"الأمن الشخصي من مسؤولية الشرطة. لا شرطة لدينا في المجالس المحلية، نحن نرغب بالعيش"، هذا ما قاله ماهر خليلية، رئيس مجلس محلي يافة الناصرة اليوم (السبت) لصحيفة "دافار". رئيس الحكومة هو رئيس حكومة كل الشعب، وأعتقد أن عليه أن يأتي هنا، إنها مثل عملية تخريبية، وليست حالة عادية. لو حدث هذا الأمر في القدس أو في نتانيا لكان قد حضر، هؤلاء مواطنون وهو مسؤول عنهم، هذا واجبه".
يوم الخميس (08/06) وبينما كانوا يركبون سيارة في محل لغسل السيارات في البلدة، قُتل من مسافة صفر الصبي راني البالغ من العمر 15 سنة وقُتل معه ابن عمه نعيم مرجيه وإبراهيم شحادة ولؤي أبو رجب ومحمد كنانه. اعتقلت الشرطة بعض الأشخاص غير أن الشعور بالأمان في البلدة لم يتغير.
على الرغم من انتشار الخبر في وسائل الإعلام، إلا أن وزير الأمن القومي إيتمار بنغفير وفريقه لم يحضروا إلى البلدة، إنما كانوا على مقربة منها. "لم أره يصل إلى مسرح الحدث، قالوا إنه حضر لكنه لم يصل إلى مسرح العملية". تناقلت وسائل الإعلام يوم السبت شريط مصور يظهر فيه مساعد الوزير، حنميل دورفمان، وهو يتبول في زاوية على أطراف البلدة على مرأى السكان، وهو عمل اعتبره كثيرون بانه عمل رمزي ومستفز.
"مستوى الشعر بالأمن الشخصي هبط إلى أسفل الدرجات"، هذا ما قاله خليلية ثم أضاف "أنا على اتصال بالشرطة وأطالب أن يكون هناك حضور في شوارع يافة الناصرة. نحن نعيش أيام حداد وسيعود التلاميذ إلى المدارس يوم الأحد مع إرشادات وطواقم من الأخصائيين النفسيين والاجتماعيين، سنقوم باحتضان التلاميذ وسنعمل كل ما بوسعنا لإعادة الحياة على مسارها الطبيعي".
"حقيقة أنا خائف على أبنائي، أبناء 16 و19 سنة"، هذا ما قاله عمران كنانه الذي شغل منصب رئيس مجلس محلي يافة الناصرة في الفترة ما بين 2008-2018 ويخوض المنافسة على رئاسة المجلس مرة أخرى عن الجبهة الديمقراطية. أقول لهم من الأفضل لكم أن تذهبوا للأكل في رمات يشاي لأنك في بلدة عربية قد تُصاب برصاصة طائشة". الأهالي ينصحون أولادهم بأن يجمعوا المال ويتعلموا وينتقلوا للعيش في بلدة يهودية لأن الحياة هناك أكثر أمناً. من يتمسك بمفهوم الفوقية اليهودية ومن لا يرغب لنا أن نندمج، لهؤلاء أوجه إصبع الاتهام. من يعتبرنا أعداء ومن يعتبرنا حطّابين وسقاة ماء بالطبع لا يعارض هذه الأعراض المصاحبة لهذا المفهوم"
"هذه ليست مسألة وراثية تتعلق باليهود والعرب"، هكذا يرد كنانه على المقولات التي تتردد في الشارع اليهودي إزاء العنف المحتدم في المجتمع العربي. "هذه مظاهر قد تصيب أي مجتمع. أسهل رد هو توجيه الاتهام للضحية، لكن يجب أن نوجه الاتهام لمن تسبب في هذه التعقيدات. السلاح لم يدخل إلى المجتمع العربي بطريق الصدفة. هناك إهمال وهناك تجاهل ولا ثقة بمفتش الشرطة العام ولا بوزير الشرطة ولا بالشرطة. نحن نتقاسم العيش في هذه البلاد وليس هناك طريق آخر- فقط التعبير عن التضامن".
موظفي الشؤون الاجتماعية الذين تحدثنا معهم مؤخراً أعربوا عن خشيتهم من ممارسة عملهم في البلدة لئلا يلحق بهم الأذى. "نحن نخاف على أرواحنا"، هذا ما قاله أحدهم. "لدينا عائلات. لست مطمئناً بان هناك من يحميني. أحياناً هناك قلة حيلة. أنا أعتني بشخص ومن الواضح ماذا يحدث وماذا يفكر، لكن واضح أيضاً من هو ولا يمكن العناية به دون تعريض نفسك للخطر".
"الأمن الشخصي هو الأهم، لهذا الأمر أقمنا الدولة"، هذا ما قله كنانه. "لا نعرف وليس بوسعنا مصادرة الأسلحة أو إلقاء القبض على القتلة، المجتمع المدني غير قادر على القضاء على ظواهر مثل السلاح والجريمة المنظمة. المشكلة هي أن من يريد جباية دين مستحق له لا يتوجه إلى المحكمة، بل يتوجه إلى عائلات الإجرام، إنهم يفضلون جهاز جباية بديل. إذا لم تحمني الدولة فسأتوجه لشخص آخر. هناك دولة داخل دولة".