سقط في عملية الخضيرة إلى مثواه الأخير يوم الأحد في قريته كسرى سميع. "إنها فاجعة كبرى والألم الذي يعتصر قولبنا لا يوصف"، بهذه الكلمات علق على الحدث محمود نصر الدين، منسق فرع الشبيبة العاملة والمتعلمة في قرية كسرى سميع. "يزن لم يتجاوز الثامنة عشرة من العمر وكان شاباً موهوباً بامتياز. كان إنساناً اجتماعياً وتبرع كثيراً وتطوع. لقد كان حاضراً في كل مشروع اجتماعي وقدم أكثر كل ما بوسعه".

"كل من التقاه أحبه. نحن في صدمة مما حدث. لقد كان كنزاً، كنزاً نفيساً، إنه من أبطال الطائفة الدرزية والمجتمع عامة"، هذا ما قاله نصر الدين حين أخبرنا أنه تلقى خبر مقتل يزن بينما كان في مسيرة مع أعضاء فرع كسرى.

محمود نصر الدين، منسق فرع الشبيبة العاملة والمتعلمة في قرية كسرى سميع. "قلنا انه كان بطلاً" (تصوير: ألبوم شخصي)
محمود نصر الدين، منسق فرع الشبيبة العاملة والمتعلمة في قرية كسرى سميع. "قلنا انه كان بطلاً" (تصوير: ألبوم شخصي)

"تلقينا الخبر أثناء المسيرة وكان وقع الأمر صعباً علينا. أوقفنا الفعّالية، أنهينا وعدنا إلى القرية. بعض التلاميذ علموا بالخبر من شبكات التواصل الاجتماعية. نحن مصدومين. لقد قمنا بتحريك التلاميذ، حيث بدأنا بمحادثات شخصية وفي صباح هذا اليوم جمعناهم للحديث. قلنا إنه كان بطلاً وعن اختياره الالتحاق بالخدمة العسكرية القتالية رغم كونه ابن وحيد للأسرة. نحن فخورون به ونطالب دولة إسرائيل باعتقال كل أولئك المخربين".
"إنه بطل، وسنظل نتحدث ونربي على حب البلاد"
"نحن في كسرى نترعرع على مبادئ المساهمة للدولة. أجدادنا وآباؤنا ربّونا على حب الوطن والمساهمة للدولة وللمكان الذي ولدنا فيه. هذا جزء من تراثنا وتقاليدنا. الحركة تُربي على هذه المبادئ. وسنواصل خطابنا وتربيتنا على هذا النهج. سيحل عما قريب يوم الذكرى. وها هي زهرة أخرى تُقطف، بطل آخر. هذا جزء من القيم التي نُربي عليها. ولن يغير هذا الأمر شيئاً. لن يوقفنا. إنه جزء من العطاء والتبرع.

"قلبي مع أسرته. نقدم لهم تعازينا ونحن هنا دائماً لخدمتهم لأي حاجة، لمساعدتهم ومساعدة الجميع. في الحركة وفي الأسرة وفي القرية جميعنا يشد أزر الآخر. إنه أمر صعب على الأسرة وسنكون هنا معهم".
وقال لنا محمد رباح "كان يزن بعمر ابنتي الصغيرة. وقد اختار الالتحاق بوحدة قتالية على الرغم من كونه ابن وحيد لأسرته وعلى الرغم من مخاوف والديه. لقد مضى على طريق أعمامه وأقربائه. كان شاباً متواضعاً وليس له أعداء، بل أصحاب كثر. كان حلو المعشر ومن خيرة الشباب. والده كان يعمل في مصلحة السجون وجده كان مديراً لمدرسة لسنوات كثيرة".

"عندنا في القرية ثمانية شهداء وآمل أن يكون هو آخرهم"

"نحن قرية صغيرة يصل تعداد سكانها بالكاد 3000 نسمة، منهم 80% دروز و7% مسيحيين و3% مسلمين. وكلهم يساعدون بعضهم البعض. إنها قرية صغيرة متواضعة"، هكذا تحدث رباح، مدير قسم الخدمات الاجتماعية في قرية كسرى سميع.

وقال رباح "قبل شهر اكتمل لي من العمر 60 سنة. وهذا أول يوم أشعر فيه أن القرية بأكملها في حالة حداد. كلهم يبكون. لم نعمل اليوم ولم ننم منذ البارحة. إنها العائلة الأكبر في القرية وقد كنا جميعاً ملتفين حول العائلة حتى تشييع الجنازة".

محمد رباح، مدير قسم الخدمات الاجتماعية في قرية كسرى سميع. لقد اختار الالتحاق بوحدة قتالية على الرغم من كونه الابن الوحيد في الأسرة (تصوير: ألبوم شخصي)
محمد رباح، مدير قسم الخدمات الاجتماعية في قرية كسرى سميع. لقد اختار الالتحاق بوحدة قتالية على الرغم من كونه الابن الوحيد في الأسرة (تصوير: ألبوم شخصي)

"لم ينتابني شعور كهذا أبداً. القرية كلها تنتحب، نحن في حالة اكتئاب. يؤسفنا أن نفقد هذا الشاب بسبب عمل غبي قام به أشخاص معتوهين. يجب إصلاح هذا الخلل. أعرف أن ليس هناك مجال لإغلاق مُحكم. نحن كلنا في حداد.

"الشباب لم يتعافوا بعد من الصدمة. إنهم لا يصدقون. سيستغرق الأمر بضعة أيام، إنهم متكاتفون جميعهم حول الجنازة. قدموا تعازيهم للأسرة وسيزورون الأسرة. معظمهم في الجيش ونحن المجلس المحلي سنقوم بالعناية بهم. حين حدثت ابنتي عن العملية قالت إنه كان يدرس معها في نفس الصف. بدأت أهدئ من روعها، فانا أب ويجب أن أساندها وأحتويها. رافقتها إلى بيت الشعب، حيث دخلت إلى هناك مع عدد من صديقاتها وتحدثت أنا معهن. لقد بكين وتركتهن يبكين لأنه لا بد من البكاء".

وأضاف رباح قائلاً "في اليومين أو الثلاثة أيام القادمة ستكون العائلة في بيت الشعب لتلقي التعازي. سياتي كل المحيط لتقديم التعازي للعائلة. وبعد مضي ثلاثة أيام حيت يبدئون باستيعاب المصيبة التي حلت بهم، سيتدخل المجلس وسنهتم بمواكبة الأسرة والطاقم التربوي. لدينا ثمانية شهداء في القرية. والآن ينضم إليهم يزن وكلي امل بان يكون هو الشهيد الأخير".

 

اشترك في النشرة الإخبارية الشهرية
من خلال التسجيل، أقرّ بقبول شروط استخدام الموقع