صوت ألعمال في إسرائيل
menu
يوم الجمعة 3 أيار 2024
histadrut
Created by rgb media Powered by Salamandra
ألأخبار

"الاتفاقية بين إسرائيل ولبنان تُحدث تغييرا جوهريا: من علاقات حرب إلى حوار غير مباشر"

اورنة مزراحي، نائبة رئيس المقر للأمن القومي سابقا، تقول أن الاتفاقية تخدم مصالح إسرائيل "من ناحية استراتيجية، أمنيّة واقتصادية" | عن تصريحات نصر الله أن إسرائيل ‘استسلمت‘: "هذا علم الدلالات الخاص به، من دون أي علاقة مع ما يجري"

سفينة حربية إسرائيلية في المياه الإقليمية لإسرائيل بجانب الحدود مع لبنان، مقابل رأس الناقورة، أيار/ مايو 2021 (تصوير: جمال عوض / فلاش 90)
سفينة حربية إسرائيلية في المياه الإقليمية لإسرائيل بجانب الحدود مع لبنان، مقابل رأس الناقورة، أيار/ مايو 2021 (تصوير: جمال عوض / فلاش 90)
بقلم اوريئيل ليفي

"حتى لو عرض نصر الله ذلك بطريقة أخرى، فإن الاتفاقية مع لبنان هامة لإسرائيل"، تقول لـ ‘دفار‘ اورنة مزراحي، سابقا نائبة رئيس المقر للأمن القومي. "هذه اتفاقية التي تُحدث تغييرا جوهريا في العلاقات مع لبنان، من علاقات حرب إلى علاقات من الحوار غير المباشر".

مزراحي، باحثة كبيرة في معهد أبحاث الأمن القومي (INSS) المتخصصة بالأبحاث عن لبنان، تقول أن "الاتفاقية تخدم مصالح إسرائيل من ناحية استراتيجية، أمنيّة واقتصادية. في الواقع فإن الطرفين سوف يخرجان رابحين من هذه الاتفاقية".

الاتفاقية التي تمت المصادقة عليها في يوم الأربعاء (12/10) في الحكومة وسوف يتم وضعها على طاولة الكنيست بما في ذلك موافقة حكم الأمر الواقع على خط الحدود البحرية بين الدولتين. هذه الموافقة، التي تم إنجازها بوساطة الولايات المتحدة الأمريكية، سوف تتيح تنظيم ضخ الغاز المستخرج من حقل كريش في الجانب الإسرائيلي، ومن مجمع إضافي الذي سوف يكون في الجانب الإسرائيلي، وسوف يكون مجمع الغاز الأول الذي بحوزة لبنان.

ماذا تخسر إسرائيل من الاتفاقية؟
"من نظرة استراتيجية بعيدة المدى، فإن الأمر الأهم الذي تنازلنا عنه هو التلميحات بالتطبيع. لا يوجد في الإتفاقية تعريف لخط حدود متفق عليه، وكل علم الدلالات هو أنها تتيح لحزب الله أن يواصل ويدعو اللبنانيين محاربة إسرائيل في ترسيم الحدود. إذ أن الحدود البرية بين إسرائيل ولبنان غير متفق عليها، إذن بالتأكيد لا يمكن هكذا تحديد حدود بحرية. تم الإتفاق على أنه سوف تتم الموافقة على وضع حكم الأمر الواقع، فالمكان الذي تنتهي إسرائيل في المساحة ويبدأ لبنان، على الرغم من الاختلافات في وجهات النظر التي لم يتم حلها في حكم الأمر الواقع".

اورنة مزراحي (تصوير: معهد أبحاث الأمن القومي)
اورنة مزراحي (تصوير: معهد أبحاث الأمن القومي)

"لذلك فإن هذه الإتفاقية لم تحدد الحدود، بل تنظمها فقط في هذا الوقت من أجل احتياجات ضخ الغاز. هذه تسوية كانت إسرائيل مستعدة لها، من أجل الإنجار السياسي الهام الذي يجلب: تقدم سياسي حقيقي أمام الجارة التي ترى بنا عدوا".

على ماذا ايضا نصت التسوية؟
"من ناحية إسرائيل، يوجد هنا تنازل معين عن مساحة في المياه الإقليمية التي ادعينا أنها لنا. إسرائيل ادّعت في الماضي أن الحدود يجب أن تمر من شمال ما تم الاتفاق عليه، لكن من الجدير بالذكر أن هذا كان طلبا إسرائيليا، وليس أمرا دوليا متفقا عليه. تنازلنا عن جزء من البحر الذي لا يوجد فيه اي شيء، وليست له أهمية، ومن البداية كان لنا فقط من ناحيتنا".

إذن لماذا يعرض حزب الله الإتفاقية على أنها إنجاز عظيم للبنان وخسارة لإسرائيل؟
"يعرض نصر الله أي تصادم مع إسرائيل على أنه انتصار كبير للمقاومة. هذا علم الدلالات الخاص به، وهو تمسك به من دون أي علاقة بما يجري. ماذا تتوقع؟ أن يقول نصر الله أن هذه الإتفاقية ممتازة بالنسبة لإسرائيل؟ لا يجب أن تبعدنا هذه الامور عن الشأن الرئيسي، وهو أهمية التوقيع على الإتفاقية".

هل كان حزب الله ضالعا في إنجاز الاتفاقية؟
"حزب الله شريك في هذه الخطوة. على الرغم من أن ذلك فقط من وراء الكواليس، إلا أنه شريك".

إذن في الواقع نحن وقّعنا اتفاقية مع حزب الله؟
"لبنان ليست دولة حزب الله. حتى لو كان حزب الله مسيطرا في لبنان، فإنه لا يمكن أن نرى فيه واجهة لكل شيء. أنا أعتقد أن هذه الإتفاقية تعكس تفهّم حزب الله من أنه لا يستطيع إنجاز كل شيء بالقوة. إذ في بعض الاحيان يجب عليه أن يتماشى مع احتياجات اللبنانيين".

هل تخدم هذه الإتفاقية حزب الله؟
"ليس بشكل فعلي. فحزب الله دائما قاد خطا بأنه يجب على للبنان أن يتجه إلى الشرق، وتأسيس الإقتصاد على أساس العلاقات مع العراق، سوريا، ايران، روسيا والصين، وليس مع الغرب. هذه الإتفاقية تخلق وضعا جديدا يؤدي بلبنان إلى أن يزيد من تبعية لبنان بالغرب. الأمريكان هم الذين ضغطوا، الشركة الفرنسية هي تلك التي سوف تنتج الغاز، هذا بالضبط ما لم يكن نصر الله يرغب بالدخول في الشراكة، إلا أنه لم يكن لديه أي خيار آخر. لبنان منغمس في أزمة اقتصادية مستمرة، ومن ينقذه منها الآن ربما هو الغرب بالذات. وهذا مخالف لرؤيا نصر الله بشكل قاطع".

حسن نصر الله في أول خطاب له بعد الإنفجار في مرفأ بيروت (صورة شاشة عن موقع ‘المنار‘)
حسن نصر الله في أول خطاب له بعد الإنفجار في مرفأ بيروت (صورة شاشة عن موقع ‘المنار‘)

هل أثرت تهديدات نصر الله على صيغة الإتفاقية؟
"أنا أعتقد أن تهديداته أثرت بصورة أقل مما يميلون أن ينسبوا إليهم. الأمر الذي أتاح هذه الاتفاقية هو التغيير في سياسة لبنان، الذي رأيناه في الواقع في شهر حزيران / يونيو. هم فهموا أن إسرائيل سوف تنتج الغاز من كاريش، وليست لديهم أي طريقة لوقف ذلك، وإذا ما واصلوا في فقدان الطريق حينها سوف يتم إغلاق نافذة الفرص بالنسبة لهم. هم من دعوا إلى مخطط هوكشطاين، وطلبوا منا أن نتقدم في الموضوع. نصر الله بدأ في تهديداته، وأرسل أربع طائرات غير مأهولة (طائرات مسيّرة) غير مسلحة من أجل خلق ردع، إلا أن هذا الأمر أثر بشكل قليل. إسرائيل مصممة على أن تنتج الغاز من كاريش، ولا يستطيع نصر الله أن يوقفها".

لذلك، فإن التهديدات كانت جزءا من النسيج الذي تم إنجازه في الإتفاقية، إلا أن التغيير الأساسي الذي بفضله تم التوصل إلى الإتفاقية جرى في داخل المنظومة اللبنانية. فهم فهموا أن هذه الإتفاقية هي فرصة نادرة بالنسبة لهم".

ماذا كان سيحدث لو لم تتم الإتفاقية؟
"كان التوتر الأمني سوف يزداد. كانت لبنان سوف تبقى في الجمود الذي تتواجد فيه منذ سنوات طويلة، ولما وُجد هذا الوضع الجديد الذي يتيح له ربما أن يتقدم".

هل هذه الإتفاقية هي بمثابة بداية عملية سلام؟
"ليس هذا هو الوقت لإعلانات كبرة. كل شيء يتعلق في موازين القوى الداخلية في داخل لبنان، وفي التطورات الإقليمية. الاتفاقية تخلق واقعا جديدا الذي لا يمكن أن ننكره. فهي تشهد على أنه يمكن أن ننجز أمورا عن ريق الدبلوماسية، وليس عن طريق الحرب. توجد في لبنان جهات هامة التي تفهم ذلك، وهي تلك التي دفعت باتجاه إنجاز الإتفاقية. يجب على إسرائيل أن تنظر إلى تلك الجهات، وفحص كيف يمكن إجراء اتصالات معها. هذا يتعلق بالطبع في المسائل الأخرى التي تتعلق بالوضع الداخلي في لبنان، وفي التطورات على الساحة الإقليمية. توجد هنا بداية لشيء ما، الذي يجب أن نفحص كيف يتطور".

 

اشترك في النشرة الإخبارية الشهرية
من خلال التسجيل، أقرّ بقبول شروط استخدام الموقع