صوت ألعمال في إسرائيل
menu
يوم الإثنين 6 أيار 2024
histadrut
Created by rgb media Powered by Salamandra
ألأخبار

المعهد الذي يجمع اليهود والعرب للتحرك والعمل: "نتقبل أحدنا الآخر، لأننا نعيش معا، ونتغير"

في كيبوتس مزرعة في عيمك يزراعيل، ينشط المعهد للحياة المشتركة، حيث يخاطب الشباب الذين "ليسوا الجمهور الكلاسيكي للسنة التحضيرية"، بحسب أقوال مديرها إيتاي شورنيك | أحمد، متدرب يبلغ من العمر 19 عامًا، يتحدث عن العودة إلى المعهد بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول: "الحديث عن ذلك كان تحديًا، لكننا نريد إحداث تغيير"

עינב (מימין) ואחמד (משמאל), חניכים במכינה, ורבין אבו חמיד, מדריך (צילום: יניב שרון)
عيناف (على اليمين) وأحمد (على اليسار)، متدربان في السنة التحضيرية، ورابين أبو حميد، مدرب. "ننظف معًا ونأكل معًا. هناك أيضًا شعور بالعار. أحترم الشخص الآخر لأني أعرفه" (تصوير: يانيف شارون)
بقلم ينيف شرون

أحداث 7 أكتوبر/ تشرين أول خبرها متدربي معهد الحياة المشتركة في كيبوتس المزرعة في أماكن مختلفة. تقول عيناف (الأسماء الكاملة لمتدربي السنة التحضيرية محفوظة في المنظومة)، البالغة من العمر 18 عامًا من تل أبيب، وهي طالبة في المعهد: "لقد عدت إلى هنا بعد ثلاثة أسابيع من اندلاع الحرب، لقد كانت مشاعري مشحونة جداً بالغضب. ليس لأحد أن يُملي عليّ ما أشعر به. في ذلك المساء، جلست مع صديقة عربية، وأخبرتني كيف رأت ذلك. ظننت أنني سأنفجر في وجهها، لكن ذلك هدأني لأنني فهمت. لقد فاجأني ذلك. لا يزال لدي مشاعر مشحونة بالغضب، ولكنها وتيرتها أخّف من ذي قبل."
أحمد، 19 عامًا من قرية أكسال، هو أيضًا متدرب في المعهد. يقول: "كان من المهم بالنسبة لي أن أعود إلى هنا. اعتقدت أنه لن يسعفني البقاء في المنزل. أردت أن أتحدث عن الأمر مرة أخرى. لقد حدث ذلك في محادثات عديدة. لقد جئنا مع عدة مشاعرة مشحونة. التقينا جميع الأطياف هنا. ومنهم من تضرر من الحرب "كان الحديث عن ذلك تحديًا، لكننا نريد أن نحدث تغييرًا. منذ البداية قلت إنني أتحدث عن نفسي ولا أمثل العرب. كل واحد يتحدث باسمه".

معهد الحياة ألمشتركة. " أنا لا أسكن مع مجتمع كامل، بل مع شخص محدد" (تصوير: يانيف شارون)
معهد الحياة ألمشتركة. " أنا لا أسكن مع مجتمع كامل، بل مع شخص محدد" (تصوير: يانيف شارون)

مركز "معسيه"، الذي ينتمي إليه المعهد، يعمل على إنشاء حلقات عمل تطوعية واجتماعية للشباب في إسرائيل، ويركز على الشباب من الفئات المستضعفة. يبدأ الأسبوع باجتماع لجان المتدربين التي تدير المكان، ويستمر بدروس ومناقشات جماعية وأنشطة تطوعية لفائدة الآخرين خارج المعهد وأنشطة ثقافية.
يقول أحمد: "لا يمكني الحكم. وهذا يسمح بأن نحترم بعضنا البعض. لقد جئنا إلى هنا للتعرف على بعضنا البعض. يجب على الجميع هنا أن يحترموا أحدهم الآخر. الإطار هنا يسمح باللقاء. واللقاء خارج هذا الإطار مختلف. هنا نتقبل بعضنا البعض ببساطة لأننا نعيش معًا. يمكننا أن نعرف معتقدات أحدنا الآخر. لن توافق، لكن هذا لا يدفعك للقيام بأمر سيء. أنت تحترم وتتغير."
عيناف: "اللقاء هنا شخصي للغاية. لا تعيش مع مجتمع كامل، ولكن مع شخص محدد. ننظف معًا، ونأكل معًا. هناك أيضًا شعور بالعار. أنت تحترمه لأنك تعرفه".

المتدرب الذي عاد للإرشاد: "أردت أن أقدم لهم الشخصية التي كنت أنشدها"

رابين أبو حميد، 23 عامًا، كان متدربًا في الدورة الثانية للمعهد، ويقود حاليًا مجموعة هناك. "هذه الدورة أكثر تنوعًا من دورتي سياسيًا. إنها تطرح تحديات جديدة. يوجد كل شيء هنا، من اليمين المتطرف حتى اليسار المتطرف. يجب أن أتحقق من عدم وجود صدام إلى ابعد من نطاق الخطاب المحدد. أي أن الأمر لا يتجاوز المحادثة. أحاول أن أكون معهم أثناء فترات الراحة، لأشارك في المحادثة، حتى يتمكنوا من التواصل معي إذا كانوا غير مرتاحين. يجب أن الأبعاد والتناسب، وأذكرهم: "أنتم هنا كأشخاص". أنتم تعيشون مع بعضكم البعض".

الساحة. "السحر الحقيقي يحدث في المساء، مع الضحك والقصص بين الفصول الدراسية" (تصوير: يانيف شارون)
الساحة. "السحر الحقيقي يحدث في المساء، مع الضحك والقصص بين الفصول الدراسية" (تصوير: يانيف شارون)

وأبو حميد، من مواليد قرية كسرى سميع، جاء للإرشاد في المعهد في بداية العام الدراسي. "لقد جئت إلى هنا من خلال صديقة مشتركة من مجلس الطلاب. لقد التحقت بعد السنة التحضيرية ثم سافرت إلى الخارج. أخبرني علي من مجموعتي من المرشدين أنهم يبحثون عن مرشد للدورة السادسة. كنت في نيويورك. عدت، وبعد يومين بدأت بالإرشاد والتوجيه. ومنذ ذلك الحين، وأنا في عمل وعطاء مستمر. لو لم أؤمن بالمكان لما أتيت. كانت هناك أزمة وكانوا بحاجتي. إنها مثل العائلة. فضلت أن أفعل ذلك بدلاً من ان اكون محايدًا".

كيف تتعاملون مع المتدربين اليوم وما يُبدونه من أسئلة ومشاعر؟
"أردت أن أكون الشخصية التي كنت أبحث عنها كمتدرب. المرشد الذي أرغب في الحصول عليه. أحاول الفصل بين الأمرين. لكنني أتجاذب ما بين الشخصية التعليمية ورابين الخاص. أحاول أن أنظر إليهما على أنهما الأشخاص الذين ما زالوا يفكرون ويشعرون بأشياء كثيرة. لا يعبرون عن آرائهم السياسية فقط. لا أستطيع ألا أحب شخصًا بناءً على رأي سياسي فقط.
"أنا قريب منهم نسبيًا في عمري. إنه جزء من شخصيتي، أن أرافق الناس في هذه المرحلة من الحياة، في مرحلة المراهقة. هناك اختلافات في المواقف، لكن الأسئلة الجوهرية متشابهة، من أنا، ما هي هويتي. ليس لدي إجابات عن كل شيء. لا أجيب دائمًا من باب التضامن والتعاطف، ولكن أحيانًا من تجربتي.

المدير: "أدركت أنني لا أعرف شيئًا عن روايتي كوني عربيًا في إسرائيل"

يؤكد إيتاي شورنيك، مدير المعهد، بشكل قاطع: "هذا المشروع يتجاوز الحرب، كان قبلها وسيستمر بعدها. في 9 من تشرين أول/ أكتوبر، عاد المتدربون وبدأنا العمل التطوعي على الفور. بدأ الفريق بالقيادة واحتشد المتدربون. لم يأت الجميع، بعضهم كان خائفا. تطوعنا في المجتمع اليهودي والعربي. وقمنا بأنشطة مع الأطفال الذين تم إجلاؤهم". غرفة قيادة "ليف ايحاد" المدنية، قمنا بتعبئة الطرود الغذائية. في طبريا قمنا بتنظيف ملاجئ المسنين.
"سمع أحد المتدربين العرب في المخيم شخصًا في الشارع يقول إنه يجب قتل كل العرب. من الواضح أن شيئًا ما سوف يسير إلى التطرف. جلسنا مع المتدربين وشرحنا لهم. إنهم يعيشون هذا التوتر. والآن تم رفع مستوى الصوت. "كصبي عربي، تكبر على ذلك. إنه ليس غريبا عليهم. إنه جزء من قصة حياة كونك عربيا في إسرائيل.
هنا أشخاص يخشون التعبير عن آرائهم. هنا نخلق بيئة آمنة. ويتم استبعاد أي شخص يتحدى ذلك. الاستهزاء وعدم إفساح المجال للتعبير هي خطوط حمراء. هذه هي المساحة الآمنة. نحن نحرص على حفظ المساحة الخاصة. يتم التعامل مع أي شخص ينحرف عن القواعد.

إيتاي شورنيك. "لا أريد أن ألعب دور محبة الآخر، أريد لقاء حقيقي" (تصوير: يانيف شارون)
إيتاي شورنيك. "لا أريد أن ألعب دور محبة الآخر، أريد لقاء حقيقي" (تصوير: يانيف شارون)

"كل جملة تقال هنا بالعبرية تقال أيضًا باللغة العربية، من منطلق مفهوم الشراكة الحقيقية. هناك رغبة في الحياة معًا. يجب على الجميع غسل الأطباق، والاهتمام بالنظافة، والوصول في الوقت المحدد لحضور الدروس. حتى إذا كان المتدرب العربي يعرف العبرية عليه أن يفهم بلغته، هناك متدربين عرب هنا لا يعرفون العبرية ومتدربين يهود لا يعرفون العربية، لذا نقوم بترجمة كل الأمور.
"لا أريد أن ألعب دور محبة الآخر، أريد لقاءً حقيقيًا. يوجد هنا متدربين من المحيط الاجتماعي والجغرافي. الفكرة هي جلب شباب ليسوا الجمهور الكلاسيكي للسنة التحضيرية.
"أدعو المتدربين إلى مقابلة المجتمع الإسرائيلي بأكمله. وأقول لهم: ’ دعونا نمر بعملية مكثفة مدتها ستة أشهر. سوف نطبخ، ونسافر، ونتعلم، ونختلف، ونبني معًا. أشخاص مختلفون عني، لكنهم في الواقع تماماً مثلي."
من المهم بالنسبة لشورنيك ألا تنفصل الحياة في المعهد عن الواقع الخارجي. "نتحدث معهم عن الديمقراطية، وماذا يعني أن تكون في مجتمع ديمقراطي، وعن الواجب والحق في الاختيار. وعن السياسة، وعن لعبة المصالح. نقول لهم: "أنتم جزء من المجتمع والدولة".
ألحياة المشتركة لا تحدث فقط في الدروس. "السحر الحقيقي يحدث في المساء، في الضحك، في القصص، بين الدروس. نعطي درساً ونحاول إدخال المحتوى والمغزى، لكن الشيء الحقيقي هو ما بين السطور."
وفي درس عن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، تشرح المحاضرة من منتدى التفكير الإقليمي النظام العسكري في أراضي الضفة الغربية. يتوقف تدفق كلماتها أحيانًا عندما يقوم أحمد، أحد الطلاب، بترجمة كلماتها إلى اللغة العربية. وتقول إحدى المتدربات تقول إن المستوطنين يعانون أيضًا من الحواجز العسكرية. يبدأ الحديث عن حياة اليهود والفلسطينيين في الضفة الغربية. "نحن نتحدث عن الصراع والعلاقات اليهودية العربية من خلال فهم الحقائق. والهدف هو كشف الشبيبة لكل هذه القضية."

لافتة الدخول إلى المعهد. "كل جملة تقال هنا بالعبرية تقال أيضا بالعربية، من منطلق مفهوم الشراكة الحقيقية" (تصوير: يانيف شارون)
لافتة الدخول إلى المعهد. "كل جملة تقال هنا بالعبرية تقال أيضا بالعربية، من منطلق مفهوم الشراكة الحقيقية" (تصوير: يانيف شارون)

شورنيك، 38 عامًا، متزوج وأب لطفلتين، تولى إدارة المهد في بداية العام الدراسي. وقبل ذلك، عمل على إدارة المزرعة التربوية التي أنشأها في كفار يحيزكل. "بمجرد أن بدأت التعامل مع علم البيئة، أدركت أنها علاقة مع البيئة بأكملها. وهذا دفعني إلى تعلم اللغة العربية، وإنشاء علاقات متبادلة مع البيئة. وتطوع متدربو المعهد للعمل معي واكتشفت السحر أثناء العمل في المزرعة.
"اتصلوا بي يوم الخميس واقترحوا أن أستبدل المديرة التي غادرت. ويوم الأحد قلت إنني قادم. وأخبروني أن المتدربين سيصلون في غضون خمسة أيام، وليس لدي طاقم. بدأت أتحرك بسرعة ومنذ ذلك الحين وأنا أركض. أنه مسار مذهل. اعتقدت أنني أعرف وعلى دراية، وأدركت أنني لا أعرف شيئًا عن قصة كوني عربيًا في إسرائيل. أنا بعيد عن فهم قضية العيش معًا وبحياة مشتركة، لكنها واحدة من القضايا الساخنة في المجتمع الإسرائيلي".

 

اشترك في النشرة الإخبارية الشهرية
من خلال التسجيل، أقرّ بقبول شروط استخدام الموقع