يقول حسن دراوشة، نائب مدير في مدرسة ابتدائية في قرية نين المجاورة للعفولة: " أتقاضى 9,000 شيكل شهرياً بعد أن أمضيت 25 سنة في المهنة وبعد حصولي على اللقب الأكاديمي الثاني، وزوجتي معلمة أيضاً ولكنني اضطر إلى زيادة الدخل. كنت سابقاً لاعب كرة قدم محترف في الدوري الممتاز واليوم أنا مدرب في نادي للياقة البدنية".
أضرب دراوشة يوم الثلاثاء (14/06) وبدأ يومه التدريسي في الساعة 10:00 صباحاً، وذلك في سياق نضال نقابة المعلمين ضد المماطلة التي تنتهجها وزارة المالية في التفاوض على اتفاقية أجور جديدة للمعلمين.
وقال دراوشة إن الراتب المنخفض يُقلل من دوافعه ودوافع المعلمين من حوله لممارسة العمل التربوي الهام. " ينشغل المعلمين معظم اليوم بصعوباتهم المعيشية ولا يهتمون كثيراً بأمور المدرسة. وبالتالي فإنني صرت أشعر بأنني أصل إلى المدرسة فقط للعيش ولست شغوفاً بممارسة المهنة. فأنا أريد أن أعطي ولكنني أشعر أن الراتب لا يتناسب مع ما يمكنني عطائه".
يصف دراوشة التآكل في مفهوم مهنة التدريس إلى جانب توقعات عالية من المعلمين لا تتناسب مع ما يتلقونه مقابل عملهم. " قبل 15 عام، كانت مهنة المعلم مهنة جدا محترمة في المجتمع العربي. أما اليوم بسبب أجورهم المنخفضة بالأساس، فإننا نجد المجتمع يستهين بالمعلمين وفي الوقت ذاته يتوقع منهم أكثر بكثير مما يمكنهم فعله في الواقع".
ويشعر دراوشة أن هناك تراجع في مستوى المعلمين الذي ينضمون للجهاز التربوي والذي يُثقل هو أيضاً قدامى المعلمين، حيث عقب قائلاً: "في هذه الأيام يستوعبون في الجهاز التربوي معلمين ليس بوسعهم السيطرة على ثلاثة تلاميذ، فما بلك بالسيطرة على صف كامل. هؤلاء يأتون لأنهن حصلوا على وظيفة وليس لأنهم يحملون رسالة مهنة التدريس. والنتيجة هي مطالبتنا نحن، المعلمين القدامى "باحتوائهم" والقيام بالمزيد والمزيد من الأدوار والمهام."
ومثله كمثل العديد من المعلمين، حيث لا يشمل يوم عمله استراحات، وقال في هذا السياق" ليس لديك متسع كاف من الوقت خلال النهار لتجلس وتتناول الطعام، فكل ثانية من وقتك تمضيها في التدريس، سواء التدريس الفردي أو التدريس في الصف. في فترات سابقة كان لدينا نوع من "الفواصل الزمنية"، حيث كان بإمكاننا الجلوس وتناول الطعام مع الزملاء."
بالرغم من الصعوبات فأنه مُلتزم بمهنته ورسالته كمعلم، حيث قال: " لا أفوت يوماً واحداً في العمل لأنني تعلمت أن التعليم مُقدس ومن وجهة نظري فإن الجهاز التربوي يحافظ على الدولة تماماً مثل الجيش، إنما من الداخل فقط. فالمعلمين يعملون جاهدين من أجل تنمية مواطنين صالحين. لذلك فأنني أؤيد بالكامل قرار يافا بن ديفيد بخوض النضال. وأخيراً هناك شخص ما يقاتل ويناضل من أجل المعلمين".