صوت ألعمال في إسرائيل
menu
يوم السبت 12 تموز 2025
histadrut
Created by rgb media Powered by Salamandra
ألأخبار

في طمرة يودعون المعلمتين اللتين لقيتا مصرعهما من إصابة صاروخ : "هي كانت ترقص عندما تسمع الرنين، سوف نتذكرها في كل مرة نسمع فيها الرنين"

لقيت منار القاسم أبو الهيجاء – خطب التي تبلغ من العمر الـ – 45 عامًا وسلفتها منار ذياب – خطيب التي تبلغ من العمر الـ - 41 عامًا مصرعهما من إصابة صاروخ في طمرة | في المدرسة التي علّمتا فيها يجدون صعوبة في استيعاب ذلك : "كانت منار معلمة مخلصة ومسؤولة، دائمًا كانت تقدم المساعدة مع ابتسامة على الوجه"

מנאר דיאב ח'טיב (מימין) ומנאר אל-קאסם אבו אל-היג'א ח'טיב (צילומים: בית ספר אל-כרמה ומקיף טמרה)
منار ذياب – خطيب (من اليمين) ومنا القاسم أبو الهيجاء – خطيب (تصوير : مدرسة الكرمة والمدرسة الشاملة في طمرة)
بقلم ميخال مرنتس

اثنتان من القتيلات الأربع اللواتي لاقين مصرعهن من إصابة صاروخ إيراني في طمرة في الأسبوع المنصرم كانتا معلمتين : منار القاسم أبو الهيجاء – خطيب التي تبلغ من العمر الـ – 45 عامًا وسلفتها منار ذياب – خطيب التي تبلغ من العمر الـ – 41 عامًا. تقول عبور الشيخ محمد التي تبلغ من العمر (47 عامًا)، مديرة المدرسة الابتدائية ‘الكرمة‘ في حيفا لـ ‘دفار‘ : في الدروس التي تم تنظيمها مع طلاب صفوف الثواني هم تحدثوا كم أن منار القاسم أبو الهيجاء – خطيب كانت تدعمهم عندما ينجحون في الامتحانات". وأضافت عبور الشيخ محمد قائلة : "كانت منار معلمة مخلصة ومسؤولة وأحبت تعليم اللغة العربية. وهي دائمًا ما كانت تقدم المساعدة مع ابتسامة على الوجه".

الشائعات حول موتها وصلت إلى الشيخ محمد بعد أن خرجت من الملجأ بالقرب من بيتها في حيفا. تقول عبور الشيخ محمد : "بعد ساعتين – ثلاث ساعات من الشائعات، في الساعة – 4:00 فجرًا تلقينا النبأ المؤسف. قمت بإبلاغ مفتشي برسالة، وعاد هو إليّ في الساعة – 05:00 صباحًأ، وفي الساعة – 06:00 صباحًا قمت عمليًا بإبلاغ الطاقم".

وقع الهجوم في مساء يوم السبت، والمدرسة لا تعمل في أيام الأحد، الأمر الذي منح الطاقم التربوي وقتًا لمعالجة المشاعر قبل اللقاء مع الطلاب. تقول عبور الشيخ محمد : "قمنا بإجراء لقاء عبر برنامج الزوم إلأى كافة طاقم المدرسة في يوم الأحد". تم تنظيم كافة اللقاءات مع الطاقم ومع الطلاب عن بُعد في أعقاب توجيهات قيادة الجبهة الداخلية. في بداية اللقاء مع الطاقم حضر ممثلون عن وزارة التربية والتعليم وعن بلدية حيفا، وأضافت الشيخ محمد قائلة : "الذين شدوا على أيدي الطاقم وأظهروا لهم بأنه يوجد لديهم مساند وظهر". وتم تكريس باقي اللقاء لحوار عاطفي في الطاقم. وتابعت الشيخ محمد قائلة : "كانت تلك محادثة طويلة. جميعهم كانوا حزينين وفي صدمة". بين يوم الأحد ويوم الثلاثاء تم ايضًا تنظيم لقاءات مقلصة أكثر : طاقم المربين، داعمات التربية (المساعِدات) والمعلمين المهنيين.

‘الكرمة‘ هي مدرسة ابتدائية من الصف الأول – الثامن، وعلّمت خطيب فيها ثلاث سنوات. ومضت عبور الشيخ محمد قائلة : "في السنتين الأوليين علّمت منار اللغة العربية في صفوف السابع – الثامن ، وهذا العام هي كانت معلمة متقدمة إلى الطبقة ب، ولذلك كان هناك تفهّم بأنه مطلوب هناك مرافقة. حتى معلمات من الطاقم التربوي اللواتي كنّ قريبات من منار تلقين مرافقة ملاصقة أكثر من باقي الطاقم".

عبور الشيخ محمد. "سمحت لنفسي بأن أنهار في واحدة من المحادثات عبر برنامج الزوم مع الطاقم. لا يجب أن نكون أقوياء طوال الوقت" (تصوير : البير فاردة البرت)
عبور الشيخ محمد. "سمحت لنفسي بأن أنهار في واحدة من المحادثات عبر برنامج الزوم مع الطاقم. لا يجب أن نكون أقوياء طوال الوقت" (تصوير : البير فاردة البرت)

قدم المرافقة أخصائي نفسي ومستشارات المدرسة، وقالت عبور الشيخ محمد : "الذين مرروا سوية معي ومع المربيات محادثة مع طلاب الطبقة ب". في المحادثة، بالإضافة إلى سرد ذكريات مع منار، قام الطلاب بمشاركة تخوفاتهم من الحرب. في قسم آخر من اللقاء قامت المستشارة بتذكيرهم بالأدوات للتعامل مع حالات الهلع والضغط. وتم تنظيم لقاءات مشابهة مع كافة الصفوف الدراسية.

تقول عبور الشيخ محمد : "توجد للقاءات عبر برنامج الزوم مميزات وعيوب". وواصلت الشيخ محمد حديثها قائلة : " الميزة الأولى من اللقاء عن بُعد، أنها تتيح لكل واحد المكان للحزن بوتيرته، والعيب الكبير هو عدم القدرة على الاحتضان وأن نكون معًأ".

هذه ليست المأساة الأولى التي تتعامل معها المدرسة في الفترة الأخيرة. وأضافت الشيخ محمد قائلة : "في الشهر المنصرم لقي طالب من طلاب الصف السادس مصرعه في حادث طرق . ولم نكد ننتعش عمليًا حتى حدثت كارثة أخرى. وهذا سبب إضافي في أن يستصعب المعلمون في الشرح والحديث مرة أخرى عن الموت".

وتابعت عبور الشيخ محمد تقول : "في يوم الثلاثاء كانت الجنازة ووصل – 13 عضوًا من الطاقم على الرغم من الوضع. في نفس اليوم فقمنا بتنظيم لقاء عبر برنامج الزوم مع أولياء أمور الطلاب، وتقريبًا نصف أولياء أمور الطلاب في المدرسة شاركوا في اللقاء. أنا أعتقد بأن المشاركة المرتفعة منحت المعلمين شعورًا بالشراكة مع أولياء أمور الطلاب، الذين يهمهم هذا الأمر".

ومضت الشيخ محمد تقول : "لقد عملت بشكل تلقائي في اليومين الأخيرين – الأيام الثلاثة الأخيرة وسمحت لنفسي بأن أنهار في واحدة من المحادثات عبر برنامج الزوم مع الطاقم . بعد ذلك تلقيت رسائل بأن البكاء وقدرت على أن أكون قابلة للإصابة دعمتهم ومنحتهم القوة. لا يجب أن نكون أقوياء طوال الوقت".

"منار هي منارة ونبراس – هذا ما كانت بالنسبة للطلاب، الطاقم وأولياء أمور الطلاب"

منار ذياب – خطيب، سلفة منار القاسم أبو الهيجاء – خطيب، كانت معلمة في المدرسة الشاملة في طمرة منذ أن تم تأسيسها قبل 15 عامًا. يقول فادي ذياب، قريب عائلة خطيب ونائب مدير المدرسة الشاملة : "معنى كلمة منار باللغة العربية هي منارة ونبراس". وأضاف فادي ذياب قائلًا : "وهذا ما كانت هي – بالنسبة للطلاب ، لطاقم المعلمين ولأولياء أمور الطلاب".

تعامل طاقم المدرسة مع وفاة خطيب، التي كانت مربية الصف التاسع ومعلمة لمادة العلوم، تداخل مع الحدث نفسه. وتابع فادي ذياب قائلًا : "قسم من طلاب المدرسة هم جيران منار، وهم عاشوا الحدث بأنفسهم. وهم أيضًا كانوا في حاجة إلى المرافقة وإلى الاحتضان".

يتم التعليم في المدرسة عن بُعد في أعقاب توجيهات قيادة الجبهة الداخلية، إلا أنه ونظرًا إلى أن جميع الطلاب يسكنون في طمرة، فإن اللقاءات التي لم يكن مخططًا لها تم تنظيمها بشكل وجاهي وجهًا لوجه. وأردف فادي ذياب قائلًا : "عملية الحزن كانت أطول من ما هو معمول به عندنا – وأعلنت العائل الحداد ثلاثة أيام قبل الجنازة وثلاثة أيام بعد الجنازة في بيوت مختلفة ، وبالتالي تبين بأن طاقم المدرسة التقى مع الطلاب كثيرًا".

فادي ذياب. "هي كانت صديقتي الحميمة، كانت دائمًا تصغي وتكون هناك" (تصوير : ألبوم خاص)
فادي ذياب. "هي كانت صديقتي الحميمة، كانت دائمًا تصغي وتكون هناك" (تصوير : ألبوم خاص)

وواصل فادي ذياب حديثه قائلًا : "كان هناك الكثير من المعزين للسيدات الأربع بالطبع. وصل المعزون من كافة الديانات – يهود، مسلمون ومسيحيون. وكانت هناك دعوات ونداءات ‘فلتحترق لكم القرية‘، إلا أنني أتجاهل هذه الدعوات وهذه النداءات".

في موازاة اللقاءات غير المخطط لها في فترة الحداد تم تنظيم لقاءات عبر برنامج الزوم. يقول فادي ذياب : "في اليوم التالي تم تنظيم لقاء بين طاقم الإدارة وطاقم المستشارين والأخصائيين النفسيين في المدرسة وقمنا بتحديد جدول زمني للطلاب وللطاقم التربوي. من الواضح أن أحد القرارات الهامة كان من سوف يكون مسؤولًا عن طلاب الصف الذي كانت تربيه".

القصة التالية تمثل وتعرض مميزات خطيب. وأضاف فادي ذياب قائلًا : "قبل ثلاث سنوات كان هناك طالب الذي أراد أن يكون في اتجاه معين ، إلا أن علاماته لم تتلاءم مع ما هو مطلوب، وأصرت منار عليه. في نهاية المطاف أنهى مع شهادة تفوق، بما في ذلك خمس وحدات في اللغة الإنجليزية وخمس وحدات في الرياضيات. وقد تحدث عن ذلك في الجنازة".

كانت خطيب معلمة مخلصة لطلابها. وتابع فادي ذياب قائلًا : "أجرت امتحانات قبل 7 من شهر تشرين الأول / أكتوبر، وأعادتها في غضون 48 ساعة، وهي بالطبع لم تكن ملزمة بذلك. وقد علّمت ثمانية صفوف".

وأنهى فادي ذياب حديثه قائلًا : "منار متزوجة وأم لابنين : الأول يتعلم موضوع الطب في بودابست والثاني أنهى الصف الثاني عشر ومن المنتظر أن يبدا التعليم الجامعي. هي كانت صديقتي الحميمة، كانت دائمًا تصغي وتكون هناك. هي كانت معلمة التي علّمت من القلب وليس من العقل. كانت لها رقصة صغيرة عندما كانت تسمع رنين جرس المدرسة. دائمًا سوف نفكر في الرقصة وفيها عندما نسمع الرنين".

اشترك في النشرة الإخبارية الشهرية
من خلال التسجيل، أقرّ بقبول شروط استخدام الموقع