صوت ألعمال في إسرائيل
menu
يوم الإثنين 6 أيار 2024
histadrut
Created by rgb media Powered by Salamandra
ألأخبار

شابات درزيات من كسرى-سميع يَبادرن إلى حملة جمع تبرعات للجنود: "كلهم هنا يعتمدون علينا ويثقون بنا"

لقد قمن بتجنيد أكثر من 80 امرأة ممن قمن بتعبئة آلاف الطرود، وأعداد نشرة باللغة العربية لتعليمات الحماية | تبلورت أسس لمبادرة خلال فترة الكورونا حين استجابت الفتيات معًا للصعوبات التي تعيشها القرية| سارة ترودي: "لدينا علاقات، ونعرف من يمكنها تحريك الأمور، ونعرف ما تجيد عمله كل واحدة منا"

מתנדבות לאריזת חבילות לחיילים בכיסרא סמיע (צילום: אלבום פרטי)
متطوعات لتعبئة طرود للجنود في كسرى وكفر سميع (تصوير: من ألبوم خاص)
بقلم ياهل فرج, دافيد تابرسكي

وفي قريتي كسرى وكفر سميع الدرزيتين في الجليل، تعمل مجموعة مكونة من 84 امرأة منذ ستة أيام على تعبئة وتوزيع وجمع التبرعات من المواد الغذائية والمعدات للقوات المقاتلة. خمس شابات ممن يدرسن المحاماة وعلم النفس والهندسة الطبية الحيوية في جامعات في جميع أنحاء البلاد، عدن إلى قراهن مع بداية الحرب لقيادة العمل المدني في القرية الذي تم من خلاله إرسال آلاف الطرود إلى جنود جيش الدفاع الإسرائيلي.
على رأس هذا التنظيم تقف كلاً من: سارة ترودي، وعد فاعور، رواء فلاح، عدن وصديقة أخرى طلبت عدم ذكر اسمها. في البداية، كانت عملية التجميع والتعبئة تتم في أماكن عامة بالقرية، حتى أصبح منزل ترودي ووالدتها جنان مقرًا للحملة. المنزل واسع لكنه يفتقر إلى الحماية لكنه يعج بالمنتجات والطرود. وبجانب صورة الأب هاني تشتعل الشمعة التذكارية، وهو الذي أودى سقط أثناء عمله كمحقق في وحدة الجليل المركزية في الشرطة قبل عقد من الزمن.
هذا الحراك وأنشطته المُعلنة ليست شيئاً مفهومة ضمناً. لقد احترن في بداية الأمر حيال نشر اسم القرية أم لا، وذلك خوفًا من مضايقات الجيران. وبعد المشاورات والتصويتات تقرر نشر اسم القرية. وطلبت عدن عدم الكشف عن اسم عائلتها، وطلبت صديقة أخرى عدم الكشف عن هويتها.

الأساس كان موجوداً بالفعل منذ فترة الكورونا

تقول عدن: "في اليوم الأول من الحرب أرسلت رسالة إلى سارة، وقلت إنني أشعر بالعجز كل يوم سبت. أشعر بالخوف والقلق وأعلم أنني لو بقيت أمام التلفزيون سأفقد السيطرة. وبدأت تصل رسائل عن نقص المعدات والغذاء، كما أرسل أهالي القرية مثل هذه الرسائل".
الرسالة التي أرسلتها عدن إلى سارة وجدت قوبلت بالترحاب. خلال فترة كورونا، انخرطت وعملت هذه المجموعة من الشابات في الإعلام والتهدئة وساهمن في تحريك القرية. قمن بعملية "طرق الباب"، وسألنّ الناس عما إذا كانوا قد فهموا التعليمات، وجمعن الأموال للمحتاجين في القرية، وقمن بتعبئة طرود المواد الغذائية ومنتجات التنظيف لمن يحتاجها، وطبعن ونشرن كتيبات التلوين للأطفال الذين ألزموا بالحجر الصحي. في يوم الذكرى، نظمن جمع تبرعات من الزهور والشموع التذكارية لأولئك الذين يحيون حفلات في بيوتهم، ومع بداية العام الدراسي، حين أدركن أن هناك عائلات تعاني من ضائقة مالية، نظمن معرضًا للكتب المدرسية المستعملة.
أساس العمل الذي كان موجوداً من قبل سهّل بداية العمل. تقول ترودي: "كتبت لي عدن أنها لا تعرف ما إذا سيكون هناك تجاوب أم لا. قلت لها، بالطبع سيكون هناك تجاوب، وكان ذلك قبل وقت طويل من معرفة ما يجري بالفعل. لدينا علاقات، ونحن نعرف من يمكنه قيادة الأمور، وما تجيده كل واحدة منا. الجميع هنا يثقون بنا ويعتمدون علينا بالفعل، على الرغم من أننا لسنا منظمة أو حركة".

الخطوة الأولى: نشرة باللغة العربية لتعليمات الحماية

لقد استخدمن أموال التبرعات التي حفظنها منذ انتشار فيروس كورونا لإنتاج منشورات وعليها تعليمات التصرف في حالات الطوارئ. حدث ذلك في اليوم الأول للحرب، في الوقت الذي لم تتمكن الوزارات الحكومية بعد من إصدار رسائل تتضمن التعليمات المناسبة بجميع اللغات المحكية في إسرائيل.

تقول الصديقة التي طلبت عدم الكشف عن هويتها: "حاولت أن أكتب بطريقة سلسة، ودمجت بين اللغة المحكية والفصحى – ولكن مع تعليمات محددة لكي تصل الرسالة، وفي غضون ثلاث ساعات أنتجت المنشور، وصممته إحدى الصديقات، وقمنا بطباعته. وضعنا النشرة في صناديق بريد الناس وجميع الناس رحبوا بنا وبعملنا وقالوا إنه ليس مفهوماً ضمناً بأن نفكر في هذا الأمر".
ويقُلنَ إن بعض صديقاتهن توقفن عن متابعتهن على وسائل التواصل الاجتماعي بسبب دعمهم للجيش الإسرائيلي ولسكان جنوب البلاد، لكن في المقابل قام آخرون كُثر بماركة المنشور، ما يدل على مدى ضرورة المعلومات ونقصها لدى الجمهور العربي، ومدى ضرورة عزمهن وتحركهن السريع.

الخطوة الثانية: جمع وتعبئة آلاف الطرود

على أساس مجموعة الواتساب الخاص بهذا التنظيم المدني في القرية منذ فترة الكورونا قمن بإنشاء منظومة جديدة لجمع الطرود للجنود. تقول ترودي: "لقد كتبت في المجموعة بأننا سنبدأ اليوم في الساعة الرابعة مساءً. وفي تمام الساعة الثالثة والنصف مساءً، كانت هناك بالفعل 20 متطوعة ومتبرع. في هذه المرحلة لم يكن من الواضح حقًا كيف ستُنقل المعدات والطعام، لكنني علمت أننا إذا جمعناها سيكون هناك من سيأخذها". ووفقاً لأقوال عدن، "أخبرني رئيس رابطة الطلاب الدروز أن الأمر سيكون على ما يرام"، وقد كان كذلك بالفعل. وفي غضون ساعات، نظم سكان القرية والمنطقة أنفسهم بالشاحنات، واتصلوا وسألوا متى ينبغي التجميع وإلى أين يتم نقل التبرعات.

متطوعات لتعبئة طرود للجنود في كسرى وكفر سميع. سارة ترودي: " علمت أننا إذا جمعنا التبرعات فسوف يكون هناك من يأخذها" (تصوير: من ألبوم خاص)
متطوعات لتعبئة طرود للجنود في كسرى وكفر سميع. سارة ترودي: " علمت أننا إذا جمعنا التبرعات فسوف يكون هناك من يأخذها" (تصوير: من ألبوم خاص)

في اليوم الأول، قمن بإعداد 500 عبوة تحتوي على فراشي أسنان، ومزيل العرق، والوجبات الخفيفة، والمناشف، والشامبو، والبطاريات، والسجائر، وشفرات الحلاقة والمشروبات. ومن ثم ارتبطن بمنظمات مختلفة، بمن فيها جمعية "ليف إيحاد (قلب واحد)" واتحاد الطلاب الدروز، وحددن الاحتياجات على شبكات التواصل الاجتماعي وقمن باستخدام علاقاتهن للتحرك بهذا الاتجاه. وعندما اتصل والد فلاح، وهو ضابط في خدمة الاحتياط العسكرية وتحدث عن الأشياء التي تحتاجها الوحدة التي يحدم فيها، فقد وصلته الصناديق في غضون أقل من يوم واحد.
كما قمن خلال الأسبوع بتوفير الاحتياجات التي طلبها متطوعون في البلدات الدرزية الأخرى. تقول فاعور: "لدي صديقات من دالية الكرمل قلن إن هناك حاجة للخبز في جمع تبرعاتهن، فقلت لصديقاتي هنا: لماذا لا نجمع الخبز؟ فقلنا نحن لها وجمعنا 600 رغيف و400 رغيف خبز درزي و200 رغيف مناقيش وأرسلناها".

ملاحظات كانت مرفقة على طرود الجنود التي أعدتها المتطوعات في كسرى وكفر سميع (الصورة: من ألبوم خاص)
ملاحظات كانت مرفقة على طرود الجنود التي أعدتها المتطوعات في كسرى وكفر سميع (الصورة: من ألبوم خاص)

الطرود مصحوبة أيضًا بملاحظات ورسائل من أهل القرية. "أنتم أقوياء، أنتم أبطال، أنتم شجعان، من إخوانكم الدروز"، كتب على أحد الطرود.

"العرب ينظرون إلينا بشكل مختلف، واليهود بشكل آخر. وهذا ما يقلقني"

وأثناء تلبيتهن الاحتياجات الحالية يساورهن قلق كبير بشأن ما سيحدث بعد الحرب، وحول مكانتهن في المجتمع كفتيات درزيات. تقول عدن: "بصفتنا طالبات جامعيات، لدينا أصدقاء، ونرى أن نظرة العرب إلينا مختلفة، ونظرة اليهود مختلفة. والآن سيزداد الأمر سوءًا. وهذا ما يقلقني".
تقول سارة: "دائماً أحمل هويتي العربية، أنا عربية في دراستي وعربية في العمل. أؤمن بشدة بالشراكة اليهودية العربية، أنا يتيمة في جيش الدفاع الإسرائيلي ولدي شقيقان في الجيش، وأشعر بأنني إسرائيلية أكثر من أي وقت مضى".
والدة سارة، جنان ترودي، تشاركنا تجاربها من حرب لبنان الثانية وإخلاء القرية. وتؤكد أن المشاعر اليوم مختلفة بعض الشيء، ويرجع ذلك أساسًا إلى الإجراءات التي زعزعت الثقة بين الدولة والطائفة الدرزية في السنوات الأخيرة، ومنها قانون كامينيتس وقانون القومية. وتقول بصراحة: "نشعر أن كلا الجانبين لا يتقبلاننا".

"فتاة متطوعة قالت أن جسدها كله يؤلمها، والتطوع ساعدها على تخفيف الألم"

على الرغم من أن الصعوبات موجودة في كل جملة، في كل نفس، إلا أنهن يردن تركها لوقت آخر والحديث عن الفعل، والمساهمة، والعمل الهائل الذي يقمن به. تقول عدن: "لقد هدأني العمل الأسبوع الماضي وخفف من شعوري بالعجز، الفتاة التي تطوعت قالت إن جسدها كله يؤلمها، وبعد أن تطوعت ساعدها ذلك في تخفيف الألم. يجب أن نتحرك وأن نعمل وان نخرج من المنازل، لكن كل واحد يشعر بطريقة مختلفة عن الآخر، يجب على الجميع أن يفعلوا ما بوسعهم. ما يساعد شخصًا ما لا يساعد بالضرورة شخصًا آخر.
إنهن الآن يعدن تنظيم أنفسهن من جديد، ويخططن خطواتهن ويحاولن معرفة أي مكان بحاجة اليهنّ. وتحدثن وقلن بشكل عفوي: "نتمنى أن يعود جميع الجنود في البلاد بأمان وفي أسرع وقت ممكن، وعلينا أن نتمسك بالأمل، ستأتي أيامًا أفضل ، لن يكون هناك سلام، ولكن على الأقل نريد الهدوء والسكينة. لقد بدأنا ننتصر، وهذا يزرع في الأمل في نفوسنا".

اشترك في النشرة الإخبارية الشهرية
من خلال التسجيل، أقرّ بقبول شروط استخدام الموقع