صوت ألعمال في إسرائيل
menu
يوم الأحد 28 نيسان 2024
histadrut
Created by rgb media Powered by Salamandra
ألأخبار

"إعادة بناء الثقة بين العرب واليهود ستستغرق وقتاً، وفي هذه الأثناء قد تبقى العائلات بدون دخل"

في مؤتمر عقد في جفعات حبيبة، أثيرت التحديات التي يواجهها العمال العرب بعد الحرب، بما في ذلك الأضرار التي لحقت بمجالات وقطاعات مثل البناء والسياحة والمضايقات من قبل الزملاء والمديرين اليهود | حسام أبو بكر المدير التنفيذي لمنظمة تشجيع توظيف العرب: "يخافون من العودة إلى الوراء"

נשים בדואיות עובדות בסניף רשת הסופרמרקטים 'קינג סטור' בבאר שבע, 2015. למצולמות אין קשר לכתבה (צילום: מרים אלסטר, Flash90)
نساء بدويات يعملن في فرع لشبكة حوانيت "كينج ستور" في بئر السبع، 2015 (تصوير: ميريام ألستر، Flash90)
بقلم نيتسان تسفي كوهين

حسام أبو بكر، المدير التنفيذي لمنظمة الفنار لتعزيز توظيف العرب في إسرائيل، قال في مؤتمر عقد يوم الثلاثاء (21/11) في جفعات حبيبة: "نحن نتحدث عن خُمس الطلاب العرب في الجامعات الذين يفكرون في عدم العودة إلى الأكاديمية، وهذا يشير إلى أزمة كبيرة". "لدينا الآن مشكلة ثلاثية الأبعاد: القيود التي فرضتها الحرب والوضع الأمني، والأزمة الاقتصادية العميقة التي من المتوقع أن تصاحب الحرب، وأزمة الثقة الحادة بين اليهود والعرب، مما يمس بالأسس الأساسية لاندماج السكان العرب في الاقتصاد".
وكان موضوع المؤتمر التوظيف في المجتمع العربي خلال الحرب. نظمت المؤتمر مؤسسة "جونيت" ، وشاركت فيه 28 هيئة حكومية ومنظمة مجتمع مدنية عاملة في المجال، من بينها وزارتي العمل والاقتصاد، و"جوينت تيبت" (برنامج التشغيل المشترك)، وجمعية "الفنار" وجمعية "بعتسمي" اللتان تعملان على تطبيق خطة مراكز ريان للتوظيف في المجتمع العربي التابعة لوزارة العمل، ومشروع 'كو إمباكت' الذي يساعد أصحاب العمل في مجال استيعاب الموظفين العرب في العمل.

"رؤساء بلديات قاموا بإغلاق ورشات بناء بسبب تواجد عمال عرب فيها"

وأعرب أبو بكر عن قلقه من التدهور الاقتصادي الذي سيشهده الجمهور العربي. "في القطاعات الرئيسية المتضررة – البناء والسياحة والتجارة – يبرز العمال من المجتمع العربي. معظم العاملين في المراكز التجارية هم من النساء العربيات الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 و20 عاماً، وأولئك الذين تم فصلهم من العمل أو خرجوا إلى إجازة غير مدفوعة الأجر هم من لا يحق له الحصول على إعانات البطالة." وأضاف: "يظهر بحثنا أنه خلال أوقات الأزمات الاجتماعية، يكون المجتمع العربي أول المتضررين وآخر من يتعافى. العديد من العائلات في المجتمع العربي لم تتعاف بعد من تبعات أزمة كورونا".
وأشار أيضًا إلى خطر الأضرار طويلة المدى التي تلحق بالتوظيف. "على مدى العقدين الماضيين، بُذلت جهود كبيرة لزيادة مشاركة المجتمع العربي في سوق العمل. ومن أهم الإنجازات زيادة نسبة توظيف المرأة العربية من حوالي 20% في بداية سنوات 2000 إلى 45% اليوم، والآن نخشى العودة إلى الوراء".

عمال عرب في ورشة بناء في القدس، 2017. أبو بكر: "في القطاعات الرئيسية المتضررة – البناء والسياحة والتجارة – يبرز العمال من المجتمع العربي" (الصورة: نورا سفوسنيك، Flash90)
عمال عرب في ورشة بناء في القدس، 2017. أبو بكر: "في القطاعات الرئيسية المتضررة – البناء والسياحة والتجارة – يبرز العمال من المجتمع العربي" (الصورة: نورا سفوسنيك، Flash90)

وأشار أبو بكر إلى التمييز الذي يعيشه العرب في سوق العمل هذه الأيام: "نشهد اضطهادا في المصانع وأماكن العمل. رؤساء البلديات الذين طلبوا إغلاق ورشات البناء لأن المواطنين العرب يعملون هناك". ووفقا له، ينبغي التأكيد لجميع الشركات وأصحاب العمل في السوق على أن التمييز ضد العمال العرب ومنع تشغيلهم هو أمر غير قانوني.
وقال: "الجميع يشير اليوم إلى السلوك الناضج للسكان العرب الذي لم يعقبه تحريض، ولكن إذا عبر الوزراء بشكل غير لائق تجاه المجتمع العربي، فلا عجب أن العرب لا يجدون مكانهم في مصنع أو جامعة".

"في المجتمع البدوي نشأت شريحة كبيرة من الذين يفتقدون أي دخل"

ويشاركه خير الباز، مدير معهد النقب – "أجيك" ، هو الآخر الخوف من إيذاء العرب في سوق العمل، وقال إن زوجته، وهي أخصائية عمل اجتماعي من بئر السبع، اتصلت به وقالت إنها تخشى الذهاب إلى العمل، "بسبب التحريض"، بحسب أقوال إلباز، "يُقال لنا أن الأطباء والممرضات هم هدف للإساءة اللفظية، وفي بعض الأحيان للخطر الجسدي أيضًا. تم طرد أشخاص، أو طلب منهم أصحاب العمل عدم الحضور. والحقيقة المؤسفة هي أنه بينما يخاف اليهود من العرب، فإن العرب يخافون أيضًا من اليهود".

ويفرق الباز بين أزمة كورونا، التي واجه فيها اليهود والعرب معاً "عدوًا مشتركًا"، والحرب التي تخلق أيضًا أزمة ثقة بين المجموعتين. "يجب استعادة الثقة، وسيستغرق الأمر بعض الوقت. وفي هذه الأثناء قد تبقى العائلات بدون دخل"

جلسة نقاش في مؤتمر التوظيف في المجتمع العربي في جفعات حبيبة (تصوير: نيتسان تسفي كوهين)
جلسة نقاش في مؤتمر التوظيف في المجتمع العربي في جفعات حبيبة (تصوير: نيتسان تسفي كوهين)

وأعرب الباز عن قلقه بشكل خاص إزاء العواقب الاقتصادية للوضع على المجتمع البدوي. ووفقاً لما جاء على لسانه فقد توقفت أجزاء كبيرة من الأنشطة الاقتصادي في النقب بسبب الوضع الأمني، مما زاد من ضعف إمكانية العمل التي كانت ضعيفة أصلاً في أوساط البدو.
وقال الباز: "حتى قبل الحرب، كان المجتمع البدوي يعاني من البطالة بنسبة 30-35%، والعديد من الشباب "العاطلين" الذين لا يعملون أو يدرسون، والعديد من العاملين في المجتمع البدوي يعملون بعقود بالساعة أو توظيف مؤقت. الآن تم خلق شريحة كبيرة جدًا من الناس يفتقرون العمل والدخل. ويؤثر هذا أيضًا على المصالح التجارية المحلية في القرى، لأن الأشخاص ذوي الدخل الأقل لديهم أموال أقل لإنفاقها في البقالة".

"نحن بحاجة إلى مساحة لحديث يركز أكثر على العاطفة وأقل على السردية"

وتحدث سامر فار، نائب رئيس المعرفة والاستشارة في مشروع "كو- إمباكت" الذي يساعد أصحاب العمل في مجال التنوع والدمج المهني، عن التوترات الملموسة خلال هذه الأيام في أماكن العمل المختلطة. على سبيل المثال، يعبر الموظفون اليهود عن خوفهم وقلقهم تجاه اللغة العربية ويشعر الموظفون العرب بعدم الارتياح عندما يصل زملاؤهم اليهود لأول مرة ومعهم سلاح إلى مكان العمل. وفي الوقت نفسه، يحتفظ فار بالأمل: "حتى في هذه الفترة، يجب ألا نتخلى عن التنوع المهني والشمول. يتحمل أصحاب العمل مسؤولية كبيرة في إيصال الرسائل التي تدعم العيش معًا والتعامل مع الأزمة معًا.

سامر فار، نائب رئيس المعرفة والاستشارات في شركة كو إمباكت، وأحمد مواسي، مدير دائرة المجتمع العربي في صندوق روتشيلد، في مؤتمر توظيف المجتمع العربي. يقول فار: "العمال العرب مطالبون بشغل أدوار اليهود المجندين، نسمع من الرؤساء التنفيذيين أنهم يقدمون أداء فوق المتوقع" (تصوير: نيتسان تسفي كوهين)
سامر فار، نائب رئيس المعرفة والاستشارات في شركة كو إمباكت، وأحمد مواسي، مدير دائرة المجتمع العربي في صندوق روتشيلد، في مؤتمر توظيف المجتمع العربي. يقول فار: "العمال العرب مطالبون بشغل أدوار اليهود المجندين، نسمع من الرؤساء التنفيذيين أنهم يقدمون أداء فوق المتوقع" (تصوير: نيتسان تسفي كوهين)

ووصف فار التزام العمال العرب لصالح أماكن عملهم: "العمال العرب مطالبون ببذل طاقة إضافية والتعويض عن وظائف اليهود الذين تم تجنيدهم بموجب أمر استدعاء للخدمة العسكرية الاحتياطية. نسمع من الرؤساء التنفيذيين أن العمال العرب يقدمون أكثر من اللازم خلال هذه الفترة. المجتمع العربي يتعاطف ويريد أن يكون جزءًا من المجتمع ككل وسيبقى هنا غدًا أيضًا." ووفقًا لأقواله، "نحن بحاجة إلى إتاحة مساحة للحديث حيث يمكن للمرء التعبير عن نفسه بحرية، وبشكل أساسي المشاركة على المستوى العاطفي وأقل من ذلك في سياق السرد. لتعزيز العلاقات بين الأشخاص."
وأكد الدكتور ران كوتنر، من برنامج دراسات السلام وإدارة الصراع في جامعة حيفا، على ضرورة التعامل مع مسألة المناخ التنظيمي بطريقة منهجية، قائلا: "إنها تتطلب عمليات تدريب وإرشاد وتعلم. لتصميم نظام حل النزاعات الذي يدعو الناس إلى إبراز الصراعات والتعامل معها." ويؤكد على الحاجة إلى "معرفة آلياتنا الثقافية والنفسية والعقلية، التي تجعلنا ننتج المعنى، والتي تقوم بتحريكنا بشكل شبه تلقائي". وبمجرد الوعي بهذه الآليات، يصبح من الممكن إجراء استطلاع مشترك للفجوات والصعوبات.

"هذا العام سيحدد هل سنتقدم أم نتراجع سنوات إلى الوراء"

وقالت ناريمان سليمان، مديرة برنامج مركز التوظيف للمجتمع العربي "ريان" في جمعية "بعتسمي"، إن التوظيف في المجتمع العربي له قوة هائلة في بناء الثقة داخل المجتمع الإسرائيل. لقد بنيناه على مر السنين، ولن نسمح له أن يتلاشى". وتحدثت كيف عاشت يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر: "كمواطنة عربية إسرائيلية، فلسطينية، استيقظت أيضًا على صدمة. معظم موظفينا من النقب، من غلاف غزة، بعضهم أصيب. اتصلنا لنسأل عن سلامتهم". لقد أجرينا مكالمات عبر تطبيق "زوم" في الساعة 8:00 مساءً، في نهاية يوم السبت.
وشددت مديرة منظمة "جونيت" سيجال شيلح على دور منظمات المجتمع المدني في الأزمة، قائلة: "نلتقي بالناس والمجتمعات على أرض الواقع، بكل التعقيدات. نحن نعمل على زيادة الحصانة الاجتماعية. العمل على الاندماج في سوق العمل أتاح لنا دائمًا سد الفجوات."
إلى جانب التعامل مع التحديات الملحة في الوقت الحاضر، برزت كذلك في المؤتمر مسألة العلاقات العربية اليهودية على المدى الطويل في المجتمع الإسرائيلي بشكل عام وسوق العمل بشكل خاص. وقالت ميخال سيلع، المديرة التنفيذية لجيفعات حبيبة، إن هذا العام قد يكون "نقطة فاصلة"، ستحدد ما إذا "سنستمر في المضي قدمًا أو التراجع 10 و15 عامًا".
وبحسب أقوال سيلع: "هناك شعور بأن تعزيز المجتمع المشترك والعلاقات اليهودية العربية גتعرض اليوم للخطر في العديد من المجالات، أينما وضعنا إصبعنا نجد صعوبة وتهديدا للنسيج المشترك. نحن خلال عقد من التقدم غير المسبوق في اندماج المجتمع العربي في الأوساط الأكاديمية والطب والتعليم وغيرها من المجالات، وفي النظام الصحي هناك 40% من العمال العرب. نحن بحاجة إلى الحفاظ على الوسطية، والأمن الاقتصادي – وهذا ممكن فقط معاً."

اشترك في النشرة الإخبارية الشهرية
من خلال التسجيل، أقرّ بقبول شروط استخدام الموقع