شارك أكثر من 700 يهودي وعربي في عملية تحديد مواقع الملاجئ وتنظيف الملاجئ في جميع أنحاء حيفا، بقيادة حركة "روف هعير" (أغلبية المدينة). وفي حوار مع صحيفة دفار، تتحدث سالي عبد، الناشطة في الحركة، عن التنظيم والأجواء السائدة في المدينة، حيث يشكل المواطنون العرب حوالي 12% من السكان.
تتم إدارة بناء الملاجئ في حيفا من قبل حركة "روف هعير" (أغلبية المدينة)، وهي حركة مدنيّة يهودية عربية. وتوضح سالي أن العمل في حيفا له طابع مختلف عن المنظمات التي لها روح مماثلة في أماكن أخرى، لأن حيفا هي مدينة الشراكة الراسخة نسبيا بين اليهود والعرب. في المجموعة الحيفاوية، لم يكن التركيز على الردع من اشتعال العلاقات بين اليهود والعرب، بل على تعزيز التضامن والضمان المتبادل.
قبل الحرب، استعدت حركة "روب هعير"- أغلبية المدينة – للمشاركة في الانتخابات المحلية في حيفا. تقول سالي عبد: "هناك هيكل تنظيمي كبير بقي من الانتخابات. لقد حولنا الأمر لصالح إنشاء مجموعة لفحص وتنظيف وتهيئة الملاجئ العامة في حيفا. قمنا بتجنيد أكثر من 700 شخص، وفحصنا 150 ملجأ. وقمنا بالفعل بتنظيف 90 ملجأ من حي الحليصة إلى حي وادي النسناس والكرمل وكريات حاييم. لقد مررنا بجميع الأحياء وأبلغنا البلدية عن الملاجئ المغلقة أو التي يصعب الوصول إليها". والى أن يتم نشر المقال، كانت الحركة قد هيأت أكثر من 350 ملجأً للاستخدام وقامت بتنظيف أكثر من 150 ملجأ.
تقول سالي عبد: "النشاط أخرج الناس من المنزل، وأبعدهم عن الأخبار وعن الهاتف". "لا توجد مشاعر سياسية الآن، بل هناك تضامن مجتمعي".
"نحاول معرفة كيفية نشر رسائل التضامن"
على الرغم من روح الحياة المشتركة القوية في المدينة، إلا أن الوضع مشحون ومتوتر حتى في حيفا. تقول سالي عبد: "في أيّار 2021، لم تكن الحصانة الاجتماعية في حيفا كافية. كانت هناك مضايقات وكان هناك تصعيد. وحالياً نرى كل أنواع المنظمات في لورديات الحراسة المسلحة. إنه أمر مخيف ومقلق". سالي عبد تصف هذا بالغرفة المليئة بالغاز الذي يهدد بالانفجار
"حاولنا أن نفهم كيفية تهدئة الوضع ونشر الرسائل الإيجابية. ونحاول مراقبة التحريض والأخبار الكاذبة. وقمنا بتحديد مجموعات على شبكات التواصل الاجتماعي، بالتعاون مع القسم الجماهيري للبلدية ومنظمات المجتمع المدني مثل "مراكز الدعم الاجتماعي" "العدالة" و"المراسل المزيف". نحن نتواصل مع مئات الأشخاص، وبالنسبة للناشطين الاجتماعيين والقادة المحليين، نحاول تنظيم أساس يسمح لنا بالاستجابة بفعالية.
"هذه لحظة استقطاب، هناك الكثير من التقارير عن العداوة. إذا كان ذلك يعرض حياة الناس للخطر، فإننا نبلغ الشرطة عنه، وإذا لم يكن الأمر كذلك، نحاول أن نفهم كيف تنتشر رسائل التضامن في هذه الأماكن".
"يُنظر إلى الألم على أنه ألم يهودي، لكن هذا يؤلمنا أيضًا"
تقول سالي عبد: "كل إنسان، في لحظات الألم والخطر، يسأل من هو العدو، وفي مثل هذه اللحظات نعتبر خونة حتى نؤكد ولائنا. يُنظر إلى الألم على أنه ألم يهودي، على الرغم من أننا نشعر بالألم أيضًا على القتلى، بطريقة حقيقية وواقعية للغاية". ووفق لادعائها، هناك نقص في الشرعية العامة للتعبير عن الألم الفريد للمجتمع العربي، وهو الألم الذي يتعلق بشكل خاص بالقتلى البدو، وكذلك بالسكان المدنيين الفلسطينيين المتضررين من الحرب. "أنا فلسطينية وإسرائيلية أيضًأ. إن ما حدث في الجنوب يشعرني بالانكسار، وكذلك الأمر فيما يحدث في غزة والضفة الغربية".
وبرأي سالي عبد، فإن المساحات المشتركة في المجتمع المدني هي الأماكن الوحيدة التي تسمح بإعطاء مكان لكل الألم. "إن المنظور لا يتعلق بالمواقف، بل بالأشخاص. إنه ينجح عندما يكون هناك عمل مشترك حقيقي، وقيادة مشتركة." وهي تحدد الفرق بين الأماكن المختلطة البحتة والأماكن المشتركة. "عندما يكون هناك وجود حقيقي مشترك في المجتمع، نتمكن من احتواء التجربة بطريقة مختلفة، والنظر إلى الخسارة البشرية".
تصف سالي عبد العمل المحلي الذي تشارك فيه كجزء من رؤية أوسع لا تزال تؤمن بها، لحياة مشتركة بين اليهود والعرب في إسرائيل. "بالنسبة للأغلبية اليهودية، فإن "نحن" الآن هو الشعب اليهودي. وتحاول الأماكن المشتركة توسيع هذا الأمر ليشمل العرب. المجتمع الإسرائيلي المشترك."