صوت ألعمال في إسرائيل
menu
يوم الجمعة 3 أيار 2024
histadrut
Created by rgb media Powered by Salamandra
ألأخبار

كانت الشوارع الفارغة والمدارس المغلقة بعد مقتل أبو كليب: " الدولة لا تقوم بواجبها"

إن قتل عاطف أبو كليب، الذي كان يسكن في حي ألمدينة القديمة في حيفا، يكشف عن خوف السكان ورفضهم لإجراء مقابلة مع الصحافة: "أنهم يطلقون الرصاص على من يتكلم ضد الجريمة في الوسط العربي"| صاحب بقالة في الحي: " الوضع مخيف جدا، والمسؤولية ليست على عاتق الشرطة فقط"

שכונת חליסה בחיפה (צילום: דבר)
حي الحليصة في حيفا (تصوير: صحيفة دفار)
بقلم ياهل فرج

بعد 24 ساعة منذ مقتل عاطف أبو كليب، أحد سكان حي الحليصة في حيفا، في شارع "هجيبوريم" وهو الشارع الرئيسي في الحي لا يوجد مواطنين تقريباً وليس هناك سوى بعض سيارات الشرطة والعشرات من رجال الشرطة وشرطيات حرس الحدود الذين يظهرون تواجدهم بالمكان. سيارة شرطة واحدة تقف بجانب صندوق المرضى المحلي، الذي تم إغلاقه بالأمس وذلك بسبب وجود وابل من الرصاص بالقرب منه وحفاظاً على سلامة العاملين والمرضى هناك.
سكان الحي يخشون ألتحدث إلينا، ومن يبدون موافقتهم على إجراء مقابلة معنا يرفضون في كثير من الأحيان الكشف عن أسمائهم. أحد المعلمين من الحي قال لصحيفة "دافار": "للأسف لا أريد إجراء مقابلة، قبل يومين تحدث احد رجال الدين ضد الجريمة في الوسط العربي، وبعد بضع ساعات تعرض لإطلاق النار، لذا أنا آسف لأنني لن أتمكن من الكشف عن اسمي".
أعلنت وزارة التربية والتعليم، أنه "في ظل الوضع الحساس والمعقد، ومن منطلق مسؤولية الحفاظ على سلامة وأمن أطفال وطلاب الحي، سيتحول التعليم في حي الحليصة إلى منظومة التعلم عن بعد، ولن يعمل المركز الجماهيري". وبالفعل تم إغلاق مدرسة عبد الرحمن الحاج التي يدرس فيها الطلاب من الصفوف الأول إلى الصف الثامن يومي الخميس والجمعة (28-29/9).
وصل اثنان من تلاميذ المدرسة من أصل 300 طالبا متعرقين ومعهما كرة، ليشتريا مثلجات من الدكان الصغير عند مدخل الحي، أحدهما يرتدي قميص ميسي والآخر يرتدي قميص رونالدو. تشتري اثنتان من شرطيات حرس الحدود صينية بها علب كوكاكولا صغيرة، وتقول البائعة: "وجودهم هنا حسن ولتأت المزيد من القوات".
وفي الزاوية المجاورة، قُتل إبراهيم بلقيس رمياً بالرصاص. وقبل ذلك بخمسة أشهر، قُتلت ميسر عثمان، 27 عاماً رمياً بالرصاص داخل منزلها في الحي، وهي إمرأة مطلقة وأم لأربعة أطفال صغار. قبل أسبوعين، قبل ثلاثة أسابيع قُتل المواطن رائد يوسف من سكان الحي عندما نزل من شاحنته في مصنع في عكا، وفي يوم الأربعاء (27/9) قُتل أبو كليب.
يقول أحد سكان الحي لصحيفة "دفار": "أنت تتجول في الحي، وتشير إلى منزل تلو الآخر – "هذا قُتل، وهذا قُتل، وهذا قُتل". وأضاف: "الدولة لا تقوم بواجبها، والمجرمون لا يأخذون في الاعتبار أنه سيتم القبض عليهم، وبالتالي فإن القتل أصبح أمر عادي وبدم بارد".
في عام 2017، قتل محمد شناوي غاي كافري في شارع "هجيبوريم" في الحي وحاول قتل يحيئيل إيلوز، "كان هناك حظر تجول في الحي"، يصف السكان طريقة تعامل الشرطة مع فك رموز القضية، "لقد قلبوا الحي رأسا على عقب. قاموا بعمليات تفتيش في كل البيوت، واستدعوا الناس للاستجواب لأنهم عثروا على الحمض النووي الخاص بهم على سيجارة قديمة بالقرب من مكان وقوع الجريمة. وفي غضون يومين عثروا على القاتل. هذه هي الحالة الوحيدة التي تم فيها حل جريمة قتل مرتبطة بالحي في السنوات الأخيرة. عندما تريد الشرطة، يمكنها فعل ذلك".
يقول صاحب بقالة في الجزء العلوي من الحي: "الوضع مخيف للغاية، وعلينا أيضًا مسؤولية، ليس على الشرطة فقط. حي الحليصة مليء بالناس الجيدين، والأساتذة- حاملي لقب البروفيسور، والمصممين، والأطباء، كل القتلى من نفس الشارع، أمام المدرسة. كان في أحد الأيام فوضى هنا، ولكن في الآونة الأخيرة أصبح الوضع هادئًا، والآن أصبح الأمر مخيفًا للغاية".
"في بداية شهر أيّار، احترق ملعب كرة القدم، وفقط في نهاية العطلة تمت الموافقة على ميزانية لترميمه وإصلاحه"
مددت وزارة التربية والتعليم ليوم آخر القرار الذي اتخذه مدير لواء الشمال د. ساعر هرئيل، بالتعاون مع بلدية حيفا، بإضراب جميع المؤسسات التعليمية في الحي، كما تم إغلاق المركز الجماهيري، خوفا على حياة الأطفال وكنوع من الاحتجاج، ليس من الواضح ضد من. ويوآف، هو مواطن ذو أقدمية في الحي، يؤيد القرار قائلاً: "هذا عمل تعليمي للطلاب أكثر من أي يوم دراسي. والرسالة الموجهة للأطفال هي أن شيئًا فظيعًا حدث هنا".

مدرسة عبد الرحمن الحاج في حي الحليصة في حيفا (تصوير: صحيفة "دفار")
مدرسة عبد الرحمن الحاج في حي الحليصة في حيفا (تصوير: صحيفة "دفار")

يفراح، المدير العام لشبكة المراكز الجماهيرية في نيفي يوسف شمعون، يوافق على قرار عدم فتح المركز الجماهيري في الحي. وقال "يفراح" لموقع حيفا: "الوضع في الحي معروف وحساس. هذه توصية من مسؤولي الأمن، فأنني أُرحب بذلك. مديرة المركز الجماهيري في حي الحليصة ستأتي إلى نيفي يوسف وستعمل من هنا."
أما سالي عبد، التي تتصدر قائمة “روف هعير- معظم المدينة” لمجلس المدينة، فقد صدمها القرار، حيث قالت: “لست متفاجئة من قرارات المدينة السيئة، لكن هذا مستوى جديد من الانقطاع”. المدينة لا تنظر إلى جذور المشكلة، الطلاب بحاجة إلى أطر أكثر ومدارس جيدة، هذا الأمان الحقيقي وليس عدم السماح بالخروج إلى الشوارع لمدة يومين.

سالي عبد، مُرشحة للانتخابات لمجلس بلدية حيفا (تصوير: عروة ادم)
سالي عبد، مُرشحة للانتخابات لمجلس بلدية حيفا (تصوير: عروة ادم)

"في بداية شهر أيّار، أحرقوا ملعب كرة القدم في الحي، طوال أشهر العطلة لم يفعلوا شيئًا، ولم يوافقوا على ميزانية الترميم والإصلاح إلا في نهاية شهر آب، وذلك بعد أن تظاهرنا أمام "البلدية" أيضاً. ما نحتاجه ليس فقط الكاميرات والتنفيذ، بل نحتاج إلى الاستثمار في المجتمعات ومعالجة المشاكل".
فكرة إغلاق المدارس بسبب خوف السلطات على سلامة الطلاب لم تخترع في حيفا. وفي حزيران 2020، وبعد وقوع عدة جرائم قتل في المدينة، قررت بلدية الرملة إغلاق المدارس في حي جواريش. وهناك أيضاً نتحدث عن نظام التعليم في المجتمع العربي، وهناك أيضاً كان الخوف عارماً على ما يبدو.
ولم يتسن الحصول على تعقيب وزير التربية والتعليم يوآف كيش على المقال سوى قوله إن "هذه قرارات يتخذها الموظفون المهنيون في الوزارة ".