عادت المدارس والمراكز الجماهيرية في حي الحليصة في حيفا إلى نشاطها يوم الاثنين (02/10) بعد إغلاقها لمدة ثلاثة أيام إثر مقتل عاطف أبو كليب، أحد سكان الحي صباح يوم الأربعاء (27/9).
وبعد ساعات من مقتل أبو كليب، قُتل 5 أفراد من عائلة دلايكة في بسمة طبعون، واشتبهت الشرطة في أن تلك كانت عملية انتقام. وبقرار من بلدية حيفا ووزارة التربية والتعليم تم إغلاق المؤسسات التربوية في الحي. وقالت الشرطة لصحيفة "دافار" إن الشرطة لم تشارك في اتخاذ قرار الإغلاق، وأن الشرطة على أهبة الاستعداد للقيام بأي مهمة تسند إليهم للحفاظ على سلامة الطلاب.
وفي حديث مع صحيفة "دافار"، تحدثت رئيسة بلدية حيفا، د. عينات كاليش- روتم، عن عملية اتخاذ القرار فيما يتعلق بإغلاق الجهاز التربوي في الحي، قائلة: "الحي بأكمله في ضائقة وتوتر وقلق بسبب جريمة القتل. كما ينتمي العديد من الأطفال إلى عائلات متورطة في نزاعات فيما بينها، وخيمة العزاء أقيمت بجوار المدرسة. وأعتقد كل من الهيئات التربوية والطواقم التدريسية والمركز الجماهيري أن من الأفضل إعطاء مهلة لبضعة أيام لتهدئة النفوس ".
من أوصى بتعطيل الجهاز التربوي؟ ولماذا؟
"التوصية لم تأت من الشرطة بل من الواقع الذي نعيشه، ومن خلال التشاور مع مدير المدرسة ومديري المركز الجماهيري. لقد شعروا أنه من المستحيل مواصلة تشغيل الأجهزة التربوية كالمعتاد وكأن شيئاً لم يحدث، كانت هناك أيام متوترة، طلب المربون ذلك واستجبنا لطلبهم. وظيفة البلدية تُحتم عليها أن تصغي لما تسمعه، وبالطبع قمنا بإبلاغ الشرطة".
![حي الحليصة في حيفا (تصوير: صحيفة "دافار")](https://static.davar1.co.il/www/uploads/2023/09/IMG_7515.jpeg "حي الحليصة في حيفا (تصوير: صحيفة "دافار")")
هل سيكون هناك تعويض لأيام التعليم التي تم خسارتها؟
"الطلاب تعلموا عن بُعد، ولا داع لذلك".
ماذا عدى مما بدى ومن يضمن سلامة الأطفال منذ الآن وصاعداً؟
"الشرطة تتواجد وحاضرة بالكامل وهي التي تضمن سلامة الأطفال، نحن حاضرون في المكان مع كل الطواقم التربوية ونحاول أن نعمل ما بوسعنا لكي نعيد الأطفال إلى مسار الحياة الطبيعي".
قبل شهرين شاركت في حفل تدشين محطة شرطة في الحي، هل لديك تأثير على الحالة الأمنية للسكان في الحي؟
"هذا الحي يؤثر على منطقة الشمال بأكملها. حضور الشرطة مكثف نسبياً، وهذا ما جعل الأعمال الجنائية تخرج من نطاق الحي، لكن وبما أننا بصدد سكان من أهل الحي فقد نتج عن ذلك توتر كبير. آمل ألا تعود الأعمال الإجرامية إلى الحي، ونحن نقوم بتهيئة كافة الروف الممكنة. الحضور المكثف تم نزولاً عند رغب سكان الحي".
ما الذي تعمله البلدية لأجل الشبيبة والأطفال في الحي، عدا عن تواجد الشرطة؟
قمنا خلال السنة الأخيرة بزيادة ميزانية المركز الجماهيري التابع للحي، كما وزدنا ميزانيات مركز الشبيبة والمركز المجتمعي ونحن نعمل كل ما بوسعنا لأجل الإثراء في كل ما يتعلق بالتربية المكملة. المدرسة تحصل على كل ما تريده، وقد قمت بزيارة المدرسة والحي مراراً، والاستثمار في صغار الشبيبة هو ما يضمن لنا المستقبل".
كتلة "نحن المدينة" تدعي أن البلدية احتاجت إلى 4 أشهر لكي توافق على ترميم ملعب كرة القدم في الحي بعد تعرضه للحريق.
"هناك مسار منذ الحريق حتى الترميم، وأول شيء هو إعداد كشوف لتقدير التكاليف. لم نتوانى ولو للحظة واحدة. أعضاء المعارضة في المجلس البلدي رفضوا إقرار الميزانية وأجلوا الموافقة لمدة شهرين إلى أن نجحن بنفسي بطرح القرار مرة أخرى في الجلسة. لقد بدأنا بالعناية بمسألة الترميم فوراً بعد أن استوعبنا خطورة الوضع، والتأخير في المجلس البلدي تم بسبب أعضاء المعارضة".
هل تشمل قائمتك للانتخابات القريبة سكان من الحي؟
"لا. الجماهير العربية هنا تميل دائماً إلى القوائم التي تمثل الشارع العربي بامتياز. علاقاتي مع سكان حي الحليصة وطيدة. ولا حاجة أن يدخل الإنسان في قائمة الانتخابات لكي يكون ناشطاً ومؤثراً".
إذا وقعت لا قدر الله، حوادث قتل أخرى ترتبط بالحي، فهل ستتصرفون بنفس الطريقة؟
""لا أعرف الإجابة عن هذا السؤال، فالأمر يتعلق بتقييم الوضع. نحن نختار كيف نتصرف إزاء كل حالة بعينها. لا يمكن الإجابة سلفاً".
