كانت الأسباب الأكثر شيوعا للوفاة في إسرائيل عام 2022 هي السرطان وأمراض القلب ومرض فيروس كورونا – بحسب تقرير مكتب الإحصاء المركزي الذي تم نشره الأمس (الأربعاء). ويفيد التقرير أيضا بأن هناك فوارق حادة بين العرب واليهود في معدلات الوفيات لمعظم أسباب الوفاة، والأكبر حجما هو في المعدل النسبي للوفيات بسبب القتل – معدلها أكثر بـ 8.2 أضعاف لدى العرب مقارنة باليهود.
ووفقا للتقرير، فإن معدلات الوفيات الناجمة عن معظم أسباب الوفاة أعلى بين العرب مقارنة باليهود، والأسباب التي تجعل الاختلافات كبيرة بشكل خاص هي: القتل (8.2 ضعفاً)، حوادث المرور (2.5 ضعفاً)، مرض السكري (2.2 أضعاف لدى العرب مقارنة باليهود)، والأمراض المزمنة في الجهاز التنفسي العلوي (2.0 ضعفاً). من ناحية أخرى، هناك أسباب وفاة نسبتها أعلى لدى اليهود أكثر من العرب: المعدلات الموحدة للانتحار والخرف لدى اليهود أعلى بـ 2.1. ضعفاً و1.3 ضعفاً على التوالي.
ووفقا لمعطيات جمعية مبادرات إبراهيم، فقد قُتل في عام 2022 حوالي 116 عربيًا في إسرائيل في ظروف تتعلق بالعنف والجريمة، بعد مقتل 126 عربيًا في عام 2021. وفي عام 2023، تضاعف العدد تقريبًا إلى 224 شخصًا. ومع ذلك، قد تكون هناك فجوة بين معطيات مبادرات إبراهيم ومعطيات المكتب المركزي للإحصاء، لأن تعريف مبادرات إبراهيم أكثر اتساعًا، حيث تظهر دراسة أجراها مركز "تاوب" أن عدد الأشخاص الذين قُتلوا في المجتمع العربي قد تضاعف ثلاث مرات في غضون خمس سنوات (2023-2018).
وعلقت لجنة رؤساء السلطات العربية على الرقم المعطى وقالت: "هذا الرقم الصادم هو تعبير عن الواقع الدموي الذي يعيشه المجتمع العربي. ففي الأسبوع الماضي فقط قُتل 10 مواطنين، ومنذ بداية العام لقد قُتل 53 مواطناً عربياً ، وفشلت صرخة المجتمع العربي المتواصلة والمعطيات الصادمة في منع الحكومة من تأجيل انعقاد اللجنة الوزارية لمكافحة العنف في المجتمع العربي، وحتى في خطة عمل وزارة الأمن القومي لعام 2024، التي صدرت مؤخراً، هناك تجاهل كامل للجريمة في المجتمع العربي، وكأنها غير موجودة على جدول أعمال الوزارة ورئيسها.
"وفوق كل ذلك، يحوم التهديد بإلغاء الاستثمارات الحكومية لتقليص الفوارق، وإلغاء ميزانيات السلطات المحلية العربية، التي كان من المفترض أن تعمل جميعها على معالجة ظاهرة العنف. إن سياسة العجز المتعمدة التي تنتهجها الحكومة تجاه المجتمع العربي هي سياسة إفلاس أخلاقي للدولة بأكملها".
أسباب الموت الأكثر شيوعاً: مرض السرطان وأمراض القلب وفيروس الكورونا
وفي عام 2022، توفي نحو 51,753 مواطن في إسرائيل، وهو ما يمثل نصف بالمائة من سكان إسرائيل في ذلك العام. 51.0% من المتوفين ذكور، و49.0% إناث. 84% من المتوفين كانوا فوق سن 65 عامًا (67% من المتوفين كانوا فوق 75 عامًا و40% فوق 85 عامًا). وكان 5% من المتوفين تحت سن 45 عامًا، و1.0% من المتوفين (515) كانوا أطفالًا رضعًا تقل أعمارهم عن سنة واحدة.
بلغ معدل الوفيات الإجمالي في عام 2022 نسبة 5.4 لكل 1000 نسمة (5.4 في عام 2021، 5.3 في عام 2020) – وهو أعلى من المعدل في عام 2019، قبل وباء كورونا، الذي كان 5.1 لكل 1000. يرجع جزء من ارتفاع معدل الوفيات في هذه السنوات إلى شيخوخة السكان؛ وارتفع المعدل الموحد للعمر من 4.8 في عام 2019 إلى 4.9 في عام 2020 وإلى 5.0 في عام 2021، وفي عام 2022 عاد إلى قيمته في عام 2019 – 4.8.
وبحسب التقرير، فإن السبب الأكثر شيوعًا للوفاة في إسرائيل في عام 2022 هو السرطان، يليه أمراض القلب، ومن بين جميع المتوفين، توفي 22.0% بسبب أورام خبيثة (السرطان) و22.0% من إجمالي أمراض القلب والأوعية الدموية. توفي نحو 12.5% بسبب أمراض القلب (باستثناء أمراض القلب الروماتيزمية). وكان السبب الثالث الأكثر شيوعًا للوفاة هو فيروس كورونا، وفي عام 2022، توفي 4,344 شخصًا بسبب الفيروس (8.4% من إجمالي الوفيات)، معظمهم في شهري يناير/كانون الثاني- مارس/آذار. 4.9% من الوفيات كانت بسبب الأمراض المعدية – 83% منهم تعفن الدم (Sepsis)، ومن مرض السكري نحو 4.8%، ومن أمراض الأوعية الدموية الدماغية (السكتة الدماغية) – 4.0% من المتوفين.
وكان مرض فيروس كورونا ثالث أكثر أسباب الوفاة شيوعا في الفئات العمرية 65-84 و85 وما فوق. وكان هذا المرض خامس أكثر أسباب الوفاة شيوعًا في الفئات العمرية: 5-17، 18-24، 25-44، 45-64. وكانت معدلات الوفيات الموحدة حسب العمر بسبب فيروس كورونا أعلى بنحو 1.6 مرة بين الرجال مقابل النساء، ولدى العرب – 1.8 مرة أعلى من اليهود.
وذكرت دائرة الإحصاء المركزية أن مرض فيروس كورونا (COVID-19) كان ثالث أكثر أسباب الوفاة شيوعًا في 2020-2022، ووصل إلى ذروته في عام 2021، مسببًا 4,800 حالة وفاة، أي 9.5% من إجمالي الوفيات في ذلك العام.
ارتفعت معدلات الوفيات الناجمة عن الأمراض المعدية بشكل رئيسي في العقد الماضي، وأصبحت ثالث أكثر أسباب الوفاة شيوعًا في الفترة 2015-2019، متقدمة قليلا على مرض السكري. وفي الأعوام 2020-2022 كانت السبب الرابع للوفاة بعد مرض فيروس كورونا. وكان السبب الأكثر شيوعاً في هذه المجموعة هو تعفن الدم (Sepsis)- نحو 83% من المتوفين.
انخفضت معدلات الوفيات الناجمة عن أمراض القلب الإقفارية (نقص تروية القلب) وأمراض الأوعية الدموية الدماغية بأكثر من 80% منذ أوائل الثمانينات.
معدل الوفيات بسبب سرطان القصبة الهوائية، القصبات الهوائية والرئة هو أكثر أنواع السرطان شيوعًا لدى الرجال في إسرائيل (1% من جميع الوفيات الناجمة من السرطان)، وهو منخفض مقارنة بدول OECD. معدل الوفيات بسبب سرطان الثدي هو النوع الأكثر شيوعًا لدى النساء في إسرائيل (18.4% من جميع الوفيات الناجمة عن السرطان)، وهو مرتفع جدًا مقارنة بدول OECD (في المركز 21 من بين 26 دولة OECD).
وتكشف البيانات أيضًا عن وجود فجوة في معدلات الوفيات بين الرجال والنساء. كان معدل الوفيات الموحد حسب العمر في عام 2022 لجميع الأسباب أعلى بمقدار 1.5 مرة لدى الرجال من النساء. المعدلات الموحدة أعلى لدى الرجال مقارنة بالنساء من معظم الأسباب الشائعة للوفاة وخاصة من الأمراض المزمنة في الجهاز التنفسي السفلي (2.0 مرة)، من أمراض القلب (1.8 مرة)، من أمراض الكلى (1.7 مرة) ومن مرض فيروس كورونا (1.6 مرة). وفي الوفيات الناجمة عن أسباب خارجية، تكون الفوارق كبيرة بشكل خاص – ففي جرائم القتل كان المعدل لدى الرجال أعلى بمقدار 5.1 مرات من النساء، وفي حوادث السير – 3.8 مرات، وفي الانتحار – 3.4 مرات. ومن ناحية أخرى، بالنسبة لمرض الخرف، فإن المعدلات الموحدة أعلى بمقدار 1.1 مرة لدى النساء مقارنة بالرجال
[1] معدل الوفيات الموحد حسب العمر – معدل الوفيات الذي يعكس معدل الوفيات بين السكان الذين يتم اختبارهم، إذا كان التوزيع العمري في هذه الفئة من السكان هو نفس التوزيع العمري للسكان. يتيح نظام العمر المقارنة بين المجموعات السكانية المختلفة التي تختلف في تكوينها العمري.
