تظاهر الآلاف يوم الجمعة (09/06) في الناصرة وفي يافة الناصرة وفي طمرة وكابول وشفاعمر واللد إحتجاجاً على أعمال الجريمة المتزايدة في المجتمع العربي ولمطالبة الحكومة بالعمل على وضع حد لأعمال الإجرام. خرجت المظاهرات غداة قتل خمسة أشخاص في منشأة لغسيل السيارات في يافة الناصرة، وذلك على ما يبدو على خلفية صراع عائلي بين عائلات في البلدة. وفي ساعات بعد الظهر وبعد المظاهرات تم تشييع جثامين القتلى الخمسة: رامي مرجيه (15 سنة)، نعيم مرجيه، إبراهيم شحادة، لؤي أبو راغب وإيليا مرجيه.
رفع المتظاهرون لافتات وعليها صور وأسماء ضحايا القتل ولافتات أخرى عليها عبارة "حياة العرب مهمة" (Arab Lives Matters) ولافتات عليها عبارة "نريد العيش". وفي بيانات صدرت قبل المظاهرات دعا منظمو المظاهرات الجماهير للخروج والتظاهر على إثر "الحالة الطارئة والمصيبة الوطنية" وهاجموا وزير الأمن القومي إيتمار بنغفير. على حد تعبيرهم فإن "هذه ليست غلطة، إنها سياسة وزير الأمن القومي، فهو من أنصار كهانا وهو عنصري". أما في البلدات العربية فقد كان إضراب أعلنت عنه لجنة المتابعة العليا لشؤون الأقلية العربية في إسرائيل.
تجمعت عشرات المتظاهرات يوم السبت (10/06) في ساحة مسرح "هبيما" في تل أبيب احتجاجاً على قتل ساريت أحمد البالغة من العمر 18 سنة، والتي قُتلت على ما يبدو بسبب ميولها الجنسية.
شاركت في المظاهرة نائبة رئيس بلدية تل أبيب، حن أريئيلي، والنائبة السابقة في الكنيست، ابتسام مراعنة الملحنة والممثلة سميرة سرية وغيرها العديد من النشطاء المثليين من المجتمع العربي.
المتظاهرات يصرخن ويرددن عبارات: "تعالوا نصرح صرخة"، "أين الشرطة" والموت مثل الكفائين – يدمنون عليه بكميات كبيرة". وعلى حد قول أريئلي فقد خرجت المظاهرة بشكل عفوي "ما حدث لهذه الطفلة أمر لا يُصدق".
ابتدأت المظاهرات ضد الإصلاح القضائي بالوقوف دقيقة صمت لذكرى 101 شخصاً قُتلوا في المجتمع العربي منذ بداية السنة. الدكتور ثابت أبو راس، مدير عام مشارك لجمعية "يوزموت أفراهام"، قال في خطاب الافتتاح: "جئت هنا لأتحدث عن الكارثة الفظيعة التي ألمت بمجتمعنا، والتي تسببت بها الحكومة الحالية بعجزها وبإهمالها وعنصريتها. بلغ تعداد القتلى اليوم 110 قتيلاً منذ بداية السنة، ومنهم أطفال ونساء ورجال سلب المجرمون حياتهم. هل تتصورون موجة قتل كهذه في المجتمع اليهودي؟ لو حدث ذلك أتظنون أن الوزير المسؤول سيظل في منصبه؟
"كيف يُعقل أن يستلم البلطجي المهرج بنغفير صلاحية قيادة الشرطة؟ إنه إهمال وتقصير فظيع من طرف رئيس الحكومة نتنياهو أن يسلم هذا العنصري الذي يكره العرب المسؤولية عن حياتنا. يمكن مواجهة ظاهرة العنف وقد بدأت الحكومة السابقة بمحاربة العنف واستثمرت موارد وبذلك جهود دون تغيير أوامر الشرطة ودون تغيير الجهاز القضائي ودون تشكيل حرس قومي. بمساعدة الشرطة ذاتها وذات الصلاحيات بدأنا نلاحظ التغيير. وكل هذا تم تدميره أمام أعيننا".
هذه الحكومة شغلها الشاغل هو الإصلاح القضائي وضحية هذا الإصلاح الكبرى هم العرب. إنها حكومة منشغلة بالتحريض وزرع العداوة وتهييج الشارع ضد المواطنين العرب، لكن هدفها الحقيقي هو النيل من كل الجماهير الليبرالية في إسرائيل. لا يمكننا أن نقف مكتوفي الأيدي. يجب أن يخرج من هذا النضال تضامن بين العرب واليهود. ومن هذا الاحتجاج يجب أن يتولد المعسكر الديمقراطي للمجتمع الإسرائيلي".
وصل ما يقارب 60 متظاهراً بعد ظهر يوم السبت (10/06) إلى مفترق كيشور، حيث قٌتلت يوم الجمعة (09/06) ساريت أحمد البالغة من العمر 18 سنة، وذلك على ما يبدو بسبب هويتها الجنسية. وضعت المتظاهرات شموع ذكرى ورايات المثليين على الصخور وألقى بعض النشطاء كلمات ووضعوا أكاليل الزهور. غنى المتظاهرون أغاني "أنا وأنت سنغيّر العالم" و"من الإنسان الراغب بالحياة".
"أنا ضد العنف وقتل النساء"، هذا ما قالته مولدينيا ابنة قرية يركا الدرزية. "لست مثلية الجنس لكن المقليون لا يضايقونني، ولهذا أتيت للمشاركة. لقد ألمني سماع الخبر. من واجبنا أن نساعدهم ليكونوا أحرار. شقيقها ليس من حقه أن يحكم عليها. إنها إنسانة في نهاية المطاف ويجب أن نتقبلها".
"لقد أتينا إلى هنا مدفوعين بالحزن العميق وبشعورنا بأننا يجب أن نفعل شيئاً بهذا الحزن"، هذا ما قالته إحدى المتظاهرات، ياردن لصحيفة دافار. "إنه تقاطع لنضالات" تقول خليلتها أحينوعام. "العنف في المجتمع العربي، العنف المجنون والإهمال، ونضال جمهور المثليين الذي يشكل جزءاً من حياتنا، وكذلك ضواحي البلاد والعنف تجاه النساء. هناك في كل هذه التنظيمات شيء ما يستدعينا للتحرك "
"نشعر أن جميع الأمور تتصاعد في الآونة الأخيرة"، هذا ما قالته ياردن ثم أضافت "العنف بشكل عام وفي المجتمع العربي والخوف من المثليين والمثليات".
متظاهرة أخرى تبلغ من العمر 37 سنة فضلت عدم التعريف بنفسها قالت: "لقد كنت أذهب بسرور للمشاركة في مسيرة المثليين والمثليات حتى قبل فترة الكورونا. لقد كان هذا يومي الاحتفالي، وسألت نفسي لماذا نحن بحاجة إلى مسيرة. لم أفهم حتى يوم أمس. استيقظت في الصباح وقلبي ممزق، وسوف أعود للمشاركة في المسيرة. ليس بسبب الشعور بالسعادة، إنما عكس ذلك تماماً. الشعور بأنني لست وحدي يثلج صدري. يا حبذا لو لم تكن هناك حاجة لأن نلتقي هنا. الخوف من المثليين والمثليات حاضر هنا. النور صار أقوى وكذلك الظلام صار أقوى".
بعد المناسبة لذكرى المغدورة جاء شباب دروز من المنطقة وخربوا النصب التذكاري المرتجل. تم تمزيق أعلام المثليين وتمزيق صور ساريت أحمد التي قُتلت يوم أمس في المكان ذاته- تم تمزيق الصور على خلفية أصوات الفرحة والزهور التي وضعها المتظاهرون دهستها السيارات. قوات الشرطة التي تواجدت في الموقع طيلة الاحتجاج غادرت المكان ومراسل القناة 13، علي مغربي تعرض للتهديد والاعتداء.
المشاغبون الذين قدموا إلى الموقع في عدد من السيارات، نزلوا بسرعة إلى الشارع وبدأوا ممارسة أعمال الشغب والفوضى التي شملت نزع رايات المثليين التي علقها النشطاء وتمزيق صور المرحومة ساريت التي قُتلت في نفس المكان يوم أمس. ضرب المشاغبون أصص الزهور التي جلبها النشطاء بالأرض ودهسوها بسياراتهم، وقاموا بكل ذلك وهم يهتفون هتافات الفرحة ويشتمون المغدورة.