صوت ألعمال في إسرائيل
menu
يوم الإثنين 6 أيار 2024
histadrut
Created by rgb media Powered by Salamandra
ألأخبار

دماء الأبرياء في حادث العوجة تستخدم لمأسسة التوحش في مصر..

الكاتب المعارض للنظام المصري يطرح زاوية مختلفة لمقتل الجنود في سيناء ورد فعل الجمهور المصري

זירת הפיגוע בגבול מצרים בו נהרגו 3 לוחמי צה״לח (צילום: פלאש90)
זירת הפיגוע בגבול מצרים בו נהרגו 3 לוחמי צה״לח (צילום: פלאש90)
بقلم محمد سعد خيرالله

في البداية أتوجه بخالص العزاء لأسر ضحايا حادث معبر العوجا ولكافة مكونات المجتمع الإسرائيلي و أتمنى الشفاء العاجل للمصاب.

كنت قد قررت بعد الحادث مباشرة، كتابة مقال عنه ولكنني فضلت التروي والانتظار بعض الوقت حتى تهدأ حمم و موجات ضخ "أدرنالين تقديس الكراهية وعبادة القوة والعداء للآخر " التي تتم بهندسة ومباركة ورعاية النظام العسكري في مصر "جمهورية العساكر "عبر أبواقه الإعلامية المملوكة للأجهزة الأمنية ومواقعه وصحافته ورجاله في كل مكان "لإستثمار الواقعة واستخدامها باقصى ما يمكن" ولكنني أكتشفت أن الضخ لن يهدأ، وبأنني سأنتظر طويلا جدا فقررت قطع انتظاري والكتابة لمحاولة إيضاح الصورة، ولكشف عدة نقاط جوهرية يريدون حجبها وطمسها والتغطية عليها من خلال سحب الدخان التي تطلق بلا هوادة وعلى مدار الساعة، وبالتأكيد لن أتعرض لما تناوله البعض "كنت أحدهم من خلال لقاء على قناة مكان مع الإعلامي فراس حامد ويتعلق بالبيان الغرائبي المصري عن الحادث " ولكنني سأذهب إلى نقاط أخرى لربما تساهم في إيضاح الصورة فالحادث جلل وهو في الحقيقة بداية لمرحلة جديدة توقعتها منذ فترة طويلة، وكأنني أشاهد مسلسل بداياته معروفة ونهاياته معلومة، فنحن الآن في مرحلة فارقة أنه توقيت الإستماع والانصات لاصحاب الأفكار المغايرة والرؤى المختلفة ووجهات النظر والاراء الغير مستساغة لمن يديرون مقاليد الأمور ، أنه زمن إعلان كل الاسئلة شديدة الإزعاج مؤجلة الطرح.

أولا, استهلال مفصلي لشهادات فارقة عندما كنت في مصر وقبل "الخروج القسري " التقيت على فترات متباعدة مع عدد من المجندين الذين خدموا في الجيش المصري بأماكن حدودية وعند سؤالهم عن "التجهيز والإعداد "كانت الإجابة واحدة ولكنها بصيغ مختلفة وبعضهم سخر من طرح السؤال" احنا معندناش واسطة وعشان كده بيتم ارسالنا للنقاط الحدودية بدون تجهيز أو أعداد ولو حتى ضرب ثلاثة دفعات رشاش على الأقل "وعلى الشبكة العنكبوتية هناك الكثير من هذه الشهادات ، حديثي كان مع جنود في الجيش و معروف أن "الأمن المركزي" القطاع الذي ينتمي إلية المجند محمد صلاح أقل بكثير جدا في التدريب والإعداد ويتبع الجهاز الشرطي ،فمن أين جاءت كل تلك الجاهزية للمجند؟ والتي لا يصل إليها بحكم ما فعل الإ أحد أفراد النخبة ؟؟

ثانيا, الآن في مصر ومنذ فترة ليست بالقصيرة، لا يتم تعيين المواطنين في أي وظيفة إلا بعد موافقات مسبقة من الأجهزة الأمنية، تمنح بعد مراجعة مستفيضة لملفاتهم و حساباتهم على مواقع السوشيال ميديا وصل الأمر إلى درجة حضور "رأس الدولة لكشف الهيئة للمتقدمين لوظائف في وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني وغيرها" وبالطبع التقارير المسبقة أمر بديهي، فأين كانت المخابرات الحربية من متابعة كتابات"محمد صلاح" على حسابه بالفيسبوك وفيه أراء قاطعة توضح موقفه من القضية الفلسطينية/ الإسرائيلية بدون لبس وبإنحياز ينذر بمنطقية قيامه بالحادث الغادر؟؟

ثالثا,  يأتي الحادث في نفس توقيت تقارب مصري إيراني وغزل متبادل من كلا الجانبين ، يكشف لنا عن
"تطبيع كامل في العلاقات اقترب ويلوح في الافق" وإن كانت علاقات الأجهزة لم تنقطع اصلا وقد تحدث
قبل ذلك المفكر السياسي الراحل "أمين المهدي" عن تعاون مؤسساتي على أعلى مستوى يخص ملف غزة وقت وجود "قاسم سليماني " مما يؤكد متانة وعمق العلاقات .

رابعا, بعد الواقعة بساعات كان أحد كبار جنرلات الجيش المصري قائد الجيش الثاني اللواء أركان حرب "محمد ربيع " يجتمع بأهالي سيناء ويقول نصا ( احنا مهجرناش حد اليهود هما اللي هجروكوا أثناء حرب 67 وبعدها ) استدعاء السردية يبدو للبعض غريب، ولكنه يتوافق ويتماشى مع العداء "المهندس بعناية وبشكل مسبق " والكل يخدم عليه بطريقته ، بالمناسبة كلام اللواء ربيع لا يمت للتاريخ الحقيقي بصله إسرائيل لم تهجر أي مواطن سيناوي من أرضه وهنا انحيازي "للمعرفة " وليس أي شيء آخر أما جرائم الجيش المصري في
سيناء فهي مؤكدة وموثقة عن طريق تقارير لهيومن رايتس ووتش وأمنستي وغيرها من المنظمات" وهي
جرائم أقلها "التهجير القسري " والسؤال إذا كان ذلك الحديث للمدنيين من الأهالي السيناوية فماذا يقال داخل الثكنات والوحدات العسكرية للجنود والأفراد والضباط ؟؟ الفيديو في حد ذاته إجابة على تساؤل لمن أين جاء "المجند الفاعل " بكل هذا الكم من الكراهية والعداء للآخر.

https://fb.watch/lh7ZQfcVqC/

خامسا, عقب الحادث مباشرة تم إطلاق هشتاج "جندي مصري "اجتاح كافة وسائل التواصل الاجتماعي وقد ساعد على انتشاره ووصوله إلى أرقام فلكية على مؤشرات البحث، تسويقه من شخصيات عامة داعمة ومؤيدة للنظام المصري وأيضا مؤيدين في عدة عواصم ولكنهم في "ثياب معارضين " يقومون بأدوار محددة للتخديم على "جمهورية العساكر " تزامن ذلك مع حملة ممنهجة وسباق حصري بين الجميع للاعراب عن "كراهية إسرائيل " وصل شططها إلى حد تصريح لرئيس أحد أكبر الأندية الجماهيرية وفيه"يدعو لقتل رئيس الوزراء الإسرائيلي "وهذا الشخص معلوم للجميع العلاقة الوثيقة بينه وبين رئيس جهاز من أهم الأجهزة في مصر البعض يقول عنه"أنه لسان حال المسئول".

https://fb.watch/l8sc8WjMZM/

"النتيجة "
تحولت" واقعة محمد صلاح إلى مولد " لإنقاذ سمعة "الجيش المصري" بعد أن وصلت لأدنى المستويات لدى كل مكونات المجتمع بفعل ممارساته و اليوم لا يتحدث أحد عن الاحتكارات" 85% من اقتصاد هو في الأصل من المفروض أن يكون "ملك للمجتمع " لا يتحدث أحد عن قرارات جمهورية شبه يومية بتخصيص الأراضي في المطلق للمؤسسةالعسكرية، لا يتحدث أحد عن الاستباحة الكاملة الشاملة لأي ولكل شيء،لا يتطرق أحد لملفي سد النهضة وتيران وصنافير والدور الذي كان يتحتم على الجيش القيام به ،منذ أيام آلاف من المصريين يعودون سيرا على الاقدام من ليبيا ولا يذكرهم أحد بحرف، كل التدنيات التي لحقت بنا في كل المجالات كنتيجة لحكمهم مسحت من الذاكرة بفعل أدرنالين تغييب العقول وسلب الوعي وسحق المعرفة، الأولوية القصوى للمشاركة في المولد، والرقص على إيقاع الدفوف في"حلقة الزار النظامية "، في بلادي لا صوت يعلو فوق صوت "دفوف ضجيج تقديس الكراهية وعبادة القوة "و الأغلبية الساحقة حريصة على المشاركة فلقد أصبحت الحفلة طوق النجاة الأوحد لجمهورية العساكر، فإنقاذ السمعة مقدمة ضرورية ملزمة قبل عمل نيولوك جديد،دماء ضحايا معبر العوجة الأبرياء كانت مساحيق تجميله، ما يتم الآن هو "إدارة للتوحش الذي وصلنا إليه والمهندس من العساكر"لأجل البقاء والاستمرار في الحكم حتى وإن كانت العواقب خراب ودمار البلاد والدخول بها إلى"مأساويات المتاهات الكارثية" تنويه لابد منه حتى اليوم لم يصدر من القاهرة بيان بإدانة الحادث "لأن الإدانة تنسف سرديات العداء الذي تحول "لعمل مؤسسي ".

"الخلاصة"
من أفضل عبارات المفكر والسياسي البريطاني " توني بين"القيادي في حزب العمال عباراته ،"أعتقد أن هناك طريقتين للسيطرة على الناس، الأولى تخويفهم، والثانية إحباطهم " العبارة تلخص باختصار المتبع والمطبق مع ملايين المصريين منذ انقلاب عام 1952 إلى أن وصلنا للحالة الراهنة والقادم أصعب بل وأسوأ بكثير جدا في ضوء المتوقع على المستوى الاقتصادي والفشل المدوي للنظام الحاكم في إدارة الأوضاع وكافة المناحى والسؤال هنا موجه لكل من يهمه أمر تلك المنطقة من العالم هل وجود نظام عسكري حاكم في القاهرة أفضل أم عدم وجوده ووجود حكم مدني ديمقراطي بديل هو الحل الاصوب والامثل؟؟
أرجو أن تنحى كل الايدلوجيات والخطط جانبا قبل الإجابة بضمير ولمصلحة الإنسانية ومستقبل وحياة الشعوب والمجتمعات.

******

محمد سعد خيرالله  هو محلل سياسي متخصص في شؤون الشرق الأوسط وكاتب رأي عضو رابطة القلم السويدية.

 

اشترك في النشرة الإخبارية الشهرية
من خلال التسجيل، أقرّ بقبول شروط استخدام الموقع