بين مئات المبادرات المدنية والكثير من آلاف المتطوعين من جميع أنحاء البلاد، فإن تجنّد مقاتلي جيش لبنان الجنوبي وأطفالهم هي من أكثر الأمور المفاجئة والمثيرة. بالنسبة لغارسيا حاصباني التي تبلغ من العمر (26 عاما)، ابنة لمقاتلي جيش لبنان الجنوبي وأولاهم، لا يوجد سؤال أو تردد على الإطلاق. "من المهم بالنسبة لنا أن يعرفوا بأننا لا نجلس جانبا، بأننا جزء منهم، وهكذا سوف يكون دائما"، تقول حاصباني. "يوجد لدينا أولاد في الجيش وأخوة وأصدقاء وفي نهاية المطاف فأن نكون في هدوء هو شيء لسنا معتادين على فعله لا في لبنان، ولا هنا".
الشباب من مجتمع مقاتلي جيش لبنان الجنوبي، إلى جانب اولياء امورهم، جمعوا منتوجات نظافة شخصية، طعام، مصابيح توضع على الراس، مناشف، وكل ما طلبه الجنود في نقاط التجمع في الشمال. "قمنا بتجنيد تبرعات وأموال لأشياء التي لم يكن من الممكن للناس أن يحضروه"، تقول حاصباني. "أنا علقت في مركز البلاد، وبدأت بالتطوع هنا، لكن أختي ظلت في كريات شمونة، وفقدت صوابها أمام التلفاز، لذا قمنا بافتتاح غرفة طوارئ التي جمعت تبرعات من منظمات ومن المجتمع".
حاصباني تقول أن التجنيد كان سريعا. تمت عملية الجمع والتوزيع في مصالح تجارية تابعة لأعضاء المجتمع في كريات شمونة، وعمليا في ظهر اليوم (الثلاثاء) خرجت حاوية كاملة بكل ما هو جيد. "أكثر من 20 شخصا الذين عملوا على ذلك، من جميع الأجيال. من لم يستطع أن يصل بشكل شخصي فإنه يقوم بالعمل من خلف الكواليس، اتصالات مع المزودين، مع الشركات، تجنيد أموال من الناس"، تصف حاصباني. "في كريات شمونة قمنا بتجنيد آلاف الشواقل، يتواصل تدفق الطلبات ونحن بحاجة إلى المزيد من المساعدة".
"جزء من هذا أننا كجيش لبنان الجنوبي ننظم ذلك، نرفع من روح مجتمعنا"، تتحدث عن الاختيار للعمل كغرفة طوارئ مستقلة وفريدة من نوعها. "يوجد الكثير من المنظمات وهذا بركة، إلا أنك عندما تعرف أن هذا يتعلق بك، وبأنك جزء، فإن هذا يسخر الشباب إلى العمل. هذا ايضا سهل، يتعرف الواحد على الآخر، نحن اصدقاء. هذا يتيح عملا سريعا وناجعا".
لدى حاصباني لا يوجد تردد، على الرغم من التعقيد في الهوية،" نحن عمليا في البلاد منذ 24 عاما، الأطفال بالكاد يعرفون لبنان، هويتنا هي ليست فقط إما لبنانية أو إسرائيلية، توجد هوية جيش لبنان الجنوبي، إنه الدمج بين لبنان وإسرائيل سوية. جميع باقي الاصدقاء الذين اعرفهم، هذا ليس إما أو، أنا أعيش هنا ويوجد اصدقاء في الجيش وخدموا الدولة، والانتماء هو لا يتجزأ. عندما تكون لدي القدرة على العطاء فإنني أعطي، وجميعهم مثلي هكذا".
"منذ أن تم تأسيس جيش لبنان الجنوبي في سنوات الـ – 70 مرورا بتفككه وحتى اليوم، دائما كان من الواضح نحن مع مَن. هذا واضح جدا لنا أننا جزء، وأن الدولة هي جزء منا، أنت تسمع ذلك من جميع الاجيال الجديدة والقديمة. والدتي تقول أنها في كل مرة ترى جنديا تريد أن تؤدي له التحية وتقول له شكرا".
"أنا أريد أن أدعو الجميع إلى التطوع، إلى المساعدة، إلى رفع المعنويات، في مشاركة منشورات ايجابية"، تنهي حاصباني برسالة هامة إلى الإسرائيليين، "نحن نسمع الكثير من الامور الصعبة، لذا يجب علينا أن نرفع المعنويات الشخصية والجماعية، وأن نقدم المساعدة في اي أمر ممكن. هذا يبدأ بما يمكن لنا أن نفعله".
لتفاصيل إضافية للتبرع ولغرفة الطوارئ: غارسيا 3577784 – 050