صوت ألعمال في إسرائيل
menu
يوم الخميس 2 أيار 2024
histadrut
Created by rgb media Powered by Salamandra
ألأخبار

"هذه جنازة لنا جميعاً ، لقد سئمنا إحصاء الموتى" : مسيرة احتجاجية ضد العنف في المجتمع العربي في تل أبيب

مواطنون ومتطوعون ومنظمات شبابية عربية يحملون 140 نعشاً بعدد القتلى منذ بداية العام| رائدة زعبي، إحدى منظمات الاحتجاج: "الخطوة الأولى ليست الاحتجاج في مناطقنا فحسب، بل في وسط تل أبيب أيضًا. إنه مصير واحد ومجتمع واحد"

הפגנה נגד האלימות והפשיעה בחיפה 24/06/23 (צילום: יהל פרג')
مظاهرة ضد العنف والجريمة في حيفا 24/06/23 (تصوير: ياهال فريج)
بقلم ينيف شرون

إنطلقت مسيرة احتجاجية ضد العنف في المجتمع العربي يوم الأحد (5/8) في تل أبيب. المسيرة تحت عنوان "مسيرة الموتى".
تقول رائدة زعبي، وهي مساهمة في مجموعة "بكرا" الإخبارية، ناشطة اجتماعية، ومن القائمين على تنظيم الاحتجاج: "إنه جيل مُتعب. إنهم يريدون العيش بأمن وسلام. فقد تعب هذا جيل، فبدل أن ينشغل بمسائل التعليم الأكاديمي والعمل، بات لا يرغب سوى العودة إلى البيت دون عنف ودون وحداد."
حدثتنا زعبي عن مشروع المسيرة: "ذات يوم كتبت على تطبيق الواتساب "وصل السيل الزبى"، ويجب أن نفكر معًا كيف نتصرف، والتقينا في مركز "حاسوب" في عرعرة مع أشخاص من جميع ومختلف المجالات – من رجل الصيانة حتى البروفيسور، وتحدثوا جميعاً وأدلوا بآرائهم ورأيه. إنها صرخة من داخل المجتمع العربي. لم تترك لنا آفة العنف لم مجالا للتفكير في أي شيء آخر، لا العمل، ولا التعليم، جميعنا عالقون هناك".

"نحن مجتمع واحد. العنف سيمتد أيضا إلى المجتمع اليهودي"

"الخطوة الأولى ليست فقط الاحتجاج في بلداتنا، ولكن أيضا الذهاب إلى وسط تل أبيب والمشاركة والقول: مسيرة الموتى، جنازتنا جميعاً قادمة إلى وسط تل أبيب، هذا ما شرحته زعبي ثم أضافت القول: "هدفنا هو إعلان حالة الطوارئ. والاحتجاجات عادة ما يدفعها القياديون ورؤساء السلطات المحلية ورجال الدين. هذه المرة سيكون طلاب المدارس الثانوية والشباب في المقدمة."

غادة زعبي، مؤسسة ومديرة مجموعة "بكرا" الإعلامية وناشطة اجتماعية (الصورة: "بكرا" نت)
غادة زعبي، مؤسسة ومديرة مجموعة "بكرا" الإعلامية وناشطة اجتماعية (الصورة: "بكرا" نت)

وقالت زعبي إن "الحركات الشبابية والمتطوعين سيقودون المسيرة. سيأتون مرتدين ملابس بيضاء، رمزاً للتعاطف والتفاؤل، وسيحملون 140 نعشًا. يسمع جيراننا وأصدقاؤنا عن العنف والجريمة، لكنهم لا يرون سوى القليل مما يحدث في الدائرة الداخلية للحزن. نأتي لنُسمع صوتنا ولنشارك همومنا، لأننا مجتمع واحد ومصيرنا واحد. سوف يمتد العنف إلى المجتمع اليهودي. نحن في مكان واحد. إذا كان شخص ما لا يعرف ما يحدث في بيئتي، فهذه قطيعة بينه وبيني. نطلب أن تُدرج قضية العنف برمتها على قائمة أولويات الحكومة".

"جيل الشباب يريد أن يحصي الأكاديميين وليس الضحايا"

تقول صابرين مصاروة، 45 سنة، إحدى منظمات الاحتجاج: "هذه جنازة لنا جميعًا. لقد سئمنا من تخمين من ستكون الضحية التالية، سئمنا إحصاء القتلى. الحكومة لا تقوم بعملها، نحن نأتي إلى تل أبيب بالتوابيت لنُريها ثمن صمتها".
وتقول مصاروة: "في الشهر الماضي فقط قُتل شخص كل. وهذا لا يحدث في أي دولة سوّية. نأتي مع توابيت موتى، لكن نرتدي ملابس بيضاء، لنعطي الأمل. دعونا نتحد ونلتف حول العمل والإنجاز، ولنخلق الأمل. كلنا نعايش ما يحدث. إنه أمر صعب للغاية. أريد أن ننهض جميعًا ونفعل كل ما بوسعنا لجعل مجتمعنا مجتمعاً طيباً يتيح عيش حياة حقيقية لا موت".
حتى الآن، كانت معظم الاحتجاجات في البلدات العربية وأمام المجمع الحكومي في القدس. شرحت مصاورة عن سبب اختيار تل أبيب وقالت: "نريد أن يصل صوتنا إلى المجتمع الإسرائيلي بأكمله، وليس للحكومة فقط. أريد أن يكون اليهود شركاء لي أيضًا وألا يقفوا متفرجين. إنه أمر يمسنا جميعًا. أريد أن تطالبوا الحكومة بالقيام بعمل ما. أنكم ترون ما يحدث لمجتمع يعيش بجواركم ولا تحركون اصبعاً. أنا لا أريد أن أكون وحيدة في هذا النضال. هذا العنف سيؤذيكم أيضًا. كما هو الحال في الحرب، الجميع خاسرون في النهاية. "

صابرين مصاروة، إحدى منظمات الاحتجاج "مسيرة الموتى" (صورة من ألبوم خاص)
صابرين مصاروة، إحدى منظمات الاحتجاج "مسيرة الموتى" (صورة من ألبوم خاص)

كما قالت زعبي: "إنه ليس بأمر يخص الحكومة وحدها، بل يخص الدولة بأكملها. واليوم تعيش البلاد حالة صراع. المهم هو إسماع صوتنا ، صوت جيل الشباب. واليوم يتم تنحية موضوع وباء العنف جانبًا. نسمع عن وفاة أخرى وضحية أخرى، ولا أحد يهتم بها. الهدف هو الصراخ: لا بد أن يكون المصير مشترك إذا أردنا أن يعيش الطرفان في أمن وسلام ".
"هذه ليس نضال من أجل الديمقراطية والمساواة، إنما من أجل الأمن والعيش بسلام، هذه رسالة إلى العالم بأسره. الجيل الصاعد يريد العيش بأمان، لقد سئموا، أنهم متعبون. لا يريدون إحصاء الضحايا، يريدون إحصاء الأكاديميين، ويريد أن يأتي إلى تل أبيب للعمل وليس بسبب الجنازات ".

"لماذا عليّ أن أتحمل المسؤولية؟ أين مسؤولية الدولة؟"

تعتقد مصاروة أن معظم المسؤولية تقع على عاتق الحكومة. "لا يمكنني أن ألوم مجتمعنا بأكمله. ألوم الحكومة التي أهملتنا إهمالاً مدروساً. رأوا الأمر وتعاموا عنه. عندما تعاملت الدولة مع الجريمة في نتانيا وبات يام، سألوا المواطنين؟ لماذا عليّ أن اتحمل المسؤولية؟ الدولة قوية، أين مسؤولية الدولة؟ أريد أن أكون مساوياً. الدولة يجب أن تعتبرنا شركاء".
"المسؤولية على عاتق كل واحد منّا، ويجب أن تُسمع رسالتنا في البلاد وفي العالم"، هذا ما تطالب به زعبي وتقول " كل ظاهرة العنف هذه لم تأت بالصدفة – إنها نتاج سنوات متواصلة من التمييز والإقصاء. هناك فجوات في التعليم والتوظيف، وهناك شباب في دائرة الخطر. هذه أمور تتراكم ويجب العناية كما ينبغي بكل المستويات. إنه من المهم أن نضع الموضوع في بؤرة الاهتمام. لا يمكننا حصر الاحتجاج في بلداتنا. هناك صناع قرار، وهناك وزارات حكومية. لا نحتاج فقط إلى إحصاء الضحايا، بل نحتاج إلى تحقيق المساواة والديمقراطية. هذه نقطة تحول حين ترى جيلاً شابا وشبكة من الناشطين المجتمعيين يدخلون الصورة ويشاركون القيادات ".

"اليهود لهم مسار معروف، أما بالنسبة لمستقبل فلا يوجد شيء في الوقت الحالي"

عندما سُئلت مصاروة عن المستقبل، ترددت للحظة بين المستقبل المرتقب والمستقبل المنشود. "نحن مجتمع مختنق جسديًا ونفسياً. في الوقت الحالي لا يوجد شيء في مستقبل أطفالي." مصاروة، معلمة بمهنتها وتعيش في مدينة الطيبة وتدرس في جاني تكفا. "اليهود لديهم طريق معروف، ليس لدينا مثل هذا الشيء. لدي ثلاث بنات وابن. ابنتي الكبرى تبلغ من العمر 23 عامًا، ولا تزال تبحث عن نفسها. تريد أن تدرس مهنة تدر عليها دخلاً مالياً كبيراً. ابني، 18 عاماً، يقول لي إنه يجب أن يفكر في كيفية جلب المال. إنهم لا يعرفون ما يريدون. ليس لديهم أي مكان يقضون فيه أوقات الفراغ في مدينة الطيبة أو مدينة الطيرة. "
المشاريع الحكومية الحالية هي مريبة في نظر مصاروة. "حين تقوم الحكومة أخيراً وآخراً بالالتفات إلينا، فإنها لا تتعامل معنا بإنصاف. إنها لا تعمل من المنطلق الذي نراه نحن، غنما من منطلقات واعتبارات سياسية. أريد من يسمعني ويتحدث إلي، لا لكي أكون لطيفة مع اليهود."
كما وانتقدت القيادات العربية وقالت "علينا القيام بعمل داخلي عميق داخل المجتمع العربي، لنرى ما الذي نريده ومن بوسعه السير بنا لدينا قادة وليس لدينا قيادة".
تناشد وتقول زعبي: "أناشد الجميع لأن نتواجد في الميدان "هبيما" يوم الأحد. نخطط لمسيرات في القدس وحيفا وهناك ناشطين بدون انتماءات سياسية في البلدات العربية ويدأبون على زيادة الوعي. نحن مستمرون".
الحدث عبارة عن تعاون بين المنتدى الاجتماعي ومجموعة "بكرا" الإخبارية والمنظمات الاجتماعية.

اشترك في النشرة الإخبارية الشهرية
من خلال التسجيل، أقرّ بقبول شروط استخدام الموقع