صوت ألعمال في إسرائيل
menu
يوم الأحد 5 أيار 2024
histadrut
Created by rgb media Powered by Salamandra
ألأخبار

مشكلة السفريات في القرى البدوية في النقب لا زالت بلا حل وآلاف الطلاب لم يبدأوا السنة الدراسية

أعلنت شركتا سفريات الإضراب يوم الأربعاء (20/9) احتجاجا على تحويل ميزانية تشغيل السفريات فقط للشركات الكبرى التي قد أعلنت إضرابها في بداية العام الدراسي | أحد سكان وادي النعم الذي نظم قافلة الجمال والحمير هذا الشهر: "المجلس الإقليمي يلقي المسؤولية على سلطة أراضي إسرائيل والتي تلقيها بدورها على وزارة التربية والتعليم، والوزارة كذلك تلقيها على سلطة توطين البدو"

צעדת ילדי רח'מה במחאה על משבר ההסעות בנגב (צילום: ועד אזורי קו 40)
مسيرة أطفال الرحمة احتجاجًا على مشكلة السفريات في النقب (تصوير: اللجنة الإقليمية طريق 40)
بقلم ينيف شرون

حوالي 4,000 طالب بدوي في المجلس الإقليمي "واحة الصحراء" في النقب لا يذهبون إلى المدرسة بعد إضراب شركات النقل. وبحسب المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها في النقب، فإن حوالي 2,100 طالب في "أبو قرينات"، وحوالي 800 طالب في "وادي النعم"، وكذلك 300 طالب في "الرحمة" وحوالي 400 طالب في "عبدة"، لم يأتوا إلى المدارس ورياض الأطفال يوم الثلاثاء (9/19) بسبب عدم توفر السفريات.
طلاب مدرسة "عوفدا" قرروا الذهاب إلى المدرسة التي تبعد 5 كيلومترات سيرًا على الأقدام، ويجب على الأطفال عبور الطرق الرئيسية سيرًا على الأقدام، بما في ذلك طريق 40. وفي "الرحمة" سيسيرون بالعربات والحمير وغيرها الى المدرسة.
مع بداية العام الدراسي، أعلنت شركات النقل عن إضرابها في النقب بسبب عدم تحويل الأموال المستحقة لها. وفي الوقت نفسه، احتجاجاً على ذلك ركب أطفال المجلس الجمال والحمير إلى المدرسة. وفي أعقاب الاحتجاج والإضراب، فقد تم تحويل مبلغ 7 ملايين شيكل من قِبل وزارة التربية والتعليم إلى المجلس الإقليمي "نافي مدبار" لتمويل السفريات. تم تحويل الأموال إلى شركات السفريات لتغطية الديون السابقة، لكن بعض الشركات تدعي أن الأموال تم توزيعها على الشركات التي أعلنت أضرابها فقط ويقول مندوب إحدى البلدات إن الميزانية تم توزيعها بطريقة سياسيةً، ولم تحصل الشركات منها على شيء، لذلك قررت الإضراب.
محمد أبو قرينات، أحد الأهالي النشطين في بلدة "أبو قرينات"، يقول: "إن 2,100 طفل في البلدة لم يذهبوا إلى المدرسة. هناك أطفال يعيشون على بعد 5 إلى 10 كيلومترات من المدرسة، المال لم يصل إلى جميع المقاولين. لقد أعلنوا إضراباً مفتوحاً. ولا يوجد من يتابع، المسؤولية تُلقى من المجلس الى وزارة التربية والتعليم. الوضع صعب والمجلس لا يستجيب. فهم لا يهتمون بنا ولا يُهمهم التعليم والأطفال. على مراقب الدولة أن يُحقق في ذلك وأن يُعين لجنة خاصة. هناك عجز بقيمة 30 مليون شيكل، وليس لدينا أي مشاريع، ولا نعرف لمن نتوجه، إننا حقاً عاجزون".
أيضاً تاسان لباد، رئيس اللجنة في "عبدة"، يقول: "إنه لم يتلقَ إجابة مُرضِيّة من المجلس الإقليمي، فلربما علينا أخذ الأطفال إلى وزارة التربية والتعليم في بئر السبع ليدرسوا هناك".
عاطف الوليدي من وادي النعم، أحد المبادرين بتسيير قافلة الجمال والحمير إلى المدرسة يوم 5 من شهر أيلول، إن شركات السفريات الكبيرة أعلنت إضرابها في بداية العام، والآن كذلك الأمر شركات السفريات الصغيرة مضربة عن العمل لأنها لم تتلق أي دفعة مالية.

طلاب "عوفدا" يسيرون إلى المدرسة احتجاجًا على مشكلة السفريات (تصوير: اللجنة الإقليمية طريق 40)
طلاب "عوفدا" يسيرون إلى المدرسة احتجاجًا على مشكلة السفريات (تصوير: اللجنة الإقليمية طريق 40)

وقال مسؤولون في المجلس الإقليمي "واحة الصحراء"، إن وزارة التربية هي التي قررت تحويل الدفعة الأولية فقط للشركات التي أضربت بداية الشهر، وأن الشركتين المضربتين اليوم ("جان يروك" و "نتيفي شوكات") من المفترض أن تتلقى دفعة في بداية شهر تشرين أول، مع تحويل مبلغ إضافي من وزارة التربية والتعليم.
رغد جرايسي، المديرة الشريكة لجمعية سيكوي- أفق، تقول: "بغض النظر عن مشكلة السفريات الموجودة حاليا، فإن المخطط الذي تقترحه وزارة التربية والتعليم اليوم يقوم على نقل أطفال القرى إلى المؤسسات الموجودة والقائمة، الطرق الترابية الوعرة لعدة كيلومترات. يعد هذا المخطط إشكاليًا من ناحية السلامة، وقد يكون له تأثير سلبي على الطلاب من الناحية الاجتماعية والتربوية والعقلية. وعدا ذلك فإن هذا الحل تكلفة اكثر بكثير من البدائل بسبب ارتفاع تكاليف السفريات."

"نريد أن يتعلم الأطفال، ولا نريدهم أن يقولوا: "لا سلطة للدولة عليهم، إنهم مجرمون""

مشكلة أخرى هي وجود نقص في رياض أطفال. ويبقى في المنزل نحو 160 طفلاً في سن مرحلة رياض الأطفال لأن المبنى في وادي النعم لا يتسع إلا لـ 200 طفل فقط. يتحدث الوليدي ويقول: "لا مكان للأطفال في روضة الأطفال. لا يوجد رد من المجلس أو وزارة التربية والتعليم. والمجلس يقول: "لا توجد رخصة بناء". ولكن وفقا للقانون، يجب على الأطفال أن يتعلموا ويدرسوا. ماذا سيكون مصيرهم؟ مجرمين؟ لا يوجد نقص في المجرمين ". وبحسب قوله فإن المجلس الإقليمي يلقي المسؤولية على سلطة أراضي إسرائيل، والسلطة تلقيها على وزارة التربية والتعليم، والوزارة تلقيها على سلطة توطين البدو. "لا أفهم ما الذي يحدث هنا. هذه أشياء بسيطة، النظافة والسلامة. نحن بحاجة إلى تحقيق فوري حول أين أموال كل هؤلاء الأطفال، أين الميزانيات. المجلس لا يقدم الخدمات. ماذا يمكننا أن نفعل؟"
رغد جرايسي ترى أن المشكلة لن تحل إلا بعد إنشاء رياض أطفال وأطر تربوية قريبة من دور الأطفال. "هناك حل عملي وقانوني: تعديل المخطط الهيكلي اللوائي وإضافة نقاط إلى مراكز الخدمات الفعّالة".
الوليدي قلق على المستقبل. "بعد 15 عامًا، لن نتمكن من ترك السيارة في الخارج. الجميع منخرطون في السياسة، لكن هذه الأشياء لا تختفي. مستقبل طفلك هو مستقبل طفلي. إنهم لا يفكرون في ذلك، بل يفكرون بالمال فقط. ماذا سيحدث بعد 20 عاما؟ أنا لا ألوم الطفل الذي أجده بعد 15 عاماً يعيث الفوضى. لم اعطه فرصة التعليم. ماذا تتوقع من طفل لم يتلق التربية؟ " أقول هذا والألم يعتصر قلبي. هذا هو مستقبلنا جميعاً.
وشكل نشطاء من عشيرة العزازمة لجنة جديدة لبلدات شارع 40، وفي الوقت نفسه نصبوا خيامًا لتجمع الأطفال للدراسة. سالم أبو خزاعل من وادي المشاش يقول: "إن المدرسة في "وادي النعم" بالقرب من منطقة "رمات حوفاف"، التي تأسست قبل 70 عاما، هي أقدم مدرسة في المنطقة. يوجد هنا ما يقارب 2,500 طالب. يجلسون بشكل مزدحم وضَغِطٌ. ولا يدركون أنها مدرسة. وهناك عوائق ومشاكل من كل اتجاه. ويجلس نحو 160 طفلاً في بيوتهم لأنه لا يوجد مبنى هنا".
كما واجه أبو خزاعل البيروقراطية. "يحوّل المجلس الإقليمي القضية لوزارة التربية والتعليم، التي تقول إنه غير مسموح بالبناء هناك لأن عملية الاعتراف لم تكتمل بعد. نحن نطلب فقط مقطورة (كارافان). نريد أن يتعلم الأطفال. لم أعد أتحدث فيما يتعلق بالجودة، فالجودة أيضاً سيئة للغاية، وليس كما هو الحال في بئر السبع، فقط لكي يتعلموا. نحن في وضع سيء فتى أنهى الصف الثاني عشر ولا يعرف العبرية. يؤلمني ويتمزق قلبي حيال ذلك."

قرر التحرك والتصرف. "منذ عدة أيام ونحن نتحدث ولم يساعدوننا. قررنا أن نستقبل بعض الأصدقاء من المنطقة بأكملها للتوجه إلى بلدات شارع 40. حتى يتطرقوا لمشاكلنا ويعالجوها، وفي المقام الأول في مجال التعليم. نصبنا خيمة بالقرب من المدرسة في وادي النعم تحت علم دولة اسرائيل. جميع الأطفال يأتون ويقومون بورديات الأهالي الذين يعتنون بهم. هناك أطفال هنا لا يرون روضة الأطفال، فهم من المنزل إلى الصف الأول مباشرةً. لن نسكت بعد الآن. نريد أن يتعلم الأطفال، ولا نريدهم أن يقولوا: "لا توجد قواعد وأنظمة، إنهم مجرمون". نحن جميعًا مذنبون. الجميع مُلام، الدولة والمدرسة والأهالي ووسائل الأعلام- كل من يعرف ويصمت فهو مذنب".

اشترك في النشرة الإخبارية الشهرية
من خلال التسجيل، أقرّ بقبول شروط استخدام الموقع