إبنة طريف أبو راشد، الذي يبلغ من العمر 30 عاما من البلدة البدوية أبو قرينات في النقب، لم تولد حتى الآن، إلا أنها أنقذت حياة أمها، زوجته. في هجوم المخربين عليهم في الـ – 7 من شهر تشرين الأول/ أكتوبر، تم إطلاق النار على زوجته س. التي تبلغ من العمر الـ – 23 عاما في بطنها. الرصاصة أصابت رجل الجنين التي حملتها في الواقع 9 اشهر و – 4 أيام. نجح الأطباء في توليدها، إلا أنها توفيت في الساعة – 22:24، بعد أن عاشت 14 ساعة فقط.
هم كانوا المصابين الأوائل الذين وصلوا إلى مستشفى سوروكا في صباح 7 من شهر تشرين الأول/ أكتوبر. "رأينا الناس في غرفة الطوارئ هادئين، كل واحد منهم يرتشف كأسا من القهوة، يجلسون ويشربون"، يقول لـ ‘دفار‘. "سألني أحد الأشخاص ما الذي حدث. قلت له: ‘لديكم الكثير من العمل هذا اليوم، هناك الكثير من المصابين، ابدأوا بالاستعداد‘. هو لم يكن يعرف أي شيء. بعد عشر دقائق بدأ الناس يأتون، وبعد نصف ساعة في الواقع أنت لا تستطيع أن تضع قدمك في غرفة الطوارئ".
أبو راشد بات في تلك الليلة مع س. وأخيه ب. في منطقة المرعى الموسمي (العزبة) التابعة لعائلتهم، بالقرب من قاعدة فرقة غزة في رعيم. "حضرنا إلى العزبة في يوم الجمعة مساء، من أجل أن نكون مع أخي"، يقول. "حضرنا من أحل أن نستبدل والدي الذي عاد إلى البيت، وفي المساء قمنا بالشواء مع اخوتي وعدد من الأصدقاء، وكان الأمر لطيفا. ذهبنا إلى النوم، وبعد الساعة الخامسة والنصف صباحا بقليل قالت الزوجة: ‘لدي آلام المخاض، قم. يجب عليّ أن اذهب إلى مستشفى سوروكا الآن‘. أخذت زوجتي وخرجنا، وحينئذ بدأت الصواريخ. الكثير من الصواريخ. قلت لنفسي أن هناك شيئا ليس سليما، لذا سآخذ ب.، فأنا لن أتركه هنا".
بعد أن أخذ أخاه ب، سافروا في سيارة أبو راشد باتجاه مفترق رعيم. "فجأة وصلت سيارتان، أحدهم قام باستدارة من خلفي، وأنا بينهما. فجأة رأيت شخصا في تندر من الخلف يلقي على نفسه قماش للاحتماء، ويوجد لديه رشاش بيديه. هم يلبسون ملابس عسكرية وبدا بإطلاق النار باتجاهنا. سافرت بسرعة – 60 كيلو مترا في الساعة، ضغطت على الفرامل، قطعت إلى اليمين واستدرت للسفر في اتجاه محمي. زوجتي قالت ‘يوجد لدي دم في البطن‘، وسمعت أن أحد العجلات مثقوب من الرصاصات".
بعد أن لم ينجح في الوصول إلى نجمة داود الحمراء وإلى الشرطة، اتصل أبو راشد بأفراد عائلته وطلب منهم أن يستدعوا سيارة إسعاف إلى مفترق اوريم. "اعتقدت أنني مع هذا العجل أستطيع ان أواصل حتى هناك". هم وصلوا حتى القرية الزراعية موشاف لطيش، بين مفترق اوريم واوفاكيم، وهناك علقوا تقريبا في الساعة – 06:45.
هو طلب من السكان من رهط الذين حضروا من اتجاه مفترق معون لتقديم المساعدة له. "قلت لهم: ‘الزوجة مصابة، خذوها أولا وقبل أي شيء، فهي مصابة برصاصة في البطن‘".
حينها وصلت سيارة إضافية مع مخربي حماس إلى المكان. "هم تمهلوا وبكل بساطة أطلقوا النار على كل ما يتحرك، لم يهمهم أي شيء. أخي تلقى مسحة رصاصة في الرقبة فصرخت به بأن يختبئ من خلف السيارة. زوجتي كانت لا تزال في داخل السيارة. كان يجب عليّ أن أُخرجها من أجل أن أنقلها إلى مستشفى سوروكا، إلا أننا لم ننجح وهي تلقت رصاصة أخرى. كما أن أخي تلقى رصاصة أخرى. أنا لم أُصب من الرصاص، إلا أنني انفجرت من الغضب وسقطت على رجلي. العمال البدو الذين وصلوا من اتجاه مفترق معون استلقوا بالقرب من الشارع، كانت هناك نساء مع غطاء على الرأس، إطفال، إلا أن المخربين أطلقوا النار على الجميع من مسافة عدة أمتار. كان هناك ستة مخربين، أنا وأخي بالقرب من عجلات السيارة والناس بالقرب منا، الجميع كان في صدمة". بعد إطلاق النار استمر المخربون في السفر باتجاه اوفاكيم.
وفقا لرأي أبو راشد، فإن مخربي حماس كانوا يعرفون أنهم يطلقون النار على مسلمين بسبب غطاء الرأس الذي ترتديه زوجتي. "لا يهمهم مسلم أو غيره. حتى لو شاهدوني وأنا أصلي على السجادة – كانوا سوف يطلقون النار علي. هم شاهدوا نساء وأطلقوا النار عليهن. في ديني وفي دينكم هذا ممنوع".
بعد فترة قصيرة من ذلك وصلت إلى المكان سيارة إسعاف التي استدعاها أفراد عائلته. "هم سألوا اين هي زوجة أبو راشد التي يجب أن تلد. أخذت الزوجة من السيارة إلى سيارة الإسعاف وهي مصابة برصاصتين في البطن. سائق سيارة الإسعاف جاء إليّ وسألني ‘ماذا، هل وصلت نزاعات البدو إلى هنا؟ ‘ قلت له ‘يا أخي هذا ليس نزاعا، يوجد تسلل مخربين، خذهم جميعا وسافر بسرعة إلى مستشفى سوروكا‘. نظر إليّ وكأنني كاذب وقال ‘حئت لزوجة أبو راشد وأنا سآخذها‘، حينها صعدنا إلى سيارة الإسعاف فقط هي، أنا و ب.‘". شقيق أبو راشد تلقى في نفس الحادث رصاصة في الجزء الخارجي من الرقبة.
وفقا لأقوال أبو راشد، فقط بعد أن قطعوا اوفاكيم تلقى سائق سيارة الإسعاف رسالة حول مخربين في المدينة، وفهم الحادثة. "بسبب الازدحام الذي نشا في مستشفى سوروكا بعد فترة قصيرة من وصولنا، لم أتلق علاجا لضغط الدم الذي ارتفع عندي. وقد اكتفوا بأن يأخذوا مني قياسات ووضعوا حقنة وهذا كل شيء. وقد عملوا لأخي تنظيف وحقن، وقلت لهم ‘اهتموا بالزوجة، ضعوها الآن في غرفة العلاج المكثف واجروا لها عملية جراحية، من أجل أن لا تموت لا سمح الله‘". أبو راشد يوضح أنه حث الطاقم على العمل بسرعة، لأنه عرف أنه خلال فترة قصيرة فإن الطاقم الطبي سوف يكون مضغوطا، وقد يتأخر علاج س..
تم إدخال س. بسرعة لإجراء عملية جراحية، وتم إخراج الطفلة التي كانت يجب أن تولد في نفس اليوم من بطنها. "مر الطبيب، وأنا في الواقع أعرف اين توقفت الرصاصة، في الطفلة. حضر الطبيب وقال لي ‘تعال وانظر إليها، صغيرة. الرصاصة اصابت رجلها وتوقفت". كما ذكرنا، توفيت الطفلة الرضيعة في نفس اليوم. أمها انتعشت وتم تسريحها من المستشفى بعد مرور يومين.
وكيف هو حالكم؟
"أنا لست مهما. الآن يجب أن أهتم بزوجتي وبأخي. يجب عليّ أن أكون قويا من أجلهم. يجب عليّ أن أهتم بهما من أجل أن يعودوا كما كانوا في السابق. في الأسبوع الأول كنت مثل الحديد، تمالكت نفسي من أجلهما، إلا أنه في الأسبوع الثاني كنت مثل خرقة القماش. منذ الحادثة من الصعب عليّ أن أنام. أنا أتناول أقراصا للتوقف عن التفكير. س. انتظرت كثيرا لهذا اليوم، تسعة أشهر وأربعة أيام. وضعها على أسوأ ما يكون. وضع ب أفضل بقليل، إلا أنه حتى هو لا يزال غير منتعش. كل ليلة يقوم بالصراخ".
على الرغم من الألم، فإن أبا راشد مصمم على العودة إلى الحياة الروتينية. "بالتأكيد سوف نعود إلى العزبة، لم لا. سوف نعود مع القطيع ومع كل شيء. في الواقع في يوم الاحد، بعد أن دفنت ابنتي، خرجت مباشرة إلى الخراف. الجيش أوقفني ، إلا أنني حاولت العودة طوال اليوم". في مساء يوم الهجوم، كان القطيع يعدّ حوالي – 350 خروفا، إلا أن قسما منه تمت سرقته إلى غزة وبقي فيه أقل من – 200 خروف. "نحن نعيش سوية هنا، بل يوجد فرق بين اليهود وبين المسلمين. حتى لو كانت هنا عنصرية التي تغضبني، إلا أنه في النهاية فإنني أحمل بطاقة هوية إسرائيلية وهذا كل شيء. أنا أعيش هنا وسوف أموت هنا وهذا كل شيء".