صوت ألعمال في إسرائيل
menu
يوم الأربعاء 1 أيار 2024
histadrut
Created by rgb media Powered by Salamandra
ألأخبار

أطفال على قارعة الطريق / مجموعة الناشطين التي تحارب استغلال الأطفال الفلسطينيين على مفترقات الطرق: "نحن نؤدي الوظيفة التي يفترض أن تؤديها السلطات"

أندريه، من سكان وادي عارة ومن مؤسسي المنظمة: "من الصعب بالنسبة لي أن أفكر في قضية معالجتها مُلحّة أكثر من هذه القضية" | يقوم العشرات من أعضاء المجموعة بالتبليغ عما يحدث على مفترقات الطرق، ويحضرون الطعام والماء للأطفال ويطالبون بحلول من الشرطة والحكومة لهذه القضية | أندريه يدعو الجمهور إلى الإفاقة من اللامبالاة: "على الناس أن يستيقظوا، وعندئذ ربما يتوقفون عن التجاهل" | المقالة الخامسة في السلسلة

התכתבויות בקבוצת הווטסאפ 'ילדי הצמתים' העוסקת בילדים פלסטינים המקבצים נדבות בצמתים (צילום מסך)
رسائل متبادلة في مجموعة الواتساب "أطفال المفترقات" التي تعنى بأطفال فلسطينيين يتسولون على مفترقات الطرق (تصوير شاشة الهاتف)
بقلم ياهل فرج

أندريه (42 عاما)، أحد مؤسسي منظمة مدنية جديدة في الشمال تعمل على القضاء على ظاهرة الأطفال من سكان السلطة الفلسطينية الذين يتم إرسالهم للتسول على مفترقات الطرق في إسرائيل، يقول لصحيفة "دافار ": من الصعب بالنسبة لي أن أفكر في قضية حلها أكثر إلحاجاً من هذه القضية، ربما أنا فقط من يفكر هكذا".

يقول أندريه، الذي يعيش في إحدى البلدات في وادي عارة ويفضل عدم ذكر اسمه الكامل: "حاولت اتخاذ خطوات لمكافحة هذه الظاهرة. اتصلت بالشرطة والمكاتب الحكومية، لكن في مرحلة ما قلت إنني لا أستطيع التعامل مع الأمر بمفردي، فلنبحث عن أشخاص آخرين يزعجهم الأمر بقدر ما يضايقني ويزعجني".

"بدأت بكتابة منشورات على صفحة التواصل الاجتماعي "الفيسبوك" والبحث عن المزيد من الأشخاص، وهكذا التقيت بشيرلي، التي تعيش في إحدى البلدات في الشمال، وترى هذه الظاهرة الصادمة بالقرب من المكان الذي تعيش فيه. لقد كانت تحاول أن تفعل شيئا حيال هذه الظاهرة منذ سنوات، وتعرف أشخاصًا آخرين منزعجين من هذه المشكلة. ومعهم، أسسنا مجموعة على تطبيق "الواتساب" باسم "أطفال المفترقات"، والتي تضم بالفعل 60 عضوًا منزعجين شخصيًا من هذه المشكلة".

"تمر من هناك، ولست متأكدًا من أنك رأيت طفلًا صغيرًا"

المرة الأولى التي تعرض فيها للظاهرة تركت أثراً عليه. يقول: "كنت أقود سيارتي على شارع رقم 65 باتجاه أم الفحم، وعلى مفترق الطرق عند برطعة رأيت شابة في العشرينات من عمرها تجلس هناك، وطفل صغير عمره حوالي 5 سنوات كان يتسول على مفترق الطرق. حيث أنه لم يتمكن حتى من الوصول إلى نافذة السيارة، كنت في حالة صدمة كاملة ولم أصدق ما تراه عيني.

"أنت تمر من هناك، ولست متأكدًا من أنك رأيت طفلًا صغيرًا. كنت أقول لنفسي دائمًا أنه لا يمكن أن يكون كذلك، لا بد أنه شخص بلا مأوى أو مدمن مخدرات، وأنا أيضًا أشعر بالشفقة عليهم، ولكن الأطفال هي قصة مختلفة تماماً."

أوقف أندريه السيارة واقترب من المرأة. "سألتها لماذا لا يذهب الطفل إلى المدرسة. بالكاد تعرف العبرية، قالت إنها من مناطق الضفة وأن الوضع في المنزل صعب للغاية، لا يوجد مال ولا طعام، لذلك يتسولون. لم أعرف ماذا أفعل."

واتصل بالشرطة حيث أكدوا له أنهم سيهتمون بالأمر. وبعد وقت قصير، تلقى رسالة نصية قصيرة من الشرطة نصها "تم تحديد مكان المزعج وإبعاده عن المكان". يتذكر قائلا: "لا أعرف ما الذي صدمني أكثر، القضية نفسها أم رد فعل الشرطة". وفي اليوم التالي توجهنا إلى محطة الشرطة "عيرون" حيث تم التوضيح أن المحطة منخرطة حالياً في مشروع تجريبي قطري، وهناك محاولة لفهم كيفية التعامل مع الظاهرة. أخبره الشرطي أنه لا يوجد شيء يمكنهم فعله حيال ذلك.

أندريه لم يستسلم. تواصل مع مكتب وزير الأمن الداخلي ومكتب وزير الرفاه ووزارة التربية والتعليم، لكن كل جهة نقلته إلى مكتب مختلف، وكلهم قالوا إنها مشكلة جهازية ولا تقتصر على جهة معينة بعينها.

يقومون بتوزيع الطعام والشراب ويجتمعون مع السلطات

انضم حتى الآن العشرات من المتطوعين والناشطين إلى المجموعة التي أسسها أندريه وشركاؤه، الذين يحاولون المساعدة بطرق مختلفة. يقول أندريه: "يقوم الأشخاص في مجموعتنا بشكل رئيسي بتوزيع المشروبات والطعام بشكل مستقل، البعض منهم يشغلون وظائف معلمين وأخصائيين اجتماعيين ومنهم متقاعدين. ليس لدينا أي تمويل أو جمعية. نحن نقوم بدور السلطات، ومن المهم بالنسبة لي التأكيد على ذلك، بأننا لا نخطط لاستبدال الدولة".

بدأ أعضاء المجموعة بالاجتماع مع مسؤولي الدولة للمطالبة بحلول للوضع: من قادة مراكز الشرطة في المنطقة الشمالية، إلى عضوة الكنيست عايدة توما سليمان (حداش -) التي تعاملت مع القضية في الماضي. وهم يخططون للتحرك حتى يتم القضاء على هذه الظاهرة.

طفل فلسطيني يقوم גتسول على مفترق طريق احيهود في الجليل (تصوير: ياهل فرج)
طفل فلسطيني يقوم גتسول على مفترق طريق احيهود في الجليل (تصوير: ياهل فرج)

وشارك في اجتماع المجموعة على تطبيق "الزوم" العشرات من السكان من جميع أنحاء المنطقة الشمال: البلدات مسجاف، شلومي، ترشيحا، عكا، عين همفراتس، شمريت، كفر ياسيف وغيرها. وتحدث كل واحد منهم ما الذي دفعه للانضمام إلى النضال، وما الذي فعله الى هذه اللحظة لمساعدة الأطفال. " أرى هذه الظاهرة على مفترق أحيهود، على مفرق ياسيف، وعلى مفترق مكر"، قال (ش) من كفر ياسيف، "إنها مشكلة صعبة، لا يوجد عنوان. وفي كثير من الحالات، يعرض الأطفال أنفسهم للخطر بين المركبات. أرى عددًا لا بأس به من سيارات رجال شرطة يقفون ولا يحركون ساكناً حيال ذلك".

قال (ش): "يجب على الدولة أن تساعد، لكن لا اعتقد بأنه سيحدث أي شيء. وتعكس كلماته الروح السائدة في مجموعة المتطوعين: إذا لم يكونوا هناك من أجل الأطفال، فلن يتحرك شيء.

"على الناس أن يستيقظوا وأن يطالبوا بالردود، وعندها ربما يتوقفون عن التجاهل"

يشعر أندريه بالإحباط بسبب لامبالاة الحكومة والجمهور. "الصعب بالنسبة لي في هذا الواقع هو أن السلطات لا تضع القضية في سلم الأولويات، ويبدو أن لا أحد يهتم بذلك، لا الحكومة ولا عامة الناس. هناك مظاهرات كثيرة في هذه الدولة، كلها مهمة، لكن لا ترى مظاهرات لأشخاص أمام مفترقات الطرق يطالبون بالقيام بشيء ما. شخصيا، يصعب عليّ أن أفكر في قضية أهم من قضية استغلال طفل عمره 8 سنوات. هذه الظاهرة تضعنا على نفس المحور مع دول العالم الثالث، الأكثر تخلفا".

ويؤكد: "من السهل على الشرطة أن تتعامل مع الأطفال وليس مع السماسرة، الأمر ليس بهذه الصعوبة – ما هي المشكلة في توثيق المشغلين الذين لا يخفون أنفسهم؟ وهذا أيضًا مجرد غيض من فيض، ولكن الشرطة تعرف كيف تفعل أشياء أكثر تعقيدا من ذلك، ووزارة الرعاية الاجتماعية تقرر عدم التعامل مع الأطفال إذا لم يكونوا معرضين لخطر فوري، ولا يرون في هذا الواقع خطرا واضحا، والدولة مسؤولة عن استغلال الأطفال على الشوارع في أراضيها، ولا ينبغي رميهم خلف الجدار – فالاستغلال يحدث على أراضي دولة إسرائيل".

بالنسبة له، الإمكانية الوحيدة للتغيير هي الضغط الجماهيري. "تنظر إلى هذا الأمر، ترى طفلاً يبلغ من العمر 8-9 سنوات في الساعة الواحدة ليلاً يتسول، في يوم ممطر أو في يوم حار. لا تسمح لطفلك بمغادرة المنزل في مثل ذلك اليوم، وطفل آخر يقف في الشارع، والسيارات والأشخاص يمرون في الشارع على مفترقات الطرق، ومعظمهم لا يهتمون، فهم شفافون تمامًا، يبدو مثل قصص تشارلز ديكنز، لكن هذا لا يحدث في القرن التاسع عشر، بل هنا والآن في هذا العصر. المزيد من الناس يجب أن يستيقظوا ويطالبوا بإجابات وردود حول هذه القضية، وعندها ربما يجب أن يتوقفوا عن التجاهل".

***

وتتابع صحيفة "دافار" عن كثب الأطفال الذين يقفون أياماً كاملة على تقاطعات الطرق والشوارع بدلاً من الذهاب إلى المدرسة، وكذلك مشغليهم. تمت كتابة سلسلة المقالات  بناء على عشرات الساعات من المشاهدة الميدانية، والحوارات مع المحامين ونشطاء حقوق الإنسان والمسؤولين الحكوميين، في محاولة لتتبع أسباب الظاهرة وسبل تغييرها.

لمقالات إضافية من السلسلة:

طفل. مفترق. مال: نظرة عن كثب على الأطفال الفلسطينيين الذين يتم إرسالهم للتسول على مفترقات الطرق في إسرائيل
في نظر سلطات تطبيق القانون، الأطفال الفلسطينيون على مفترقات الطرق ليسوا ضحايا بل مجرمون| المقالة الثانية في السلسلة
مُشغّل صبي فلسطين للتسوّل في إسرائيل يُرسل الصبي ليطعن شخصًا آخر. وتكشف شهادته تدل بأنه كان محتجزاً كالعبد

 

https://ar.davar1.co.il/451033/

 

 

اشترك في النشرة الإخبارية الشهرية
من خلال التسجيل، أقرّ بقبول شروط استخدام الموقع