صوت ألعمال في إسرائيل
menu
يوم الخميس 2 أيار 2024
histadrut
Created by rgb media Powered by Salamandra
ألأخبار

مئات النساء في مسيرة في الناصرة للمطالبة بمحيط آمن واحتجاجاً على الفجوات في الخدمات الطبية

"تخيلوا امرأة تعيش في بلدة ليس فيها أطباء أخصائيين وليس فيها مسارات آمنة للمشي لممارسة الرياضة"، هذا ما قلته النساء المحتجات | على حد قولهن فإن هناك إهمال وتقصير من طرف السلطات المحلية في كل ما يتعلق بتطوير الصحة والتشجيع على ممارسة أسلوب حياة صحي

The women's march in Nazareth demanding a safe space. (Photo: Yaniv Sharon)
مسيرة النساء في الناصرة للمطالبة بمحيط آمن
بقلم ينيف شرون

مئات النساء شاركن صبيحة يوم الجمعة (28/07) في مسيرة في الناصرة للمطالبة بتوفير محيط عام آمن واحتجاجاً على الفجوات في الخدمات الصحية التي يتلقاها سكان المركز مقارنة بتلك التي يتلقاها سكان النقب والجليل. تم الجمع في هذا الحدث بين الاحتجاج وممارسة الرياضة.
انطلقت المسيرة من الناصرة الساعة 6:00 صباحاً باتجاه جبل القفزة، وشعارها المطالبة لمحاربة العنف وسد الفجوات في مجال الصحة وإيجاد محيط عام آمن. وعلى حد ما قالته بشارات فقد شاركت في المسيرة حوالي 300 امرأة ورجل. وفي نهاية المسيرة مارست المشاركات تمارين التأمل أمام المنظر الطبيعي الذي يطل عليه جبل القفزة. "هذا الأمر يزرع في نفوسنا أمل كبير بأن هناك إمكانية لعمل الأمور بشكل مختلف".
ثالت النساء المحتجات أنه على جانب السياسة القطرية التمييزية، هناك سلطات محلية مقصرة وعاجزة في كل ما يتعلق بالدفع نحو الوعي الصحي وأسلوب الحياة الصحي. وكمثال على ذلك أشارت النساء إلى عدم وجود مسارات مش آمنة في البلدات وعدم وجود أطباء أخصائيين في البلدات العربية.

مسيرة النساء في الناصرة للمكالبة بمحيط آمن
مسيرة النساء في الناصرة للمكالبة بمحيط آمن

وعلى حد ما قالته منظمات المسيرة فإن النساء يعانين بشكل خاص من هذا الوضع بسبب صعوبة الخروج لوحدهن من البلدات والقرى لممارسة أنشطة صحية أو لأجل قضاء أوقات الفراغ، "تخيلوا امرأة تعيش في بلدة ليس فيها أطباء أخصائيين، ولا يوجد فيها مسارات آمنة للمشي لممارسة الرياضة، في حين ليس هناك في السلطة المحلية من يدفع باتجاه التشجيع على ممارسة الرياضة. هذا هو الوضع القائم في معظم البلدات في الجليل".
"الرياضة هي راحة بدنية ونفسية وروحانية، هذا ما أقرته منظمة الصحة العالمية"، هذا ما قاله البروفيسور بشارة بشارات، احد المبادرين إلى تنظيم المسيرة. "في المجتمع الذي تكثر فيه خدمات الإنعاش الاجتماعي سيكون هناك بالطبع عنف أقل".

البروفيسور بشارة بشارات في المؤتمر الخامس عشر لصحة المجتمع العربي. "النساء يعانين أكثر من غيرهن بسبب انعدام خدمات الصحة والإنعاش الاجتماعي" (تصوير: ألبوم خاص)
البروفيسور بشارة بشارات في المؤتمر الخامس عشر لصحة المجتمع العربي. "النساء يعانين أكثر من غيرهن بسبب انعدام خدمات الصحة والإنعاش الاجتماعي" (تصوير: ألبوم خاص)

يرحب بشارات بحقيقة أن قسم كبير من المشاركات من النساء. "أعتقد أن النساء يعانين أكثر من غيرهن بسبب غياب خدمات الصحة والإنعاش الاجتماعي. لا توجد أطر كافية في البلدات الواقعة على أطراف البلاد للنساء المعرضات للتهديد. بعضهن يشتكين ويُقتلن وبعضهن يصمتن. نحن لا نشجع كما يجب على هذا الأمر ولا نعمل على توفيره".
منظمو المسيرة يدفعون باتجاه خطة لجهاز صحي نافع في مناطق الضواحي. "شركة تحسين الصحة في المجتمع العربي والمنتدى المدني لتحسين الصحة في الجليل يحثان على الاستثمار ليس فقط في العلاج، إنما أيضاً في الوقاية. الآن يتم التركيز على صحة المعالجين. أسلوب الحياة الصحي في المستشفى يدفع باتجاه تحسين الصحة العامة. على سبيل المثال يمنعون بيع الأكل غير الصحي والمشروبات المحلاة في كافيتريا المستشفى. في حينه قملت على إدخال الخبز من طحين القمح الكامل للمستشفيات. هذا الأمر يؤثر بالأساس على العاملين في المستشفيات، ومن ثم ينعكس على باقي السكان. سوف تبدو حياتنا مختلفة وإذا لم نبدأ في بيوتنا فلن يصل الأمر إلى جيراننا. يجب أن تكون الفرق الطبية مثالاً وقدوة يحتذى بها".
"جودة الحياة وطول العمر يرتبطان بالأمن الشخصي"، هذا ما قالته فداء شحاده، رئيسة منظمة أمهات لأجل الحياة، والتي شاركت هي أيضاً في المسيرة. "هناك أهمية كبيرة للطعام ولأسلوب الحياة الصحي، لكن إذا انعدم الشعور بالأمن الشخصي فلن ينفع كل ذلك".

فداء شحاده. "إذا كان الحيز العام مهجوراً ومهملاً فستدخل إليه أطراف الإجرام ويحولونه على حيز غير آمن" (تصوير: ألبوم شخصي)
فداء شحاده. "إذا كان الحيز العام مهجوراً ومهملاً فستدخل إليه أطراف الإجرام ويحولونه على حيز غير آمن" (تصوير: ألبوم شخصي)

شحاده مختصة في تخطيط المدن وتؤكد أهمية الحيز العام. "لكي يتطور المجتمع فهو بحاجة على اللقاء المادي وهذا اللقاء يحدث في الحيز العام. إذا لم تتم اللقاءات فليس هناك علاقات ولا اقتصاد ولا ثقافة. وبدون كل هذه الأمور نظل متخلفين في آخر السرب. أتيت إلى هنا بسبب مسألة الإجرام. 135 قتيل، هذا أمر لا يأتي من فراغ. إطلاق النار يجعل الحيز العام غير آمن".
"يمكن أن يكون الحيز العام آمناً حتى بدون تواجد الشرطة. يجب تخطيطه ليكون على هذا النحو. مثلاً: الطريق المؤدي إلى جبل القفزة لا يمنح الشعور بالأمان. إنه شارع بدون أرصفة وفيه مطبات. الحيز المضاء والذي تتوفر فيه بني تحتية مادية جيدة يولد الشعور بالانتماء والارتباط".
وعلى حد قولها فإن ديناميكية التراجع والابتعاد عن الحيز العام تتعاظم. "حين يُهجر الحيز العام تدخل إليه عوامل الإجرام وتحوله إلى حيز غير آمن. من يريد ممارسة الجريمة يبحث عن أماكن مهملة. وهذا يسبب تراجع إضافي. يجب إعادة الحيز العام للجماهير- إما أن نناضل من أجل هذا الحيز وإما نتخلى عن الحياة".

المنظمات المشاركة في المسيرة: أمهات لأجل الحياة، لجنة رؤساء السلطات المحلية، المستشفى الاسكتلندي، شاتيل، شركة تحسين الصحة في المجتمع العربي، نقابة الأطباء، المنتدى المدني لتحسين الصحة في الجليل، المستشفى الفرنسي، walktogether – مشي على المضمون وكونغ فو سخنين.