وصل آلاف المشاركين، عربا ويهودا، مساء اليوم (الأحد) إلى دوار هبيماه في تل أبيب للاحتجاج على العنف في المجتمع العربي.
سار المشاركون بهدوء باتجاه متحف تل أبيب حيث كان على رأس الذين كانوا في المسيرة فتيات عربيات ارتدين ملابس بيضاء يرافقهن عازفو الشوارع في مسيرة حزينة. سار خلفهن وجهاء عرب، دروز ويهود، أعضاء منظمات اجتماعية. أفراد العائلة أمسكوا بصور أقاربهم الذين لقيوا مصرعهم و – 140 تابوتا محمولا على أكتاف شباب يرتدون بلايز بيضاء.
تجمعت المسيرة الهادئة في دوار متحف تل أبيب. وخطّ على الأرض باللون الاحمر: "دماء اخوتنا تستصرخنا من الأرض". عائلات مع صور أعزائهم الذين لقيوا مصرعهم تستقبل المشاركين في المسيرة. في دوار المتحف تم وضع منصة متواضعة وتم نصب توابيت بيضاء كُتب عليها جملا باللغة العربية: كانت طالبة في الجامعة، جلست في الغرفة واستعدت للامتحان، كان يلعب في حديقة الالعاب، كانت الحفيدة البكر وغيرها.
بعد دقيقة صمت بدأ إلقاء الخطابات. قسم منهم توجهوا إلى الجمهور اليهودي وقسم آخر توجهوا إلى حكومة إسرائيل. من العنوانين فقط عنوان واحد كان حاضرا في الدوار.
الأختان عيديت وشيري، حضرتا إلى المسيرة من بلدة حيرف لئات. "هذا أقل ما يمكن أن نقوم به"، تقول عيديت، "جئنا لندعم ونتضامن مع الألم، يسود الهدوء هنا كما في الجنازة".
لبنى حضرت من اللد، وتتحدث بأنهم حضروا من جميع أنحاء البلاد من النقب ومن المثلث ومن الشمال. وحملت لافتة تدعو إلى وقف المذبحة. "جاري، لقي مصرعه قبل أسبوعين. كان على وشك الزواج. هذا ليس فقط نزاعات بين عائلات. أصبح هذا الأمر مقرفا". "أصبح الخروج من البيت مخيفا، أصبح التحدث مخيفا" تعترف وتصرح "أنا هنا من أجل أن أطرح الموضوع في مركز الاحداث، بأن يدخل اليهود إلى هذه الأمور". إلا أنه من المهم بالنسبة لها أن تضيف، "أنا آمل أن يكون كل شيء على ما يرام".
"نحالف أفعال وليس تحالف اقوال فقط هكذا يمكننا أن ننشئ ديمقراطية من الأمل" اشتكت صابرين مصاروة، "نحن لا نرغب في أن نرى أولادنا يقودون مسيرة موت من هذا النوع بل يقودون هذه الدولة".
بادية خنيفس، التي لقيت ابنتها جوهرة مصرعها في انفجار عبوة ناسفة، توجهت إلى الجمهور اليهودي، "أنتم الذين عانيتم إلى حد كبير لماذا تحاولون أن تجعلونا نعاني".
"العنف هو مشكلتنا جميعا"، قالت البروفيسورة منى خوري. "جميع أشكال العنف مرفوضة. كذلك الفتيان الذين لقيوا مصرعهم هم ضحايا لهذه المنظومة. هذه بداية الطريق التي سوف نسير فيها معا وسوية من أجل مجتمع أفضل".
"مشكلة الإجرام هي مشكلة المجتمع الإسرائيلي برمته. حان الوقت إلى أن نتطرق إليها على أنها أزمة وطنية الوضع طارئ مدني" قال سمير محاميد، رئيس بلدية أم الفحم. "نحن مجتمع يعيش في صدمة. محاربة الإجرام هي من مسؤولية الدولة هذا هو العقد الاساسي بين الدولة ومواطنيها". وذكر محاميد في خطابه التقليص في ميزانيات السلطات المحلية العربية "ليس لدي توقعات من هذه الحكومة، إلا أننا سوف نواصل المطالبة بالأمن الشخصي وبالميزانيات التي نستحق الحصول عليها" قال.
"140 تابوتا هي فقدان لنا جميعا" قالت رفكة ميخائلي. "هذا واجبنا لحياتنا ليس فقط للعيش المشترك".
"جيلنا الشاب يئس. فهو يرغب في أن يعيش بسلام وأمان"، قالت رادة زعبي، من مالكي المجموعة الاخبارية ‘بكرا‘ ناشطة اجتماعية، ومن منظمات الاحتجاج. "هذا جيل متعب. فبدلا من أن يفكر في الحياة الاكاديمية وفي التوظيف، هو فقط يرغب في أن يعود إلى البيت من دون عنف ومن دون حزن".
"في أحد الايام كتبت في الواتس اب أنه بلغ السيل الزبى واصبح الأمر لا يُطاق، ويجب علينا أن نفكر معا وسوية ماذا يجب علينا أن نفعل"، تقول زعبي حول المبادرة لتنظيم المسيرة، "التقينا في مركز ‘حاسوب‘ في عرعرة اشخاص من جميع المجالات – من رجال الصيانة وحتى البروفيسور، كل واحد أدلى برايه. هذه صرخة من داخل المجتمع العربي. آفة العنف لم تترك لنا مكانا للتفكير في أي شيء آخر، لا في المصالح التجارية، ولا في التربية والتعليم. نحن عالقون هناك".