يكشف استطلاع جديد هن وجود اتجاهات إيجابية بشكل رئيسي في العلاقات بين العمال اليهود والعرب في أماكن العمل المشتركة. قامت بإجراء الاستطلاع منظمة "مبادرات إبراهيم" ومعهد "أفكار" بعد مرور خمسة أشهر على الحرب.
أفاد 83% من إجمالي العمال العرب و72% من اليهود أن حالة العلاقات بين العرب واليهود في أماكن عملهم جيدة أو جيدة جدًا. وأفاد 1% فقط من العرب و2% فقط من اليهود عن قيام "علاقات سيئة"، وأبلغ الباقون عن علاقات معقولة.
شمل الاستطلاع 660 مشاركًا يهوديًا و607 مشاركًا عربيًا، وجميعهم يعملون في شركات ومنظمات مختلطة في مجالات التجارة والصناعة والصحة والمواصلات والهايتك والقطاع العام. ولم يشمل الاستطلاع العاملين في قطاعي التعليم والتدريس.
غالبية المستطلعة آرائهم يشعرون بقليل من التوتر أو عدمه، وكثيرون منهم يتجنبون الحديث عن الحرب
أفاد معظم المشاركين أنهم لم يشعروا بتوتر بين اليهود والعرب (36%) في مكان العمل، أو أنهم شعروا بمثل هذا التوتر إلى حد ما (27%). وأفاد حوالي 15% فقط من العمال اليهود أو العرب أنهم شهدوا توتراً بين المجموعتين إلى حد كبير أو كبير جدًا.
وأفاد 46% من المشاركين العرب أنهم يشعرون بالراحة عند التحدث باللغة العربية في مكان العمل، مقارنة بـ 6% لا يشعرون بالارتياح. أفاد 48% من اليهود المشاركين أنهم لم يتوقفوا عن التعامل التجاري مع العرب بعد الحرب، بينما ذكر 10% أنهم توقفوا تماماً.
أفاد 15% من المشاركين العرب أنهم واجهوا حالات تمييز في مكان العمل، مقارنة بـ 8% من المشاركين اليهود. وأفاد 55% من اليهود المشاركين أنهم لم يواجهوا مثل هذا التمييز، وكذلك 39% من العرب.
وقال معظم المشاركين (56% من اليهود و76% من العرب) أن آرائهم حول المجموعة الثانية لم تتغير بعد 10/7. وأفاد 34% من العمال اليهود أن نظرتهم تجاه العمال العرب تغيرت إلى الأسوأ، وأفاد 10% فقط من العمال العرب أن موقفهم تجاه زملائهم اليهود قد تغير إلى الأسوأ. بل إن 9% من الموظفين العرب قالوا إن نظرتهم تجاه زملائهم اليهود تغيرت نحو الأفضل.
وبشكل عام، يبدو أن العمال يتجنبون الحديث عن مجزرة 7 أكتوبر/ تشرين ثاني والحرب. وأفاد نصف العرب ونحو 39% من اليهود أنهم لا يعتقدون أنه من الضروري الحديث عن الوضع في مكان العمل. 60% من العمال العرب و48% من العمال اليهود لم يدخلوا في مثل هذا النقاش. وأفاد الذين ناقشوا الموضوع أن الحديث كان إيجابيا (44% من العرب و40% من اليهود) أو محايدا (42% من العرب و39% من اليهود). وادعى 13% من العرب و17% من اليهود فقط أن النقاش كان سلبيًا.
اليهود الذين شعروا أن الإدارة تستثمر في الإدماج والتعميم تغيرت آرائهم حول العرب بشكل أقل نحو الأسوأ.
ومن النتائج المهمة الأخرى أنه في أماكن العمل حيث يميل الموظفون إلى الشعور المتزايد بالانتماء إلى أماكن العمل حيث تشعر الإدارة بالاستثمار في العلاقات اليهودية العربية. وهكذا، فإن 47% من الموظفين اليهود الذين يعتقدون أن مكان عملهم يستثمر في التنوع يشعرون أنهم ينتمون إلى مكان عملهم إلى حد كبير جدًا، مقارنة بـ 37% من اليهود الذين لا يعتقدون ذلك. أما في أوساط العمال العرب، فإن البيانات متشابهة أيضًا – 51% من العمال الذين يعتقدون أن مكان عملهم يستثمر في التنوع يشعرون أنهم ينتمون إلى مكان عملهم إلى حد كبير جدًا، مقارنة بـ 42% ممن لا يعتقدون ذلك.
كذلك لدى الموظفين اليهود الذين يشعرون بالاستثمار في التنوع والشمول من جانب إدارة مكان عملهم، فإن المواقف والآراء والمشاعر تجاه العرب في مكان العمل أكثر إيجابية مقارنة بجميع أماكن العمل. بينما شهد 34% من اليهود من مجمل الذين شملهم الاستطلاع أن مواقفهم تجاه زملائهم العرب قد تغيرت إلى الأسوأ – ومعدل التغيير إلى الأسوأ بين الموظفين في أماكن العمل التي تستثمر في العلاقات اليهودية العربية انخفض إلى 23%.
د. ثابت أبو راس وأمنون باري سوليانو، الرئيسان التنفيذيان المشاركان لـ "مبادرات إبراهيم": "من المشجع أن نكتشف أن العديد من أماكن العمل المشتركة هي بمثابة جزيرة من الاستقرار، وتحافظ على بنية طبيعية للعلاقات بين اليهود والعرب. وهذا ما يتناقض بشكل واضح مع الأجواء الصعبة والتوتر المصاحب للعلاقات بين اليهود والعرب في كل المجالات تقريبا. ويظهر الاستطلاع أن استثمار مكان العمل في العلاقة بين العرب واليهود يزيد من المشاعر الإيجابية. وندعو أماكن العمل إلى الاستثمار في رعاية هذه العلاقة."