أعلن الناطق بلسان جيش الدفاع الإسرائيلي البريغادير (العميد) دانيئيل هغاري في مساء يوم الجمعة (15/12) أنه خلال القتال في الشجاعية، شخصت قوة تابعة لجيش الدفاع الإسرائيلي عن طريق الخطأ ثلاثة مختطفين إسرائيليين على أنهم شكلوا تهديدًا، وأطلقت النار في اتجاههم – وقد لقيوا مصرعهم. ووفقًا لأقوال هغاري، "فإنه تم نقل الجثث للفحص في المناطق الإسرائيلية، وبعد إجراء الفحوص تبين أن الحديث يدور عن ثلاثة مختطفين إسرائيليين – يوتام حاييم وألون شمريز اللذان تم اختطافهما من بلدة كفار عزة وسامر فؤاد الطلالقة الذي تم اختطافه من بلدة نير عام.
سامر الطلالقة الذي يبلغ من العمر الـ – 24 عامًا من حورة تم اختطافه في الـ – 7 من شهر تشرين الأول/ أكتوبر من عمله في حاضنة تفريخ الدجاج في غلاف غزة. "عمل سامر مع والده مع والده في نفس المكان وجهّز نفسه من أجل أن يبني مستقبلًا ناجحًا"، قال قريب العائلة. "في يوم الحادث اتصلنا به عدة مرات ولم يكن هناك رد. كنا نأمل أن يتم إطلاق سراحه في الصفقة، إلا أنه لم تكن هناك نتائج – حتى لأسفي الشديد تلقينا اليوم النبأ السيء والمؤلم بأنه لقي مصرعه في غزة".
تم اختطاف يوتام حاييم الذي يبلغ من العمر (28 عامًا) من بيته في بلدة كفار عزة في الـ – 7 من شهر تشرين الأول/ أكتوبر وكان آخر اتصال له مع عائلته في نفس الصباح، عندما قال لوالدته ايريس عبر الهاتف: "أمي، أنا أحترق". وهو كان عازفًا على الطبل في فرقة Persephore وفي مساء الـ – 7 من شهر تشرين الأول / اكتوبر كان من المفروض أن يشارك في مهرجان مطال في تل أبيب.
عندما بدا الهجوم في نفس الصباح، وقبل أن يتبين حجمه، كتب إلى عائلته في الواتس اب: "لن نصل إلى عرضنا الموسيقي في تل أبيب بسبب الحمساويين". بل ونشر صورته على الانستغرام وهو يعزف على الطبل في المنطقة المحمية وكتب – "مخربون في الخارج وأنا". وفي وقت لاحق ابلغ عائلته أنه يسمع صوت إطلاق نار وأرسل لهم توثيقًا من صديق الذي كان يركض في الخارج ويصيح: "يوجد هناك مخربون في القرية التعاونية الكيبوتس". في الساعة – 10:40 استطاع أن يبلغ بأنهم دخلوا إليه وأنه سمعهم يقلبون بيته.
من التحقيق الذي أجراه جيش الدفاع الإسرائيلي تبين أن المختطفين الثلاثة خرجوا من داخل مبنى موجود على بُعد عشرات الأمتار القليلة من المبنى الذي كانت فيه القوة. أحد المحاربين لاحظهم وهم يخرجون، وكان ثلاثتهم من دون بلايز ويحملون عصا مع قماش ابيض. وقد شخصهم المحارب على أنهم تهديد وبدأ بإطلاق النار. ونتيجة لإطلاق النار لقي اثنان مصرعهما على الفور وأُصيب الثالث بجروح وعاد إلى المبنى الذي خرج منه مرة أخرى.
تم سماع صرخات "ألنجدة" باللغة العبرية. قائد الكتيبة قال أن الأمر توقف، إلا أنه خلال دقائق بعد أن خرج الشخص الثالث من المبنى، تم تنفيذ إطلاق نار آخر باتجاه الشخص فلقي مصرعه. إطلاق النار في الحادثين تم تنفيذه خلافًا لتعليمات إطلاق النار.
مئات الأمتار عن الحادث تم تشخيص مبنى يبعد مئات الأمتار عن مكان الحادث وعليه كتابة بخط يده من القماش الذي تمت الكتابة عليه ״SOS ״ ولافتة أخرى مكتوب عليها "أنقذوا 3 مختطفين". بعد تشخيص المبنى خشي الجنود من أن يكون الحديث يدور حول مبنى مفخخ. ويتم الفحص في ما إذا كانت هناك علاقة بين الحادثين. وتم إجراء تمشيط في المبنى المشتبه به، ويتم فحص في ما إذا كان المختطفون قد مكثوا فيه قبل الحادث.
ووفقًا لاقوال ضابط كبير في جيش الدفاع الإسرائيلي التي تم اقتباسها في – YNET، "يدور الحديث عن مأساة فظيعة للجميع، وكنا على بُعد شعرة واحدة بين نجاح كبير وأصعب حادث الذي تم التسبب فيه. يدور الحديث عن سيناريو معقد جدًا بالنسبة للمحاربين، ويكاد يكون مستحيلًا تقريبًا. أنا لا أعتقد أن هناك خطًأ أخلاقيًا وقيميًا هنا ونحن لا نعمل بصورة محاسبة تجاه هؤلاء المحاربين، فقط نتعلم وبشكل سريع من الحادث ونهتم بأن يتم تطبيق العِبر في كافة قطاعات القتال في القطاع".
واعترف الضابط الكبير بأنه "تم في الواقع في خلال الليل نشر العِبر الأولية للحادث على كل القوات – لم نكن مستعدين ولم نجهّز القوات إلى سيناريو بأن يتجول فيه مختطفون بشكل حر في الشوارع الغزية".
