
في أطراف الصحراء، تحت السماء التي عرفت ضجيج القنابل وهدوء الصمت العميق، ودعت رهط هذا الأسبوع الرقيب أول غالب سليمان النصاصرة . قصاص الأثر الذي يبلغ من العمر الـ – 35 عامًا، مقاتل في وحدة قصاصي الأثر التابعة للكتيبة الشمالية في فرقة غزة، الذي لقي مصرعه في يوم السبت الأخير في انفجار عبوة ناسفة جانبية في الوقت الذي تم استدعاؤه مع طاقم إنقاذ لمعالجة مصابين من إطلاق النار باتجاه مركبة عسكرية غير مدرعة. وقد تم تشييع جثمانه في المقبرة في رهط، بناء على طلب عائلته. وقد رافقه الآلاف في طريقه الأخيرة.
يستمر عشرات المعزين في التوافد إلى الخيمة التي قام أفراد العائلة بإقامتها في المدينة. أصدقاء، أفراد شرطة وجنود يشاركون ذكرياتهم وحكاياتهم. شيوخ العائلة، الذين قسم منهم يرتدون الزي التقليدي، يستعيدون أحداث الأيام القديمة. يثول سلام، أحد أفراد العائلة: "حينها كنا نعيش في خيام، ساعدنا في بناء شوفال، عراد، قمت بإرشاد بالقرب من قبر بن غوريون".
أفراد العائلة الشباب يتحدثون باللغة العربية عن الوضع الأمني. وقال أحدهم: "نسمع هنا صوت الانفجارات من غزة. عندما يتم إطلاق صفارات الإنذار – لا يوجد مكان نفر إليه. وأضاف قائلًا: "سقطت هنا في المنطقة أجزاء من صواريخ. هذا شيء خطير". على الرغم من أن رهط لا تشتمل على قسيمة عسكرية، إلا أن الجنازة أُقيمت في المقبرة البلدية. وقال صهر النصاصرة: "هذا ما أرادته العائلة"، وأضاف صهر النصاصرة قائلًا: "وصل الكثير من الناس. الآلاف. أفراد من الجيش، أعضاء كنيست. أعضاء في الحكومة لم يأتوا".

كان النصاصرة هو الجيل الثالث لقصاصي الأثر في جيش الدفاع الإسرائيلي. توفي والده، الذي كان هو الآخر قصاص أثر بعد أن أُصيب بمرض خلال خدمته العسكرية. يقول عم غالب: " كان هو شخصًا طيبًا. توفي والده بعد أن أُصيب بمرض قبل عشر سنوات، وكان هو الرجل في البيت". وأضاف عم غالب قائلًا: "لا يوجد أي شيء يمكننا أن نفعله. الآن يجب أن نهتم بالأرملة والأيتام. نأمل بالأفضل، وأن نعيش بسلام".
" ابن لعائلة ذات تاريخ في الخدمة والولاء والإخلاص"
سقط النصاصرة رحمه الله خلال عملية "القوة والسيف" – وكان الشهيد الأول في جيش الدفاع الإسرائيلي في غزة منذ بدء العملية. وفقًا للتحقيق الأولي الذي أجراه جيش الدفاع الإسرائيلي، فإن الحادث وقع في يوم السبت في الساعة 13:00 ظهرًا في حي الدوار في بيت حانون. أطلق مخربون صاروخًا من نوع RPG باتجاه مركبة عسكرية، التي كانت تقلّ مقاتلات من وحدة جمع المعلومات القتالية. وقد أُصيبت ثلاث منهن بجروح خطيرة. بالقرب من هناك، في المنطقة العازلة بين موقع عسكري تابع لجيش الدفاع الإسرائيلي والحدود الإسرائيلية، خرج مخربون من فتحة نفق الذي عمل جيش الدفاع الإسرائيلي على تفجيره – وقاموا بالهجوم.
بعد مرور نصف ساعة، في الساعة 13:25 ظهرًا، تم تفعيل عبوة ناسفة قوية على مركبة قصاصي الأثر التي وصلت إلى المنطقة. في الانفجار لقي الرقيب أول النصاصرة رحمه الله مصرعه، وأُصيب اثنان آخران من رفاقه بجروح خطيرة. وقد قامت طائرات مروحية تابعة لسلاح الجو بإخلاء المصابين إلى المستشفيات. وقد ترك النصاصرة خلفه زوجة وابنتين، وأفراد عائلة الذين يستمرون في وحدتهم بتذكره.
وقد نعى المقدم (في خدمة الاحتياط) وحيد الهزيل، ناشط اجتماعي معروف في المجتمع البدوي الرقيب أول النصاصرة قائلًا: "هو ابن لعائلة ذات تاريخ في الخدمة والولاء والإخلاص. ذهب في طريق والده. مصير الاثنين مرتبط ومتشابك بالقصة الإسرائيلية – البدوية، التي تمر التضحية والشراكة في أحيان متقاربة بصمت. غالب لم يكن مقاتلًا فقط – فقد كان جسرًا بين عوالم. جزء من الجيل الذي يبحث عن الانتماء والمغزى في داخل حيز معقد ومقسم إلى طبقات".
كذلك تطرق رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إلى سقوط النصاصرة شهيدًا قائلًا: "أنا أرغب في أن أرسل باسمي وباسم زوجتي، وأنا متأكد باسم جميعكم، تعازيّ من أعماق القلب إلى عائلة الرقيب أول غالب النصاصرة رحمه الله، الذي سقط شهيدًا في معركة في قطاع غزة. شعب إسرائيل كله في حداد سوية مع العائلة العزيزة. شعب إسرائيل كله يحيي بطولته".