لقي رئيس الطائفة اليونانية – الارثوذكسية في عكا، الأرشمندريت فيلوثيوس الذي يبلغ من العمر (62 عاما) مصرعه يوم الخميس (22/6) في انهيار سقالات، بعد أن قدم المساعدة في ترميم كنيسة الطائفة في شارع ههاجاناه في البلدة القديمة في عكا. الاب فيلوثيوس قاد طنيسة سانت جورج في المدينة، وخلال سنواته في عكا عمل على تنظيم لقاءات نعارف وتسامح بين السكان والقيادة الدينية من ديانات مختلفة في المدينة.
طاقم نجمة داود الحمراء الذي وصل إلى المكان قام بنقله إلى مستشفى للجليل في نهاريا، وتم وصف حالته في البداية بالاصابة المتوسطة. إلا أنه عند وصوله إلى مستشفى للجليل تم إدخاله إلى غرفة الصدمات وإلى التصوير الطبقي بإشعة رنتجن، بعدها تبين أنه يعاني من إصابة خطيرة في أجهزة متعددة في الجسم (الرأس، الصدر والحوض). خلال تقديم العلاج له اضطرت الطواقم الطبية إلى وصله بأجهزة التنفس الاصطناعي وإلى تخديره. وفي وقت لاحق طرأ تدهور كبير على حالته وبعد مرور ساعات معدودة اضطرت الطواقم الطبية إلى الإعلان عن وفاته.
رئيس بلدية عكا، شمعون لانكري، رثى الأب فيلوثيوس وقال: "كان رجل دين مناصر للسلام، صديق حقيقي ومن محبي المدينة. سوف أفتقده كثيرا وأنا أتألم على رحيله المفاجئ. هذا فقدان صعب للطائفة اليونانية الارثوذكسية في المدينة وأنا أبعث لهم بالتعازي. ولتكن ذكراه مباركة".
في المساجد في عكا قاموا برثاء الاب فيلوثيوس في صلوات يوم الجمعة.
تعدّ الطائفة اليونانية الارثوذكسية في عكا حوالي – 600 شخص، إلا أن كنيسة سانت جورج التي عمل فيها فيلوثيوس تخدم كذلك حوالي – 30 ألف مسيحي ارثوذكسي الذين يسكنون في أنحاء الجليل. في السنوات الأخيرة عمل الاب فيلوثيوس على ترميم المظهر الخارجي للكنيسة، ومن بين جملة الامور اعتاد على تزيينها بالفسيفساء التي قام بإنتاجها من الصدف والزجاج.
وُلد الاب فيلوثيوس في كريت في عام – 1962، وعندما كان طفلا التقى اسقف القدس الذي وصل الى الجزيرة في زيارة، وقرر الحج إلى الإماكن المقدسة إلى الناصرة في إسرائيل، ومكث فيها كفتى لمدة خمس سنوات وتم تأهيله للكهنوت. وقد عاد إلى كريت، وفي وقت لاحق تم قبوله في أخوّة القبر المقدس في القدس وعاد إلى إسرائيل. ويعمل في كنيسة سانت جورج في عكا منذ حوالي – 15 عاما. ومن بين جملة الأمور اعتاد على تعليم أطفال الطائفة في مدرسة يوم الأحد، بل وقام بتمرير دروس في الموسيقى البيزنطية.
طوال تلك السنوات تعلم اللغة العربية واللغة العبرية بل والقليل من اللغة الروسية ، بالإضافة إلى اللغة اليونانية واللغة واللغة الانجليزية التي كان يتحدثهما من ايام الطفولة. شارك كثيرا في لقاءات تعارف وتقريب القلوب بين الطوائف المتنوعة في المدينة، سوية مع الشيوخ والحاخامات من المدينة، وتعاون كذلك مع البلدية. "توجد لدينا علاقات جيدة"، قال لمجلة ISRAEL21c في شهر كانون الثاني/ يناير من هذا العام، "عندما نجلس ، توجد لدينا محادثات جيدة. لكن ليس عن علم اللاهوت. أنا أعرف بماذا أؤمن وأنا أحترم ما يؤمنون به. يجب على الإسرائيليين أن يكونوا فخورين. نحن فسيفساء من طوائف كثيرة التي تخدم الله".