صوت ألعمال في إسرائيل
menu
يوم الإثنين 29 نيسان 2024
histadrut
Created by rgb media Powered by Salamandra
ألأخبار

منتدى العناية بقضية المفقودين من المجتمع البدوي: "هذه عائلات لم يتحدث معها أحد تقريبًا"

العقيد في الخدمة العسكرية الاحتياطية وحيد الهزيّل، أحد مؤسسي وقادة المنتدى الذي ينشط في البحث عن المفقودين البدو ودعم ذويهم، يحكي لصحيفة ”دفار” عن المنظمة، وعن الفراغ الذي تركته الدولة: “ندرك أن لا أحد سيقوم بهذه المهمة بدلاً عنّا".

סא"ל במיל' ואליד אל הוזייל, ממקימי הפורום לטיפול בנעדרים בחברה הבדואית (צילום: אלבום פרטי)
العقيد وحيد الهزيّل، أحد مؤسسي منتدى العناية بقضية المفقودين في المجتمع البدوي (الصورة: ألبوم خاص)
بقلم ينيف شرون

بدأ المنتدى لمعالجة قضية المفقودين في المجتمع البدوي يهتم بتحديد أماكن القتلى والمفقودين ومساعدة أسرهم في الأيام الأولى من الحرب، قبل أن تتواصل الدولة مع العائلات. وحتى يوم الخميس (26/10)، يوجد 6 أشخاص مفقودين من البدو ضمن عدد المفقودين والمختطفين، كما قُتل 24 عربياً معظمهم من البدو منذ بداية الحرب. ويتحدث المقدم وحيد الهزيّل، الذي بدأ بمعالجة الموضوع منذ مساء 7 تشرين الأول/أكتوبر، لصحيفة ”دفار” عن المنتدى الذي تأسس كمنظمة تطوعية دون مشاركة الدولة.
وبحسب أقوال الهزيّل فإن الدولة لم تتواصل مع أهالي المفقودين حتى يوم الأحد 22.10، وكذلك الأمر بالنسبة للمجتمع اليهودي. وفي ظل غياب معالجة الدولة للقضية، فقد اختار أن يأخذ المهمة على عاتقه. يقول الهزيّل: "كنت ضابطًا عسكريًا وقائدًا في الجيش، أعرف هذه القضية. وانضمت إليّ روتيم شفارتس بوروفيتش، التي كانت ضابطة في قسم المصابين، وقمنا بتأسيس منتدى لمعالجة قضية المفقودين. وانضمت أيضاً ثلاث نساء بدوية رائعات: هبة الهزيّل، وسوزان العّبرة، وأميرة أبو سريحان قريناوي".
يوضح الهزيّل قائلاً: "لقد شرعنا بالعناية بالعائلات. بدأنا باحتضان العائلات والاستجابة للاحتياجات الأساسية. لإجراء اتصالات لفهم مكان وجود كل واحد، وفحص الحقوق التي يستحقها الناس".

"عندما قال الناس أن هناك شخصاً مفقوداً، بدأنا التحقيق. لدينا جهة اتصال في منظمة زكا (تحديد هوية ضحايا الكوارث) رهط"

يصف الهزيّل عملية مسح وتحديد القتلى والمفقودين التي عهد بها مع بوروفيتش. يقول: "نحن نعمل بشكل تدريجي، عندما قال الناس أن هناك شخصًا مفقودًا، بدأنا التحقيق: أين كان، أين كان يعمل، أين أُرسل. قمنا بالفحص في المستشفيات. إذا لم نتمكن من العثور على اسم الشخص، قمنا بإجراء تحليل الحمض النووي للعائلة وذهبنا إلى مخيم الشورى (مقر الحاخامية العسكرية ونقطة التعرف على جثث القتلى). "لدينا جهة اتصال في زكا رهط، قمنا بمقارنة المعلومات معه. إذا وجدنا شخصًا هناك، قمنا بتشييعه الى مثواه الأخير. أولئك الذين لم يتم العثور عليهم – قمنا بجمع الصور ومقاطع الفيديو الخاصة بهم. بعضه شوهدوا في غزة."
ويقول الهزيّل إنه بعد الحصول على المعلومات المخزنة ومعالجتها، عادة ما يصل الفريق إلى احتمال كبير لمعرفة وضع كل مفقود. وفي هذه المرحلة يقومون بإبلاغ العائلات وبدأوا بالتواصل معهم. "في البداية، يكون من الصعب بناء الثقة. طوال الوقت يقومون بطرح الأسئلة. يستغرق الأمر وقتًا حتى يفتح الناس قلوبهم."
هبة الهزيّل والعّبرة وأبو سريحان قريناوي أخذن على عاتقهن التواصل اليومي مع العائلات. "لقد قدمن المساعدة النفسية والعاطفية. العلاج يومي، سواء في مقابلة شخصية أو عبر مكالمة هاتفية. هذه عائلات لم يتحدث معها أحد تقريبًا، تواصلنا معهم بحد ذاته واعتنائنا بهم جعلهم يشعرون بالارتياح إلى حد كبير".
ويضيف: "واصلت الاتصال بالمكاتب ومصادر أخرى، وفي يوم الاثنين (22.10)، وصل موظفو غال هيرش وبدأوا بتقديم المساعدة ".

روتيم شوارتس بوروفيتش، شريكة الهزيّل في تأسيس المنتدى لمعالجة قضية المفقودين في المجتمع البدوي (الصورة: ألبوم خاص)
روتيم شوارتس بوروفيتش، شريكة الهزيّل في تأسيس المنتدى لمعالجة قضية المفقودين في المجتمع البدوي (الصورة: ألبوم خاص)

بوروفيتش، التي تعمل عادةً في مؤسسة "جويت"- مؤسسة توفر الأمن والأمان لليهود والجاليات اليهودية التي في ضائقة-، تعمل أيضًا على تلبية احتياجات العائلات. يقول الهزيّل: "اليوم نستطيع توفير كل ما تطلبه العائلة، وكل شيء بشكل تطوعي".
يقول الهزيّل: "لم نتطرق إلى قضية القتلى. نحن مجموعة صغيرة وأردنا التركيز على قضية عائلات المفقودين. وسنبدأ في الأيام المقبلة بالحديث مع عائلات القتلى. ونعمل على إنشاء موقع إلكتروني خاص بالمختطفين وقتلى السابع من أكتوبر/ تشرين أول.
ويضيف أن المنتدى تأسس بهدف دعم ضحايا الحرب وعائلاتهم من المجتمع البدوي في النقب. ويضم المنتدى مركز الحصانة للمجتمع البدوي وجمعية "خطوة للأمام". ويجمع المنتدى كافة أوجه العناية بعائلات الضحايا والقتلى والمفقودين وتهيئة منظومة العناية بتلك العائلات.

"لو كان هناك مرافق لكل عائلة من عائلات المفقودين البالغ عددها 200 عائلة لكان الوضع مختلفًا تمامًا"

يقول الهزيّل: "خلافاً لما يحدث في المراكز الأخرى التي تحاول فقط تحديد المواقع، فإننا نعتني بالعائلات". ويدعي أنه لو كان بعض الأشخاص المشاركين في تحليل البيانات مشاركين في العائلات نفسها لكان الوضع أفضل. "هناك 200 عائلة لأشخاص مفقودين. لو كان لكل عائلة مرافق نجتمع معه كل يوم، لكان الأمر مختلفًا تمامًا. هذا امر يجعل من السهل على الأسرة في هذه الحالة أن يكون لديها شخص تتحدث إليه".
اللقاء اليومي مع عائلات المفقودين ينطوي على عبء وضغط نفسي. "كانت هناك حالات انهارت فيها المعالجات، وقمنا بمساندتهن. لكن المحادثة اليومية تساعد مجموعة المعالجات، وأنا وروتيم نرافقهم. علينا رعاية شعبنا، وعدم الانهيار معهم."
الصدمة والحزن لم تستثني الهزيّل نفسه. يقول: "لقد شعرت بصدمة كبيرة. لدي أصدقاء من الكيبوتسات. لمدة 23 عامًا خدمت في الجيش في غلاف غزة، كنت بمقام فرد من العائلة بالنسبة لهم. لدي أصدقاء قتلوا أو فقدوا. أسأل كيف حدث لنا هذا، وهذا سؤال صعب بالنسبة لي، كشخص يعرف المنطقة جيداً. نحن بحاجة إلى محاسبة النفس.
يشرح الهزيّل مصدر القوة التي يستمدها في مواصلة العمل: "عندما تساعد الناس، وعندما تلتقي بالعائلات، والألم، تدرك أنهم يقوونك. وتدرك أنك تساهم ولن يقوم أي شخص آخر بذلك بدلاً منك. عندما تتصل بي العائلات وتطلب مني أن آتي وأكون معهم، فإن ذلك يملئني بالقوة للاستمرار وبذل المزيد من الجهد".

 

اشترك في النشرة الإخبارية الشهرية
من خلال التسجيل، أقرّ بقبول شروط استخدام الموقع